الأطفال هم أمل كل أمة، حاضر اليوم، مستقبل الغد، نهضتها وثروتها، وإهمال رعاية الأطفال يغتال براءتهم فى المقام الأول، وقد ينهى حياتهم فى المقام الثانى، ففى الآونة الأخيرة لقى مئات الأطفال مصرعهم فى حوادث متنوعة، الطرق أكثرها والغرق ثانيها، فإهمال الآباء والأمهات فى رعاية أطفالهم دائما ما ينتهى بمأساة كارثية.
فقانون الطفل المصرى رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون 126 لسنة 2008، لم يجرم عقوبة إهمال الأسرة فى حق أطفالها، وكتفى فى مادته الثامنة بمعاقبة كل من يرتكب انتهاك فى حق الطفل بالحبس من 6 أشهر وحتى 3 سنوات، وفى حالة وفاة الطفل بسبب الإهمال الأسرى يحرر محضر إدارى ويحفظ لمراعاة مشاعر الأب والأم الذين فقدا طفلهما، طبقا لما أكدته أمل جودة المحامية المتخصصة فى دعم ورعاية حقوق الطفل.
وأضافت أمل جودة فى تصريحات لـ"انفراد" أن الباب الثامن من قانون الطفل، لم يذكر الإهمال الأسرى بعينة، وإنما أكد معاقبة كل من ينتهك حقوق الطفل بالحبس من 6 أشهر وحتى 3 سنوات، وأنه لا يوجد مادة صريحة فى القانون تجرم إهمال الأسرة فى حق أطفالها، وهنا يتدخل شعبان سعيد المحامى بالاستئناف ليؤكد ان قانون الطفل المصرى لم يهمل معاقبة الأب والأم فى حالة إهمالهما فى حق أطفالهما، فالمادة 96 من قانون الطفل أكدت على معاقبة كل من يعرض حياة الطفل للخطر أو تهديد سلامته بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر بما فيهم الأب والأم.
وعلى النقيض نرى محكمة بريطانية تقضى بسجن أم بريطانية تدعى "كلير بارنيت" 5 سنوات لانشغالها بالـ"فيس بوك"، وإهمالها لطفلها الذى لقى مصرعه غرقا فى بركة مياه متواجدة أمام منزله.
وفيما أكدت الدكتور حنان سليمان أستاذة علم الاجتماع أن حوادث الإهمال التى تحدث من وقت لآخر هى حوادث فردية ولا يمكن تصنيفها كظاهرة اجتماعية، وعلى الأسرة أن تستعيد دورها فى التنشئة الاجتماعية لأطفالها لحمايتهم من المخاطر التى تحدث لهم من حينا لأخر، فبعض الأسر تبعدها الظروف الاقتصادية وجمع المال عن متابعة الجيدة الأبنائها، على الرجل مشاركة المرأة فى تربية الأبناء حتى لا تشعر الأم بالملل.
وعن استغلال الأطفال فى العمل وتعريض حياته للخطر داخل ورش النجارة والحدادة، كما شهدته محافظة دمياط حينما لقى طفل مصرعه داخل ورشة دهانات عقب انفجار برميل ثنر فى وجهه، أكدت حنان سليمان أن الأسرة الفقيرة دائما ما تستغل الأبناء كثروة اقتصادية وتدفع بهم للعمل فى أماكن تعرض حياتهم للخطر، والأسر الغنية أيضا قد تلهيها التكنولوجيا وحب جمع المال مما يجعلها تهمل فى مراعاة ابنائها.
الكهرباء فى المنزل
الإهمال فى تأمين الأجهزة الكهربائية داخل المنازل من قبل الأسرة قد يجعل الأطفال عرضة لفقدان حياتهم، ففى إحدى قرى نجع حمادى بمحافظة قنا نرى طفلا لقى مصرعه صعقا بالكهرباء عن طريق غسالة المنزل، ومن قنا إلى أسيوط حيث لقى طفل مصرعه صعقا بالكهرباء نتيجة لتعرية سلك كهرباء المنزل.
حوادث السير
لا تدرك عقول الأطفال المسافات ولا قواعد المرور التى يعرفها الكبار، وفى لحظة تغفل فيها الأسرة يخرج الأبناء لاكتشاف العالم الخارجى المحيط بمنازلهم، فتنتهى حياتهم أسفل عجلات القطارات أو عجلات المركبات على الطرق السريعة، ففى قرية "سبك" بمركز أشمون لقى طفل مصرعه أسفل عجلات جرار زراعى، وفى قرية "طليا" فى نفس المحافظة لقى طفل مصرعه أسفل عجلات سيارة نقل.
ومن حوادث الطرق السريعة حوادث خطوط السكة الحديد ففى كوم أمبو لقى طفل مصرعه أسفل عجلات القطار أثناء عبوره لشريط السكة الحديدية، وكما لقى طفل آخر مصرعه أسفل عجلات القطار بمنطقة عدنان الملكى ببندر المنيا.
وفيما يؤدى الإهمال فى ترك العقاقير الطبية والمبيدات الحشرية فى متناول الأطفال إلى كارثة حقيقية غالبا ما تنهى حياة الطفل بعد تناولها لضعف مناعته فى مقاومتها.