لم يكن غبار غارات الاحتلال الإسرائيلى قد غادر سماء قطاع غزة بعد إلا وحشدت حركة حماس، التى تسيطر على قطاع غزة أنصارها، ونظمت وقفات احتجاجية، أعقبها مؤتمر حاشد قبل أقل من أسبوع ليس لإدانة العدوان، أو الإعلان عن الرد الحاسم على تصعيد حكومة بنيامين نتنياهو، وإنما لشن الهجوم على السلطات المصرية فى سلسلة جديدة من أكاذيب الحركة التى لم تنقطع منذ الإطاحة بحكم الإخوان بعد ثورة 30 يونيو.
بلافتات وصور لأربع من عناصرها دون أسفلها عبارة "أعيدوا المختطفين" أطلقت حماس سهاماً من الأكاذيب، واستعانت بفضائية الجزيرة القطرية لبث فيديو مطموس المعالم قالت إنه لمعتقلين داخل أحد المقار الأمنية فى وسط القاهرة، وحاولت الإيهام بأن من بين الذين ضمهم مقطع الفيديو اثنان ممن أسموهم بـ"المختطفين" على يد السلطات المصرية قبل أكثر من عام ـ على حد زعمها ـ دون أن تحدد طبيعة عمل "المختطفين الأربع"، أو أسباب دخولهم مصر.
تغفل حماس ما يلاحقها من اتهامات رسمية وغير رسمية بالضلوع فى عمليات قتل وإرهاب خارج حدود التراب الفلسطينى والأراضى المحتلة، حيث وجهت لها السلطات القضائية المصرية اتهامات رسمية بالمشاركة فى عملية اغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات، فضلاً عن تهم اقتحام السجون وأعمال الفوضى فى أحداث 28 يناير التالية للثورة المصرية.. تغفل حماس ذلك كله، وتشن حملة إعلامية ضد الحكومة المصرية بزعم حصار قطاع غزة، واختطاف عناصر من الحركة.
قبل 10 سنوات قالت صناديق الانتخابات الفلسطينية للمقاومة "نعم"، وتخلت حماس حينها عن ضوابطها وقبلت باتفاقية أوسلو للمرة الأولى فى تاريخها وخاضت الانتخابات التشريعية وشكلت أول حكومة برئاستها. وبعد 10 سنوات يدرك الفلسطينى أنه خسر المقاومة وخسر كل مقومات الحياة الكريمة بعدما قابلت الحركة فشلها فى إدارة شئون الفلسطينيين بالمزيد من القمع والترويع واتهام مواطنى قطاع غزة بالتخابر حيناً والتعاون مع حركة فتح حيناً أخرى، وتدرك حماس فشلها أكثر من أى طرف آخر.
وتواصل حماس اعتلاءها مراتب الفشل يوماً تلو الآخر مع اقترابها من الانتخابات المحلية الفلسطينية، وتدرك الحركة أن المقاومة بضاعة أصابها الركود، ولم تستطع أن تربح بها أى استحقاقات انتخابية، فتطلق أكاذيبها وتتنصل من المسئولية عبر حملات إعلامية مسمومة، تحاول من خلالها الترويج بأن ما تشهده غزة من أزمات سببها التحركات المصرية على حدود القطاع، وتنسى أنها تفتح أبواب مستشفياتها لعلاج جرحى ومصابى داعش جراء العمليات التى تشنها القوات المصرية لتطهير سيناء.
بلا شك، حماس على موعد مع الخسارة حال إجراء الانتخابات المحلية الفلسطينية، ولن تقف الخسائر على فقدان ثقة الناخبين أو الحرمان من أصواتهم، ولن تقف على تراجع شعبيتها فى محيطها العربى واحتلال مواقع متميزة فى قوائم الإرهاب فى العديد من دول المنطقة، ولكنها دعم مصر.. ستخسر طرفاً أصيلاً فى أى مفاوضات فلسطينية ـ فلسطينية، ومنبراً طالما دافع طويلاً عن القضية الفلسطينية وفى القلب منها قطاع غزة ومعاناته.