تحولت منطقة حدائق الأهرام بالجيزة إلى مأوى للراغبين فى إنشاء مراكز غير مرخصة لعلاج الإدمان، حيث ينتهز القائمون على تلك المراكز حالة الهدوء التى تتميز بها تلك المنطقة ويستأجرون "فيلات" دون وضع أى لافتات توضح نشاطهم ثم يستقبلون الراغبين فى العلاج من خلال التواصل معهم عبر وسطاء يعملون فى مستشفيات الصحة النفسية.
آخر هذه الحالات كانت وفاة شاب يدعى "شريف.س" يبلغ من العمر 31 عاما، فارق الحياة نتيجة حقنة بجرعة مخدر زائدة، أثناء خضوعه للعلاج داخل مركز يديره عدد من المدمنين السابقين، وتعد هذه الحادثة ليست الأولى التى تشهدها تلك المنطقة حيث سبق أن تم الكشف عن عدة جرائم مماثلة وقعت بحق المرضى الذين يتلقون العلاج بتلك المراكز وكان منها مقتل تاجر على يد المشرفين على علاجه نتيجة الاعتداء عليه وحقنه بعقاقير مخدرة أدت إلى وفاته وحاولوا التخلص من جثته إلا أن قوة أمنية ألقت القبض عليهم.
كما تم الكشف سابقا عن مركز آخر غير مرخص لعلاج الإدمان بذات المنطقة يديره كهربائى وعدد من المدمنين المتعافين، حيث تم القبض عليهم وتبين أن المتهمين استأجروا فيلا وبدأوا فى استقطاب راغبى العلاج من الإدمان مقابل الحصول على آلاف الجنيهات، وكشفت التحريات أن المتهمين يلجأون إلى شبكة الإنترنت للتعرف على الوسائل البدائية للعلاج دون الاستعانة بأى طبيب متخصص.
مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة أكد أن القائمين على تلك المراكز غير المرخصة والخاصة بعلاج الإدمان يلجأون إلى منطقة حدائق الأهرام لتميز تلك المنطقة بالهدوء وانتشار المساحات الخضراء، بالإضافة إلى انتشار الفيلات بها، حيث يتفق عدد من المدمنين المتعافين على إنشاء مركز لعلاج الإدمان ويستأجرون فيلا دون وضع أى لوحات أو لافتات توضح أن الفيلا مركز لعلاج الإدمان لعدم حصولهم على أى تراخيص من وزارة الصحة، والاتفاق مع بعض الأطباء والعاملين بمستشفيات الصحة النفسية على توريد المرضى العاجزين عن التكفل بمصاريف العلاج بالمستشفيات الخاصة أو المراكز الطبية المشهورة إلى تلك المراكز غير المرخصة مقابل نسبة مالية يتقاضوها على كل مريض.
وأضاف المصدر أن أهالى المرضى يلجأون إلى تلك المراكز بسبب سوء حالتهم المادية أو عدم توافر المعلومات اللازمة عن المركز الذى يلجأون إليه لعلاج أبنائهم أو التضليل الذى يتعرضون له من القائمين على تلك المراكز حيث يدعون أن المركز مرخص ويشرف عليه أطباء نفسيون مشهورون،
وذكر المصدر الأمنى أن هناك حملات أمنية يتم إعدادها لمداهمة تلك المراكز بناء على بلاغات من مواطنين تعرضوا للضرر منها، أو من خلال تحريات تكشف عن نشاط تلك المراكز.
ومن جانب آخر استمعت النيابة لوالدة المجنى عليه "شريف" التى قالت فى التحقيقات التى باشرها عمرو عماد وكيل أول النيابة إن ابنها كان يعانى من ورم بالقدم أدى إلى بترها، وأنه نتيجة لذلك كان يتعاطى مسكنات وعقاقير مخدرة دفعته للإدمان، وحينما قرر التعافى منها، توجه إلى المصحة المذكورة بمنطقة حدائق الأهرام، والتى وصفها له دكتور يدعى "إيهاب" مرشح برلمانى سابق - والصادر له أمر ضبط وإحضار من النيابة - وهناك تقابلت مع المسئولين ومن بينهم شخص يدعى طارق، وطلبوا منهم دفع مقدم للعلاج والإقامة قدر بـ2500 جنيه.
وأضافت أن مشرف المصحة الذى يدعى "تامر" كان يتقاضى مبالغ مالية من أسر المرضى، ويتعامل بشكل تعسفى مع ذويهم بحجة علاجهم، وأن ابنها "شريف" طلب منها عدم الذهاب للمصحة عدة مرات نتيجة لسوء معاملتهم له ومعاجلته بشكل خاطئ، إلى أن توفى فى 10 يناير الجارى بعد أن قضى فى المصحة ما يقرب من الـ4 أشهر.
وكشفت والدة المجنى عليه فى التحقيقات الجارية أن نجلها ظل يعانى قبل وفاته من سوء معاملة القائمين على المصحة، وطلب منها أن يغادر المصحة وأن يعود للمنزل ولكنها طلبت منه التريث لحين إتمام شفائه، وبعدها بعدة أيام تلقت اتصالا تليفونيا من مسئولى المصحة أخبروه فيها أن نجلها قد توفى، كما أمرت النيابة بحجز 7 أشخاص من العاملين بالمركز لحين ورود التحريات.