بعد توغل القوات التركية فى الاراضى السورية..العلاقات "الثنائية" من الحرب الى الحوار ..بعد خمسة أعوام من عداء أنقرة لـ"دمشق ".. تركيا تتراجع عن رحيل بشار وتعترف : "يمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقا

تحول ملحوظ ملموس فى الموقف التركى تجاه القضية السورية عامة والرئيس السورى بشار الاسد خاصة فى الفترة الاخيرة حيث نقل رئيس وزراء تركيا بن على يلديريم فى تصريح له السبت الماضى رغبة تركيا بالقيام بدور أكبر فى الأزمة السورية خلال الأشهر الستة المقبلة معتبرا أن الرئيس بشار الأسد هو أحد الفاعلين فى النزاع، وقال يلديريم للصحافيين "شئنا أم أبينا، الأسد هو أحد الفاعلين اليوم" فى النزاع فى هذا البلد "ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية" قبل أن يضيف أن "هذا غير مطروح بالنسبة لتركيا".

واعتبر رئيس وزراء تركيا أن دمشق فهمت أن الأكراد باتوا يشكلون "تهديدا لسوريا أيضا" فى أول رد فعل من أنقرة على الغارات التى شنها الطيران السورى على مواقع كردية فى الحسكة شمال شرق سوريا، وقال يلديريم متحدثا عن تطلع الأكراد إلى وصل المناطق التى يسيطرون عليها فى الجانب الآخر من الحدود التركية "أنه وضع جديد" و"من الواضح أن النظام (السورى) فهم أن البنية التى يحاول الأكراد تشكيلها فى شمال (سوريا) بدأت تشكل تهديدا لسوريا أيضا"وأضاف، الولايات المتحدة شريك استراتيجى لتركيا وليست عدوا لها.

بهذا التصريح نستطيع القول بأن محاور الموقف التركى تجاه القضية السورية تغير تماما عن ما ساد بالمشهد الثنائى خلال الخمسة اعوام السابقة والتى شهدت نزاعا واضحا ومباشرة متمثلا فى السلطتين بدء فى يونيو 2011 حين دعا الرئيس التركي، عبدالله غول، وقتها الأسد إلى التصريح بعزمه التحول إلى نظام سياسي تعددي، كما قال إن خطاب لرئيس السوري والذى دعا فيه إلى إجراء حوار وطني، "غير كافٍ". وفى مارس 2012 اعلنت تركيا تعليق أنشطة سفارتها في دمشق وإغلاقها بسبب تدهور الظروف الأمنية في البلاد، والمجلس الوطني السوري نظم مؤتمرا لقوى المعارضة السورية في تركيا للاتفاق على خطة موحدة للإطاحة بالرئيس الأسد. وعقد مؤتمر أصدقاء سوريا في مدينة اسطنبول ضم ممثلي أكثر من سبعين دولة، بهدف مناقشة تقديم الدعم للمعارضة و زيادة الضغط على حكومة الرئيس السوري لتطبيق بنود خطة السلام التي اقترحها المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان حينها.

لم تكتفى تركيا بذلك بل حذرت الأمم المتحدة من احتياجها إلى المساعدة لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيها، وقالت إن أزمة اللاجئين السوريين أصبحت "مشكلة عالمية".

وفى نفس العام اسقطت قوات الدفاع الجوي السورية طائرة عسكرية تركية فوق مياه البحر المتوسط "لاختراقها المجال الجوي السوري" بحسب الحكومة السورية في حين أكدت تركيا أن الطائرة كانت تحلق فوق المياه الدولية في مناورة تدريبية، وأن القوات السورية استهدفت الطائرة "عمدا."

بعد أشهر قليلة صوت البرلمان التركي بالموافقة على مذكرة تمنح الحكومة صلاحية القيام بعمليات عسكرية في سورية
كما وافق حلف شمال الأطلنطي (الناتو) على تزويد تركيا بنظام باتريوت الصاروخي المتطور لمواجهة أي تهديد محتمل من الجانب السوري وقال أردوغان حينها ، إن أي تدخل عسكري في سوريا يجب أن يهدف إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

وفى العام 2013 جدد البرلمان التركي الموافقة على التدخل العسكري في سوريا حال الحاجة إليه، وذلك لمدة عام واحد بينما بدأت تركيا فى العام نفسه أعمال بناء جدار بارتفاع مترين على الحدود مع سوريا، في منطقة نصيبين، على بعد عشرة كيلومترات من مدينة القامشلي السورية.

وفى بداية عام 2014 عقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعا في تركيا لمناقشة قرار المشاركة في محادثات جنيف.

واغلقت تركيا تغلق عدد من معابرها الحدودية مع سوريا إثر فرار سبعين ألف كردي سوري إلى أراضيها، وذلك بالتزامن مع اندلاع الاشتباكات بين القوات التركية والمسلحين الأكراد.

كما وافق البرلمان التركي على السماح للجيش بدخول الأراضي السورية والعراقية ، والسماح للقوات الأجنبية باستخدام أراضيها لقتال مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهو قرار سرى لمدة عام واحد، قابل للتجديد وقال وزير الخارجية التركي، مولود أوغلو، حينها إن بلاده "لا يمكنها قيادة عملية برية بمفردها" في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ودعا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم إلى حشد قوات برية لقتاله على اراضى سوريا.

فى حين أعلنت الحكومة التركية موافقتها على السماح لقوات البيشمركة الكردية العراقية بالعبور إلى سوريا، للمشاركة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة عين العرب "كوباني".

من جانبها اتهمت الحكومة السورية تركيا "بانتهاك سيادتها" لسماحها بمرور قوات البيشمركة عبر حدودها إلى مدينة عين العرب.

فى العام 2015 تسللت قوات تركية إلى داخل سوريا لنقل رفاة سليمان شاه، جد السلطان عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية، من ضريحه في إحدى قرى حلب إلى مكان آخر خاضع لسيطرة تركيا داخل سوريا.و أُجلي الجنود الأتراك القائمين على حراسة الضريح في موكب من مئة مركبة عسكرية، بالتنسيق مع القوات الكردية، وبدعم قوات من الجيش السوري الحر.

وقام رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو حينها ،بعبور الحدود التركية-السورية، لزيارة قبر سليمان شاه في موقعه الجديد داخل سوريا الذي يبعد 200 متر عن الحدود التركية.

كما منحت تركيا قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" حرية استخدام قواعدها الجوية وشن غارات على كل من متشددي التنظيم والأكراد في العراق.

واتهمت وحدات حماية الشعب الكردية في سوري تركيا بقصف مواقع لها قرب الحدود التركية السورية، والحكومة التركية نفت استهدافها لقوات الوحدات، وقالت إن عملياتها استهدفت مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ومواقع حزب العمال الكردستاني في العراق.

وفى العام نفسه استدعت تركيا السفير الروسي في أنقرة احتجاجا على غارات جوية روسية استهدفت قرى تركمانية في شمال سوريا.

كما قامت تركيا بإسقاط طائرة مقاتلة روسية قرب حدودها مع سوريا، الأمر الذي أدى إلى توتر في العلاقات بين البلدين وفرض روسيا لعقوبات اقتصادية على تركيا.

فى نهاية العام الماضى اتهمت تركيا روسيا بمحاولة القيام بـ "تطهير عرقي" في شمال سوريا عن طريق الغارات الجوية التي استهدفت التركمان والسنة "الذين ليست لديهم علاقات جيدة مع نظام الأسد"، ما من شأنه "تقوية تنظيم الدولة الإسلامية.
واحتدم الخلاف ودعا وزير الخارجية السوري فى حينها ، وليد المعلم، إلى "وقف تسلل الإرهابيين" إلى داخل بلاده من تركيا والأردن.

وقصفت تركيا مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا
فى بداية عامنا الحالى طالبت سوريا مجلس الأمن بالتدخل لوقف القصف التركي على مواقع الأكراد في شمال البلاد، واعتبرته "انتهاكا لسيادتها" كما اتهمت سوريا الحكومة التركية بالسماح بعبور مائة مسلح إلى أراضيها.

من جانبه قال أوغلو، إن تنفيذ عملية عسكرية برية في سوريا ليس مطروحا، وإن القول باتخاذ أنقرة هذه الخطوة "تضليل وتلاعب.

فى يوليو الماضى دعت روسيا تركيا إلى اتصالات عسكرية بين البلدين والعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، كما أكدت روسيا على أهمية منع تسلل "العناصر الإرهابية" إلى سوريا عن طريق الحدود التركية، وأن تتعاون تركيا في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية.

وجاءت هذه التصريحات بعد اجتماع عُقد بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو في منتجع سوتشي الروسي.

واعلن الرئيس التركي خطة حكومته منح الجنسية التركية لثلاثة ملايين لاجيء سوري في البلاد، والسماح بازدواج الجنسية ليتمكنوا من العودة إلى سوريا إن أرادوا.

كما صرح رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم، إن بلاده تسعى إلى تطوير علاقات جيدة مع سوريا، ضمن مساعيها لتحسين العلاقات مع دول الجوار.

وشنت القوات التركية اليوم هجوما على مواقع داعش فى سوريا وقال اردغان " جيشنا بدأ في عملية ضد تنظيم "داعش" وتنظيم "ب ي د" شمال سوريا تمام الساعة الـ4 فجر اليوم .

بينما عبرت عدد من دبابات القوات التركية للحدود السورية، صباح اليوم الأربعاء، ضمن عملية "درع الفرات" في مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا، في ريف حلب الشمالي الشرقي.

لن نستطيع القول بأن التحول التركى تجاه سوريا وبشار الاسد ناتج عن التحالف الثلاثى " الروسى , التركى , الايرانى " الذى تشكل بعد زيارة اردوغان الى روسيا فى بداية الشهر الجارى ولكن من المؤكد ان الاشهر القليلة القادمة تحمل تغيرات كثيرة وغير متوقعة فى هذا الملف .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;