رئيس القومى للبحوث يرد: المشروع يحقق انجازات كمصل انفلونزا الطيور .. وعلاج السرطان بالذهب والخلايا الشمسية
المشرفة على المشروع: تنفى وجود المحسوبية .. ولدينا أجهزة علمية لا نظير لها.. وضعف الرواتب سبب فى رحيل الباحثين
بالرغم من أن الهدف من مشروع "الطريق إلى نوبل" أو ما يطلق عليه حاليا "مركز التميز العلمى" الذى انشئ منذ عشر سنوات بالمركز القومى للبحوث ليقف أمام نزيف العقول وهجرة العلماء، إلا أن المشروع يواجه عدد من الصعوبات التى أدت لتقلص عدده من نحو 200 باحث إلى 65 فقط، بالرغم من توفير التمويل لمشروعاته بالملايين وإنشاء أحدث معامل به وإمداده بالكثير من الأجهزة العلمية التى ليس لها نظيرا فى العديد من المراكز والجامعات المصرية.
هذا المشروع الذى اقترن اسمه بصاحب جائزة نوبل فى الكيمياء، استمد اسمه من كتاب زويل" الطريق إلى نوبل" فكان هدفه توفير الامكانيات للعلماء والباحثين والجو العلمى الملائم للابتكار والعمل ليكونوا جاهزين خلال عشرين عاما للترشيح للحصول على جائزة نوبل"، وهى الفترة التى مر منها حاليا عشر سنوات ويظل التحدى أمام الباحثين خلال العشر سنوات القادمة لتحقيق نوبل أخرى فى العلوم، وهو ما يحمل علامة استفهام كبيرة حول وضع المشروع وامكانياته وخبرة وكفاءة الباحثين فيه لتحقيق ذلك.
واشتكى عدد من الباحثيين من استبعادهم من مركز التميز العلمى، لصالح آخرون، وتوجيه أجهزة علمية يجرون عليها أبحاثهم لآخرون.
"مشروع الطريق إلى نوبل "أو "مركز التميز العلمى" يضم 15 مجموعة بحثية كل مجموعة تعمل على مشروعين على الأقل ويصل تمويل المشروع إلى مليون جنيه، فى حين أن بعض المشروعات الهامة يصل التمويل فيها إلى نحو 4 مليون جنيه، تتنوع مجالات عملهم وأبحاثهم بين الطاقة المتجددة، والمياه، والتغذية، والبحوث الطبية ومنها السرطان.
قال الدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث السابق أن فكرة انشاء "الطريق الى نوبل "بدأت فى عام 2006، وتم الاعداد للفكرة وعمل اجتماعات مع العلماء والباحثين بالمركز لمدة عام تقريبا، وجاءت فكرة المشروع بهدف وقف نزيف العقول فلاحظنا أن ظاهرة سفر الباحثين للدراسة والعمل في الخارج اصبحت بلا عودة، ووجدنا فى المركز أن العشرات من الباحثين الذين درسوا فى الخارج وعادوا يجهزون انفسهم للسفر مرة اخرى موضحا أن السبب الرئيسى لرغبة الباحثين فى السفر مرة أخرى هو عدم وجود النظام فى مصر وهو الذى تتسم به بيئة البحث العلمى فى الدول المتقدمة، ولكن اذا تم توفير المناخ العلمى الصحى فى مصر، فلن يضطروا للسفر.
وطالب الدكتور هانى الناظر الرئيس السابق للمركز القومى للبحوث، الأب الروحى للمشروع بالحفاظ عليه لأن استمراره يعد نجاحا للمركز، موضحا أن المشروع قبل رحيله كان يضم نحو 200 باحث من تخصصات مختلفة مثل البيوتكنولوجى والهندسة الوراثية والطاقة.
ومن جانبه قال الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز القومى للبحوث أن مشروع الطريق الى نوبل أو مركز التميز العلمى تم امداده بمعامل وتجهيزات أفضل وتوفير مساحة أكبر له داخل المركز خلال العام الماضى، كما تم تغيير النظام الادارى له فأصبح اكثر احكاما وتنظيما.
ونفى الدكتور شعلان وجود محسوبية فى اختيار الباحثين فى مركز التميز العلمى، مؤكدا أن الاختيار وفقا لمعاير محددة يأتى فى مقدمتها النشر الدولى.
ويفند الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز القومى للبحوث الاقاويل حول عدم تقديم " الطريق إلى نوبل" لانجازات بحثية قائلا "أن هناك عدد من المشروعات البحثية التى نجح مركز التميز فى انجازها فضلا عن اخرى جارى العمل عليها ومنها، مشروع القضاء على الألغام باستخدام الهندسة الوراثية، واكتشاف مصل انفلونزا الطيور الذى تم انتاجه بالفعل بالتعاون مع القطاع الخاص، بالإضافة إلى التعاون مع العالم الكبير الدكتور مصطفى السيد مع باحثى المشروع فى واحد من أهم المشروعات البحثية فى مصر وهو علاج السرطان بجزيئات الذهب، ومشروع انتاج الخلايا الشمية بأيدى مصرية، وتحلية المياه، ومشروع تطوير انتاج الاسماك والاحياء المائية، ومشروع مقاومة الفيروسات ومنها فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى"سى ".
ومن جانبها قالت الدكتورة هالة القاضى رئيس الشعبة الهندسة والمشرف على مركز التميز للعلوم المتقدمة " الطريق إلى نوبل سابقا حول انخفاص وتقلص الباحثين إلى 65 باحث بعد أن كان المشروع بدأ فى 2006 بنحو 225 باحث، أوضحت الدكتورة هالة أن الاعارات وفرص السفر للخارج مازالت تجذب الباحثين، فالرواتب والعامل المادى يظل عائقا أمام استمرار الباحثين فى المشروع بالرغم من أن بيئة الانتاج والعمل بالمركز أفضل ويتم تطويرها باستمرار.
وأوضحت الدكتورة هالة القاضى كنت بسمع كلام عن مركز التميز العلمى قبل أن ادخل فى ادارته واكتشفت انه غير صحيح مثل أن الباحثين فى مركز التميز العلمى يتقاضون مرتبات اكبر من الباحثين بالقومى للبحوث وأن المركز وجهه ميزانيته وأجهزته للمشروع الطريق الى نوبل لكن ذلك لا علاقة له بالواقع فمرتبات الباحثين بالمشروع مثل مرتبات نظيرهم بالمركز القومى للبحوث.
وأضافت المشرف على مركز التميز للعلوم المتقدمة " الطريق إلى نوبل سابقا" أن السنة الماضية تم امداد مركز التميز العلمى بأجهزة متقدمة لم يكن لها نظير فى الكثير من المراكز والجامعات المصرية، وهى اجهزة خاصة بالقياسات التى تفيدنا فى قياسات السطح والكم الحرارى، وتم استفادة الكثير من الباحثين من خارج المركز من هذه الاجهزة وكذلك الطلاب.
وأوضحت الدكتورة هالة القاضى أن معظم المشروعات بمركز التميز العلمى بتمويل من خارج المركز القومى للبحوث سواء من صندوق العلوم والتكنولوجيا أون نتيجة مشروعات بحثية بالتعاون مع الجانب الاوروبى أو الامريكى، مشيرة إلى أن المركز القومى للبحوث يوفر البنية التحتية والأجهزة، وبالتالى فالمشروعات تغطى نفسها بمشروعات ممولة لا تؤثر على ميزانية المركز القومى للبحوث أو الاضرار بمشروعات الباحثين والعلماء بهم.
وطالب عدد من الباحثين فى مركز التميز العلمى الدولة والحكومة فى أن تتبنى المشروعات البحثية التى تم الانتهاء منها على المستوى الصناعى وتقوم بتسويق ابحاثهم وأن يكون هناك منتج للمخرجات البحثية التى يقومون بها.