ترقب عالمى كبير للمؤتمر السنوى لرؤساء البنوك المركزية فى العالم، الذى بدأت فعالياته اليوم فى منتجع "جاكسون هول"، بالولايات المتحدة، لمناقشة التحديات التى تواجه الاقتصاد العالمى، ويتضمنها جدول أعمالهم، وعلى رأسها ركود النمو والتضخم الضعيف.
كما يترقب الجميع كلمة جانيت يلين، رئيسة الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، حول "الأدوات النقدية"، والتى من المتوقع أن تحدد خلالها زيادة أسعار الفائدة من عدمه.
وقالت قناة CNBC عربية، إنه بعيداً عن زيادة معدلات الفائدة الأمريكية وتوقيتها، فإن ثمة جدلاً جوهرياً قائماً بين خبراء الاقتصاد لمعرفة ما إذا كان نمط النمو تبدل بشكل بنيوى بفعل التطور الضعيف للإنتاجية، ما سيتطلب معدلات فائدة أكثر تدنياً بعد.
ما هى التحديات التى تواجهها البنوك المركزية فى "جاكسون هول"؟
وأوضح تقرير لقناة CNBC عربية أن الاجتماع يضم عدداً كبيراً من صناع القرار فى مجال السياسات النقدية من مختلف البنوك المركزية، مشيرة إلى العديد من التحديات التى تواجه البنوك المركزية فى العالم وأبرزها:
التحدى الأول: معدلات الفائدة المنخفضة؟
منذ صيف 2013 وبدأ ما يعرف بالتقليص الفيدرالى الأمريكى لمشتريات الأصول، وبدأ التعافى من أزمة اليونان بتقليص التيسير الكمى، فى حين بدأت الاقتصادات الناشئة، مثل البرازيل وتركيا، المعاناة بسبب اقترابها من الدولار الأمريكى، ومع تشديد السياسة النقدية فى الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تلك الدول تعانى من خدمة الدين بسبب معدلات الفائدة المرتفعة وارتفاع تكلفة هذه الديون.
وأضاف التقرير، "فى نهاية 2015 رغب الفيدرالى الأمريكى فى تشديد السياسة النقدية، وبدأت الصين خطوة تخفيض اليوان، وبالتالى تراجعت أسواق الأسهم فى العالم، ما أدى لرفع الفيدرالى الأمريكى الفائدة بمقدار 0.25% نقطة".
وفى الوقت الحالى يستعد "الفيدرالى الأمريكى" لرفع الفائدة للمرة الثانية منذ الأزمة العالمية، والسؤال هنا ماذا سيحدث للأسواق، وهل تعودت على معدلات الفائدة المنخفضة، وهل أصبح رفع معدلات الفائدة يسبب اضطرابات فى الاقتصاد العالمى؟
التحدى الثانى: معدلات الفائدة السالبة
قال التقرير، بدأت اليابان تطبيق معدلات الفائدة السالبة، ولا تستبعد المزيد من معدلات الفائدة السالبة، وفرضت أوروبا أيضاً المعدلات السالبة على الإيداع فى منطقة اليورو، وتبعتها الدنمارك والسويد وسويسرا فى تطبيق المعدلات السالبة، ما مثل ضغوطاً على القطاع البنكى، وتبقى هنا تساؤلات حول جدوى السياسة النقدية التى تحمل معدلات فائدة سالبة، والتى لم تظهر لها آثار إيجابية حتى الآن.
التحدى الثالث: تباطؤ منطقة اليورو
وبلغ نمو الاقتصاد فى منطقة اليورو 1% وهو نمو الناتج المحلى الإجمالى، ويتوقع البنك المركزى الأوروبى تعرض اقتصاد اليورو لمزيد من التباطؤ، مع بعض التباطؤ فى الوظائف الذى يشهده الاقتصاد الأوروبى فى الفترة الأخيرة، وزيادة التضخم عن نسبة 2%.
التحدى الرابع: ضعف الأسواق الناشئة
وأوضح تقرير القناة أنه يلاحظ التباطؤ الشديد فى الاقتصاد الصينى والروسى، ويؤثر تباطؤ الصين بالسلب على البرازيل مع وجود حالات فساد متعددة بالبرازيل، وبالنسبة لتركيا فيعانى القطاع الخاص من تكاليف الدين مع ارتفاع الدولار الأمريكى منذ 2013 ما أدى لدخول تلك الدول فى فترات ركود.
التحدى الخامس: حروب تخفيض العملات
من الملفات المهمة للبنوك المركزية، ونتحدث عن الين اليابانى، وربما تسعى اليابان فى الفترة المقبلة لإضعاف الين، نظراً لأهمية الصادرات بالنسبة لليابان، وأن قوة الين تمثل ضغطاً على الاقتصاد اليابانى.
وتقوم الصين بتخفيض اليوان، ما يضغط أيضاً على الأسواق، ولكنها تريد أن تحسن من أداء الشركات لزيادة الصادرات، وبالنسبة لليورو فعلى الرغم من النفى المتكرر لمحاولات تخفيض اليورو، إلا أنه مستمر فى التراجع فى تلك الفترة، وتسعى أوروبا لدفع العديد من المحفظات لليورو وعلى رأسها تمديد برنامج شراء الأصول، وأطلق بنك إنجلترا حزمة من المحفظات من شأنها إضعاف الجنيه الإسترلينى وحدوث المزيد من التراجع والهبوط التى بدأ منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
ولكن كيف ستتصرف الشركات الأمريكية حينما يبدأ الفيدرالى الأمريكى فى تشديد السياسة النقدية ورفع معدلات الفائدة، ما سيدفع الدولار إلى مستويات مرتفعة.