تعد شخصية "شهيد بولسين"، الناشط الأمريكى، من أكثر الشخصيات إثارة للجدل بين من يدافعون عن جماعة الإخوان، فالشخصية التى اختارت مدينة اسطنبول مقراً لإقامتها كى تكون قريبة من القيادات الإخوانية المتواجدة فى تركيا، تعد المحرض الأساسى على مهاجمة المؤسسات الاقتصادية فى مصر، بل إن مواقع الإخوان كثيرا ما نشرت لها مقالات حول كيفية استخدام العنف وحمل السلام بل وتشكيل المجموعات المسلحة.
تحريض الناشط الأمريكى للعنف بدأ فى شهر مارس 2015، حيث نشر عدد من التدوينات المتعلقة بممارسة العنف وقيادة التحركات العنيفة ضد مؤسسات الدولة المصرية، حيث كان يحرض فى ذلك التوقيت على العنف ضد المؤسسات الاقتصادية، وحرض شباب الإخوان على الهجوم على البنوك، لإحداث أزمة اقتصادية فى مصر.
وكان شباب الإخوان الذين ينتمون لجبهة محمد كمال، والتى كانت تتولى تشكيل اللجان النوعية داخل الجماعة كانت تحتفى بتدويناته، وتنشرها عبر صفحاتها على الفيس بوك، بل إن قنوات الإخوان ذاتها نشرت تعليقات له تتعلق بالعنف وإنهاك مؤسسات الدولة.
تدوينات "بولسين" أحدثت حالة من الخلاف والانقسام بين حلفاء الإخوان، فبعد أن كانوا يحتفون بتصريحاته ومقالاته، أصبحوا يشنون هجومًا عليه، بل إن جماعة الإخوان أوقفت المقالات التى كانت تنشرها مواقع الجماعة له، بدعوى أنه يساهم فى جعل شباب التنظيم يتمردون ضده.
ولكن مع نهايات عام 2015، وفى بدايات 2016، ومع اقتراب ذكرى ثورة 25 يناير، عادت مواقع الإخوان من جديد لنشر مقالات شهيد بولسين، والتى ذكرت جريدة نويورك تايمز فى وقت سابق، أنه قضى 7 سنوات فى السجن، داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، بتهمة القتل غير العمد بعد تورطه فى قضية تنطوى على مزاعم الإتجار فى الجنس، وكان أخر مقالاته هو التحريض الصريح على تشكيل عصابات مسلحة فى ذكرى ثورة يناير.
ويقول مختار نوح، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن شخصية شهيد بولسين هى شخصية غير معروفة، ولكن ظهوره فى هذا التوقيت مرتبط باقتراب ذكرى ثورة 25 يناير، خاصة أن الكتابات التى ينشرها جميعها متعلقة بكيفية استخدام السلاح، وتكوين مجموعات مسلحة خلال تلك الذكرى.
ويضيف "نوح" لـ"انفراد" أن احتفاء الإخوان بهذه الشخصية هى محاولة لإرباك الأمن حول من يتزعم التحركات خلال الفترة المقبلة، خاصة أن هذه الشخصية الأجنبية لا يعرفها أحد ولا يعرف ما إذا كان هذا اسمه الحقيقى أم المستعار وهو ما يثير الشكوك حوله.
وفى السياق ذاته، يقول عوض الحطاب، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن كتابات هذه الشخصية تؤكد أن الإخوان لهم علاقات بأجهزة أجنبية، تتلقى التعليمات منها حول كيفية التحرك خلال ذكرى 25 يناير.
ويضيف القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن تحريض هذه الشخصية يؤكد أن هناك بعض الدول التى تلعب دورا فى تحريض جماعة الإخوان على العنف، وأن مصلحتها فى ذلك هو إحداث حالة من الفوضى فى المنطقة، نظرًا لأن استقرار مصر مرتبط بشكل وثيق باستقرار المنطقة العربية.