نقلا عن العدد اليومى...
ونحن مشغولون بالشأن المحلى وتفاصيل وبدء دورة برلمانية هى الأصعب، لا يمكن أن نتجاهل ما يدور من حولنا إقليميا ودوليا، ومهما كانت ملاحظات البعض على أداء بعض النواب، فإن خارطة الطريق تكتمل، وتصحح مساراتها وتتشكل من خلال ممارسة سوف تفرز تجاربها وتكمل مساراتها، ليستمر كل ما هو حقيقى ويذهب الزبد، وكل من يعرف تفاصيل المسيرة، يشعر بالكثير من الاطمئنان إلى استقرار المستقبل. ولنأخذ فى الاعتبار أن اكتمال خارطة الطريق ووجود سلطة تشريعية من شأنه أن يخفف من وقع الضغوط المختلفة على السلطة التنفيذية، وأيضا يضاعف من طرح التوجهات المصرية التشريعية أمام العالم.
صحيح أن الدولة لم تعد سؤالا مطروحا على الغرب بالشكل السابق، ونجحت فى عبور الكثير من الأكاذيب والمخططات التى كانت تسعى لتشويه الصورة، لكن وجهة النظر المصرية تجاه القضايا الإقليمية والدولية أصبحت تتصاعد خطوة وراء الأخرى بشكل متسع. رأينا كيف أصبحت وجهة النظر المصرية فى قضايا الإرهاب جزءًا من الجدل فى الإدارة الأمريكية والاحتجاج من المؤسسات الأمريكية بمواجهة سياسات أوباما، وكل هذه الخطوات نتاج لتحركات مصرية كبرى وسياسة خارجية توسع من علاقات خارجية تقوم على الندية والتوازن وتجمع رصيدا من التأييد الدولى والتفهم لوجهات النظر المصرية.
وما يقال عن أمريكا ينطبق على أوروبا التى أصبحت ترى صواب التحذيرات المصرية، من التدخلات الخاطئة إقليميا بشكل قد يؤجج الصراع. وربما يعجز البعض أحيانا عن قراءة الاستراتيجيات المصرية، ويتوه البعض فى قياسات معقدة، من دون التوصل إلى وجهات نظر واضحة، سواء فى التعامل مع الصراعات أو التوازنات الإقليمية والدولية، والدفع نحو تأكيد وجود واقع عربى فاعل يقلل من حجم ودرجات التدخلات.
ربما لهذا تبدو عمليات التفاعل فى السياسة الخارجية ضمن مرتكزات الانفتاح الدولى على آفاق متجددة، وأبرز هذه الأمثلة التى تكشف عن أهمية الدور الخارجى وحجم التحولات فى السياسات الأوربية، ما ذكره فرانك فالتر شتاينماير، وزير الخارجية الألمانى، الذى اعترف بأن الإدارة الألمانية لم تتفهم الموقف المصرى فى الوقت الماضى، وقوله «كان لدينا بعض الصعوبات فى تفهم الموقف المصرى فى الماضى، لكننا نثمن ونقدر الدور المصرى فى الشرق الأوسط»، وهى كلمات تعنى الكثير، فى حال تمت قراءتها فى سياق التغيرات العملية فى شكل السياسة الخارجية الأوربية، وكانت التصريحات أثناء زيارة وزير الخارجية سامح شكرى لألمانيا ولقاءاته مع مسؤولى الأمن القومى الألمانى ونظيره وزير الخارجية.