أكد الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، أنه تم عقد لقاء ثلاثى بين وزراء المياه من مصر والسودان وإثيوبيا على هامش فعاليات الأسبوع العالمى للمياه بشأن سد النهضة، مشيرًا إلى أن الدول حالياً فى المراحل النهائية لتوقيع العقود مع المكتبين الاستشاريين "بى.أ.ال" و"أتيليا" الفرنسيين"، وبصدد تأكيد الموعد النهائى.
وأضاف عبد العاطى فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" على هامش فعاليات الأسبوع العالمى للمياه، أن العقود تراجع بدقة عالية قبل التوقيع قائلاً: "قبل أن نوقع لابد أن تراجع الدول الثلاثة العقود جيدًا"، مشيراً إلى أن هناك توافقا بين الدول حاليًا لكن المكتب القانونى الإنجليزى "كوربت" لم يرسل العقود للدول حتى الآن.
وأكد عبد العاطى، أن خبراء الدول الثلاثة سيقومون بالتوقيع المبدأى على العقود قبل توقيع الوزراء حتى يكون هناك توافق تام قائلاً " نحن متوافقون تماماً".
وأشار عبد العاطى أن مصر حريصة على التعاون الإقليمى، مشيرًا إلى أن كل تحدى يقابل الوزارة فهو بمثابة فرصة حقيقية وأساسية ولدينا القدرة لتحويل التحديات إلى فرص للتنمية ، للإدارة فى الموارد المائية وزياردة كفاءتها وإعادة استخدامها.
وأضاف عبد العاطى، أن مصر بلد جافة، وأن كفاءة إعادة استخدام المياه فيها هى الأعلى فى العالم، مشيرًا إلى أن مصر هى أكثر دولة فى العالم تعيد استخدام مياه الصرف الزراعى ولديها أكبر برنامج فى أفريقيا لمعالجة مياه الصرف الصحى حتى لا تؤثر على الصحة العامة والبيئة، لافتاً إلى أنها حريصة على عدم تلوثها، وأن تحسين المياه مرتبط بالمعالجة.
وأشار عبد العاطى إلى أن الرسائل التى تهدف مصر من توصيلها هى عرض قضية التغيرات المناخية وتأثيرها على مصر والسكان خاصة فى الدلتا ، مشيراً إلى أن الأسبوع العالمى للمياه فرصة كبيرة للتواصل مع العديد من الوزارء فى دول مختلفة مشيرًا إلى أنه التقى بالوزير السودانى والإثيوبى والتنزانى والصومالى" وعدد من الوزارء الآخرين والجهات الدولية البنك الدولى والاتحاد الأوروبى والسويد .
وأوضح عبد العاطى أن الوزارة تشارك فى فعاليات الأسبوع العالمى للمياه بشكل قوى للمرة الأولى والذى يضم العنصر النسائى والشباب ، لافتًا إلى أنه تم توزيعهم على جميع جلسات المؤتمر لتدريبهم حتى يكون لديهم الخبرة مستقبلاً بالإضافة إلى خبراء المياه الجوفية للحديث فى جلسة الخزان النوبى.
وقال عبد العاطى أنه تم التركيز على حضور جلسات "الحوكمة والتمويل وكفاءة استخدام المياه وتحيلة مياه البحر وإعادة استخدام مياه الصرف الصحى" مشيرًا إلى أن هدف الدولة منع التلوث واختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى مشيراً إلى أنه لا يوجد مستحيل ولابد من وجود مؤسسات قوية لاتخاذ القرارات.
ولفت عبد العاطى إلى التحديات التى تواجه الوزارة فى مكافحة التلوث، مشيراً إلى أن هناك حملة كبيرة للتوعية بوجود مشكلة، وشبه نهر النيل بالشرايين والأوردة والسد العالى القلب النابض، إذا حدثت جلطة فى أحدهم ستؤثر على الباقى، مطالباً بالمحافظة على هذه الشبكة من التلوث وعدم إلقاء المخلفات فى النيل ، لأنه سيتم تطبيق القانون على الجميع قائلاً " أى تعد على النيل سيحسم بالقانون".
وحول الحديث عن سد النهضة فى المحافل الدولية قال عبد العاطى "نحن فى مرحلة تفاوض ومتوافقون على كل شىء، وكل دولة تقوم بعرض وجهة نظرها، وأن وروح المناقشات لا يوجد فيها تضارب وتصادم وإنما روح عقلانية فيها نوع من التفكير العالمى وهو ما ينعكس على المناقشات السياسية فكل طرف يقبل الآخر وهو ما سيسهل علينا الأمور".