مصطفى وزيرى مدير عام آثار محافظة الأقصر لـ"انفراد": استكمال مشروع توثيق القطع الأثرية بمعابد المحافظة عبر الحاسب الآلىوحصيلة زيارات السائحين العام الماضى تعدت الـ400 ألف سائح

"نسير على نهج وتعليمات الرئيس التى طالبنا فيها بالعمل بكفاءة فى كل مجالاتنا، ولكن هناك من يحاول بث طاقة سلبية فى المجتمع بأكمله لتعطيل تلك الأعمال".. بتلك الكلمات بدأ الدكتور مصطفى وزيرى مدير عام آثار الأقصر حديثه لـ"انفراد"، للكشف عن أعمال ومجهودات قطاع الآثار بالأقصر ومشروعاته الجديدة للنهوض بالمعابد والمتاحف والمناطق الأثرية فى محافظة الأقصر التى تضم أكثر من ثلثى آثار العالم.

ويقول الدكتور مصطفى وزيرى مدير عام آثار الأقصر من أبناء محافظة قنا فى حواره لـ"انفراد" إن رجال الآثار يقومون بمجهودات جبارة خلال الفترة الماضية وما زالوا مستمرين فى عملهم لإعادة إحياء قطع الآثار التي تعرض للتهالك بفعل الزمن والسرقات وسوء الاستغلال من المصريين فى السنوات الماضية، حيث توجد عشرات المشروعات داخل أروقة مختلف معابد البر الغربى والشرقى تقوم بها إدارة المنطقة المركزية للآثار بالأقصر، منها ما تم الانتهاء منه، وأخرى ما زالت قيد العمل للإعلان عنها خلال الفترة المقبلة.

وحول المشروعات التى تم الانتهاء منها فقد أكد وزيرى أن الشهر الأخير من العام الماضى شهد عدة إنجازات جيدة للغاية فى البر الشرقى والغربى بالأقصر، ففى منطقة آثار القرنة بالبر الغربى وبالتحديد فى مجال العمل بمشروع توريد معدات وخدمات لحماية وتحسين المواقع التاريخية بالأقصر، وهو ما يطلق عليه (مشروع شركة ديفيكس الإسبانية)، فقد تم استكمال الأعمال المدنية الخاصة بمحيط التأمين الإلكترونى بـ"معبد هابو"، وكذلك استكمال الأعمال المدنية الخاصة بتأمين منطقة استراحة كارتر والمخازن المتحفة، واستكمال القواعد الخرسانية لتثبيت بوابات الأشعة فوق الحمراء "INFRA-RED"، واستكمال أعمال التشطيبات المدنية بمركز التحكم بوادى الملوك، والانتهاء من أعمال مد الألياف الضوئية "الفايبر"، وأعمال اللحامات الخاصة بها بطول 8 كيلومترات، والانتهاء من تجديد الأرضية الخشبية فى المقبر رقم "KV.6".

وفى مجال عمل البعثات الأجنبية بالقرنة، فقد قال الدكتور مصطفى وزيرى إن بعثة معهد دراسات مصر القديمة بمدريد انتهت من أعمالها بالمقبرة رقم "TT.28" وذلك بعد موسم ناجح اكتشفت خلاله تابوت خشبى ملون، كما أنهت بعثة أكاديمية الفنون الجميلة الإسبانية عملها هذا الموسم بمعبد الملك تحتمس الثالث، حيث قامت بالعديد من أعمال الترميم وإزالة أكوام الرديم من الأعوام السابقة، وأيضًا أنهت بعثة جامعة وارسو البولندية من المنحدر الصخرى بالدير البحرى، وكان هذا الموسم الأخير لهذا البعثة فى الأقصر.

واستطرد الدكتور مصطفى وزيرى حديثه عن إنجازات البر الشرقى بالأقصر، مؤكدًا أن منطقة آثار الكرنك كان بها عدة أعمال، حيث تم عمل توسيع للمتحف المفتوح من الناحية الشرقية لعرض المزيد من القطع الآثرية داخله، وتم استكمال تطوير المتحف وإعادة عرض بعض القطع تكمله لسيناريو العرض الجديد، واستكمال عمليات تنظيف وترميم وصيانة جميع القطع المعروضة داخله، وذلك تمهيدًا لإنهائه والمقرر افتتاحه بحضور الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار فى مطلع شهر مارس المقبل، مشيرًا إلى أنه تم استكمال مشروع توثيق القطع الأثرية والأحجار المنقوشة والموجودة على المصاطب داخل معبد الكرنك وإنشاء قاعدة بيانات لها على الحاسب الآلى، أما المركز الفرنسى الذى يعمل بمعبد الكرنك، فقد واصل استكمال أعمال الترميم المعمارى الدقيق والصيانة فى الحجرات الشمالية لفناء الدولة الوسطي، والخاصة بالملك تحتمس الثالث وتم الانتهاء من 6 حجرات وجارٍ العمل بالحجرة السابعة، كما استكملت أعمال الحفائر الجارية بمحيط معبد بتاح من الخارج، حيث أظهرت الحفائر عن وجود مجموعة من الجدران اللبنية السميكة، وتجرى حاليًا دراستها لتحديد الغرض من هذه المبانى وتاريخها.

وعن أعداد السائحين الذين قاموا بزيارة محافظة الأقصر، خلال الفترة الماضية فقد أكد الدكتور مصطفى وزيرى مدير عام آثار الأقصر أنه خلال أول أيام بالعام الجديد زار المناطق الأثرية فى البر الشرقى والغربى للأقصر حوالى 5400 سائح، حيث شهد مطلع العام الجديد إقبال كثيف من قبل السائحين الأجانب والمصريين فخلال يوم السبت الماضى زار المعابد حوالى 990 سائحا أجنبيا و610 سياح مصريين، وفى يوم الأحد زار المعابد 1135 سائحا أجنبيا و450 مصريا، وفى يوم الاثنين زار الأقصر 1830 سائحا أجنبيا و400 سائح مصرى، وقدرت أعداد السائحين خلال العام المنصرم بحوالى 400 ألف سائح وهو إقبال فى المتوسط العادى اليومى حوالى 1300 سائح خلال 2015، مؤكدًا أن اللافت فى المشهد بالعام الجديد هو عودة انتظام الحركة السياحية للألمان بالأقصر، أما الجنسيات الأخرى فهى عبارة عن صينيين وكوريين وهنود وإنجليز وسويديين وألمان وأوكرانيين ومن دولة أستونيا، وذلك بخلاف المصريين الذين يقومون بزيارات يومية للمعابد بصورة كبيرة لتنشيط السياحة الداخلية.

وتعليقًا على أزمة تمثال "سيتى الثانى" بمعبد الكرنك، والتى أحدثت ضجة إعلامية ضخمة خلال الأيام الماضية، فقد قال الدكتور مصطفى وزير خلال حديثه لـ"انفراد": "القصة تعود لآخر جولة لوزير الآثار بمعبد الكرنك وافتتاحه لترميمات تماثيل داخل معبد الكرنك، فعرضنا عليه ترميم تمثايل آخرى منها تمثال سيتى الثانى الناقص، فقال لنا لما تشوفوا حاجة غلط متسكتوش عليها لصالح الآثار، وطالبنا بإزالة الخرسانة منها واستبدالها بمواد ترميم حديثه تحفظ الأثر مستقبلاً، حيث إن الخرسانة تتسبب فى تلف الأثر وانطلقنا بالفعل فى ترميمه عبر مواد الرمال والجير والارالدايت والسيليكات، لإعادة إحيائه حيث أنه كان ملقى فى الصالة الشرقية لصالة الوادجيت منذ عام 1920م".

ويضيف مدير عام آثار الأقصر: "عندما استلمت عملى مديرًا لقطاع الآثار بالأقصر فى مارس الماضى وجدت الأعمال ليست بالصورة المطلوبة، فبحث مع الجميع كيفية النهوض بالقطاع مجددًا وإدخال تطويرات حديثة فى كل معابد المحافظة، فوجدت أن السبب فى ضعف العمل هو الإمكانيات المادية، فدفعت أموالاً من جيبى الخاص وساعدنا المحافظ بدعم القطاع بمواد تساعدنا فى الأعمال وكذلك قام جميع العاملين بالقطاع بالمشاركة من أموالهم الخاصة لكى نستطيع عمل طفرة فى عملنا خلال العام، وبالفعل انطلقت ماكينة العمل بكل قوة فمن يستطيع أن يشاركنا من المسئولين بمواد كالرمال والحجارة والأسمنت وغيرها كان يقوم بدوره فى هدوء تام، والدليل على كل التطورات التى حدثت يوجد داخل المناطق الأثرية فى أعمال جيدة وترميمات جديدة ونسير على خطة واضحة للجميع فى عملنا، ولن يستطيع أحد أن يوقفنا فى طريقنا لخدمة التاريخ المصرى القديم والحفاظ عليه ولو من أموالنا".


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;