يستعد الباحث الأمريكى الشهير إريك تراجر لإصدار كتابه "الخريف العربى" الشهر المقبل، والذى يرصد فيه تجربة العام المرير للإخوان فى الحكم، وكيف فازوا بمصر وخسروها فى 891 يومًا.
ويعد تراجر، وهو خبير بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، واحدًا من أكثر الباحثين الأمريكين المتخصصين فى شئون الجماعات الإسلامية، لاسيما الإخوان فى مصر، ونشر العديد من الدراسات والأبحاث عن التنظيم وقياداته وسياساته وصعوده وهبوطه بعد ثورة يناير.
وفى كتابه المتوقع صدوره الشهر المقبل، والذى يحمل عنوان "الخريف العربى: كيف ريح وخسر الإخوان المسلمين مصر فى 891 يومًا"، يقول تراجر إن الإخوان ليست حركة احتجاجية أو حزبا سياسيا، وإن كانت تتصرف أحيانًا على أنها كذلك، لكنها فى المقام الأول وقبل كل شىء تنظيم هرمى صارم يسعى لتحويل المجتمع المصرى والدولة المصرية وفى النهاية العالم كله وفقًا لتفسرها المسيس للغاية للإسلام ويسعى الإخوان وعلى وجه التحديد إلى تعزيز تفسيرها للإسلام على أن مفهوم شامل يجب تبنيه داخل المجتمع وتحقيق دعم كافٍ له حتى يتم تأسيس دولة إسلامية فى مصر، واستخدام هذه الدول الإسلامية كموطئ قدم لتأسيس دولة إسلامية عالمية، أو خلافة جديدة.
كيف فاز الإخوان بالسلطة سريعًا بعد ثورة الربيع العربى التى أنهت حكم مبارك فى فبراير 2001 ولماذا سقطوا من السلطة بسرعة أكبر فى عام 2013، أسئلة يحاول الباحث الأمريكى الإجابة عليه. وفى كتابه "الخريف العربى" يتناول تراجر اتخاذ القرار داخل الإخوان خلال هذه الفترة المهمة وتفسير أسبابها للانضمام لثورة يناير والترشح على أغلبية المقاعد فى الانتخابات البرلمانية التى أجريت بعدها، ثم طرح مرشح لانتخابات الرئاسة رغم وعودها السابقة بعدم فعل ذلك.
وبناء على بحث مكثف فى مصر ومقابلات مع عشرات من قادة وكوادر الإخوان ومن بينهم الرئيس المعزول محمد مرسى، يشير تراجر إلى أن الخصائص التنظيمية التى ساعدت الإخوان فى الوصول إلى السلطة هى نفسها التى ساهمت فى سقوطهم السريع، فقيام التنظيم بعملية تجنيد مكثف لأعضاء جدد وتسلسل القيادة الجامد فى شتى أنحاء مصر كان يعنى أنها تمتلك قدرات تعبئة لا مثيل لها للفوز فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأولى بعد مبارك. إلا أن ثقافة التنظيم الهرمى للإخوان، التى يتم بموجبها نفى المعارضين واعتبارهم أعداء للإسلام قد غذت سياسة الإقصاء. وهو ما أدى إلى تنفير كثير من المصريين حتى داخل مؤسسات الدولة.
كما أن تقوقع الإخوان منع قادتها من الاعتراف بمدى السرعة التى كانت البلاد تنزلق بها من بين أيديهم، وترك مئات الآلاف من الأعضاء غير مستعدين لما حدث بعد الإطاحة بمرسى.