علاء عابد: "دعم مصر" جيد لكن المصريين الأحرار يتصدر.. مستقل وطن: ائتلاف الأكثرية "نجح لكنه يحتاج إعادة تنظيم.. وتكتل (25 -30 ): الائتلاف له انحيازات حكومية
مع نهاية أول دور انعقاد للمجلس التشريعي، أكد رؤساء الهيئات البرلمانية للأحزاب السياسية وائتلاف دعم مصر -الحائز على الأكثرية البرلمانية تحت القبة- رضاهم التام عن أداء مجلس النواب خلال الـ8 أشهر الماضية، إجمالى عمره، بنسب تتراوح ما بين (100- 85%) معتبرين أن الإنجازات التى حققها على مدار الفترة الماضية تفوق ما قد ينجزه أى مجلس آخر خلال فصل تشريعى، إلا أن تكتل (25-30) كان له رأى آخر إذا يرى أن هناك عدم رضا من الشارع عن مجلس النواب، مشددين على أهمية إعطاء أولوية للتشريعات التى تحقق العدالة الاجتماعية.
بداية أكد اللواء سعد الجمال رئيس ائتلاف "دعم مصر"، زعيم الأغلبية البرلمانية، رضاه عن البرلمان بنسبة تصل لنحو 90%، موضحًا فى رسالة لمن وصفهم دعاة الإحباط: "حرام، لا تبثوا اليأس فى نفوس الناس، اعطوا الأمانات إلى أهلها، انظروا فقط لعناء رئيس البرلمان فى إدارة نحو 600 عضو، والسيطرة على كل الخلافات التى حدثت فى أى وقت".
وأضاف "الجمال" فى تصريح لـ "انفراد" بشأن تقييمه لدور الانعقاد الأول للبرلمان، إن هذا الدور يعد غير عادي، موضحًا: "المجلس تحمل إعداد لائحة جديدة لضبط عمله، ما أخذ وقتًا وجهدًا، الأمر الذى أخر تشكيل لجان البرلمان، واستُحدثت فى لائحته الجديدة، 6 لجان جديدة، وتحمل إنجازًا أكثر من 300 قرار بقانون وفقًا للمادة 156 من الدستور".
وتابع رئيس ائتلاف "دعم مصر": "يحسب لهذا البرلمان رفضه لقانون الخدمة المدنية، وفقًا لملاحظات لجنة القوى العاملة، ونزولاً لرغبة الناس، وإعلاءً للقيم الديمقراطية، واللجان النوعية قامت بمهامها كما ينبغى، والقيمة المضافة تم إقرارها لما لها من أهمية فى إطار الإصلاح الاقتصادى الذى تسعى الدولة لتحقيقه، مع اشتراط أن تقدم الحكومة كشف حساب ربع سنوى بشأنه".
وأشار اللواء سعد الجمال، إلى أنه تم إنجاز العديد من القوانين والاتفاقيات، مضيفًا: "هذا البرلمان اختتم عمله بقانون انتظره المصريون نحو 160 عامًا، قانون يتعامل مع مفاهيم السلام الاجتماعى"، لافتًا إلى أن دور الانعقاد الأول زود الخبرة البرلمانية لدى جميع النواب، موضحًا: "كنا بنقعد مع بعض أكتر ما بنقعد فى بيوتنا، وعمق روابط الود بين النواب".
من جانبه قال النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إن المجهود الذى بذله مجلس النواب على مدار 7 أشهر، أكثر من جيد، إلا أن عدم إذاعة الجلسات العامة تسببت فى وجود تعتيم إعلامى، مشيرًا إلى أن البلاد تمر بمرحلة صعبة وكان لازمًا على مجلس النواب اتخاذ إجراءات قوية وجرئية، قد تكون مره على المدى القريب كالدواء لكنها ستؤدى إلى تحسين الحياة المعيشية للمواطن، وسيكون صداها على المدى البعيد جيدًا جدًا، مثل قانون القيمة المضافة.
وأضاف عابد، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن المجلس خلال الفترة الماضية استطاع تحقيق إنجازات واسعة لم يستطع إنجازه أى مجلس آخر فى فصل تشريعي، إلا أن البعض يروج إنه لم يحقق شيئًا، وهذا إما "مش شايف" أو "شايف" ويرغب فى إظهار المجلس فى غير صورته الحقيقة، فى حين أن المجلس أنجز القرارات بقوانين مع بداية دور الانعقاد، واللائحة الداخلية، وعدد من الاتفاقيات الدولية فى مجالات الصناعة والتعليم، و38 قانونًا منها 36 قانونًا أرسل من الحكومة وقانونين من الأعضاء، علاوة عما قدمه النواب من نحو 2200 طلب إحاطة، وأكثر من 500 سؤال، 1000 بيان عاجل، بجانب لجنة تقصى الحقائق حول فساد القمح، هذا بخلاف الوفود البرلمانية العربية والدولية التى استقبلتها البرلمان، وعوده مصر بقوه إلى البرلمان الأفريقي، البرلمان الدولى.
وتابع عابد، أن الإيجابيات التى شهدها أكثر مقارنة بالسلبيات، حيث تمثلت الأخيرة فى بعض المشاحنات بين أعضاء المجلس لاسيما حديثى العهد بالعمل البرلماني، مشيرًا إلى أنه للأسف بعض المنابر الإعلامية تتناول الأصوات المعارضة للمجلس بشكل هادم.
وعن تقيمه لأداء الأحزاب السياسية والائتلافات تحت القبة وموقع المصريين الأحرار منها، أكد عابد، إن جميع الأحزاب أدت جيدًا وكذلك المستقلين، وحسب الإحصائيات، سواء فى تقديم الاستجوابات أو مشاريع القوانين أو طلبات الإحاطة والتفاعل داخل اللجان والجلسات العامة، فإن حزب المصريين الأحرار يتصدر المشهد بفارق كبير، ونحن راضون على أدائنا جيد جدًا.
وعن تقييمه لائتلاف دعم مصر، وصف عابد أداءه بـ"الجيد"، مشيرًا إلى أنه أدى فى بعض الأمور بطريقة جيدة، واعتقد أنه سيكون أفضل خلال دور الانعقاد الثانى، إذا أنه يجب أن يكون جهده المبذول من حيث مشروعات القوانين وطلبات الإحاطة على قدر حجمه العددى.
فيما قال المستشار بهاء أبو شقة رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، إنه راضٍ عن الدور الانعقاد الأول البرلمان بنسبة 100%، موضحًا: "تلك النسبة ليست مجاملة، وأتمنى أن يستمر البرلمان على هذه الروح وهذا المستوى، فإنه برلمان فريد عمل لمصلحة الوطن، وكانت عينه على المواطن، ولو أنجز فقط لائحته الداخلية، لكان إنجازاً ضخماً"
وأضاف "أبو شقة" فى تصريح لـ "انفراد" بشأن تقييمه لدور الانعقاد الأول للبرلمان، إنه يحتكم لضميره فى تقييم دور انعقاد ضخم، مضيفًا : "لابد أن نعى طبيعة هذا المجلس، مختلف عن أى مجالس سابقة، أتى بإرادة حرة، والنائب الذى وصل إلى البرلمان يشعر بداخله فى هذا المعنى، لا يحركه حزب ما أو شخص لديه مصلحة".
وتابع رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد: "كان الحزب الحاكم فى السابق يقر القوانين دون أن يناقشها، لكننا أقررنا عددًا من القوانين المهمة، وأنا كنت رئيسًا للجنة الشئون الدستورية والتشريعية، كنا نقف على النص الواحد نحو 3 ساعات، وكنت سعيد بالنقاشات، لأننى كنت أتأكد أننا نسير على الديمقراطية السليمة، وكنت أجد شبابًا تتسم بروح الحماس".
وشدد: "أبو شقة"، على أن ما حدث منذ بداية عمل المجلس فى 10 يناير حتى الآن، هو ترسيخ خطوات ثابتة على طريق الديمقراطية التى دفع الشعب ثمنه خلال ثورتين، موضحًا: "تم إقرار أكثر من 300 قرار بقانون فى غيبة البرلمان وفقًا لما ألزمنا به الدستور، ومن هذه القوانين ما يتعلق ببنيان الدولة، ورفضنا الخدمة المدنية نزولاً لإرادة الشعب، وأنجزنا لائحة داخلية جديدة، تعد من أطول القوانين فى العالم".
وأشار المستشار بهاء أبو شقة، إلى أن لا يجب أن ننسى أن البرلمان لعب دورًا مهمًا فى زيادة المعاشات، وأقر قانون بناء الكنائس فى مشهد تاريخى، إلى جانب أن البرلمان ينجز الآن قانون الإدارة المحلية، متابعًا: "فضلاً عن أن ذلك المجلس أدى دوره الرقابى كما ينبغى، يكفيه فخرًا ما كشفه فى فساد صوامع القمح".
أما رئيس الهيئة البرلمانية لحزب لمستقبل وطن، أشرف رشاد، فيرى أن أداء مجلس النواب خلال دور الانعقاد الأول "جيدًا جدًا" سواء على المستوى التشريعى أو الرقابي، مشيرًا إلى أن البرلمان شهد نجاحًا كبيرًا فيما يتعلق بالتشريع، حيث أنهى عددًا من مشروعات القوانين لم يكن لينجزها مجلس آخر فى فصل تشريعي، لاسيما أن هناك استحقاقات دستورية مثل قانون ترميم وبناء الكنائس.
وأضاف رشاد، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن المجلس على المستوى الرقابى، أدى دوره بشكل محترم جدًا، باستخدامه الأدوات الرقابة المختلفة، سواء من خلال لجنة تقصى الحقائق حول فساد القمح، أو طلبات الإحاطة، والبيانات العاجلة، والأسئلة والاستجوابات، وأتمنى أن يؤدى المجلس دورة الرقابى بشكل أوسع دورات الانعقاد المقبلة.
وحول موقف الشارع من البرلمان، أكد رشاد، أنه للأسف يقوم البعض بالتسويق بشكل خاطئ للقوانين التى يصدرها المجلس، مثل قانون القيمة المضافة فبينما تنفيذه يقع على كاهل الحكومة، إذ أن البرلمان يسن هذه التشريعات فقط ولا ينفذ، ليأتى دوره الرقابى لاحقًا.
وشدد رشاد، على أهمية تفاعل الحكومة والتنفيذين، بشكل أكبر من مجلس النواب، خلال دور الانعقاد الثاني.
وحول تقييمه لأداء "مستقبل وطن" تحت قبة مجلس النواب، فأكد أن الهيئة البرلمانية أدت "جيدًا جدًا"، حيث قدمت أكثر من 400 طلب إحاطة، علاوة عن البيانات العاجلة، ومشاركتها الفاعلة فى مناقشة مشروعات القوانين، وتعديل المواد بداية من إعداد اللائحة الداخلية لمجلس النواب مرورًا بالخدمة المدنية، وانتهاءً ببناء وترميم الكنائس.
وعن تقييمه لأداء دعم مصر، قال إن نجاح الائتلافات فى وجهة نظرى يتمثل فى قدرتها فى التعبير عن وجهه نظرها، وهو ما استطاعت دعم مصر تحقيقه، إلا أنه يحتاج إلى إعادة تنظيم خلال الفترة المقبلة.
وأعرب اللواء أسامة أبو المجد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب حماة الوطن، عن رضاه عن البرلمان بنسبة تتجاوز الـ 70%، مضيفًا: "لا يجب أن ننسى ما تم إنجازه من مشروعات قوانين، آخر الملحمة التاريخية التى حدثت خلال إنجاز مشروع قانون بناء كنائس، ذلك القانون الذى لم يكن له ليدخل شارع قصر العينى فى أى برلمان لعصر سابق".
وأضاف "أبو المجد" فى تصريح لـ "انفراد" بشأن تقييمه لدور الانعقاد الأول للبرلمان، إن البرلمان أنجز كل مشروعات القوانين التى أتت من الحكومة، موضحًا: "إلى جانب إقرارنا لكل مشروعات القوانين التى أُصدرت فى غيبة البرلمان، ووضع اللائحة الداخلية له، صحيح هناك قوانين لها مر الطعم، مثل القيمة المضافة، لكنها مهمة لعمل إصلاح اقتصادى شامل خلال الفترة المقبلة".
وأشار رئيس الكتلة البرلمانية لحزب حماة الوطن، إلى أنه لا يزال البرلمان يحتاج لبذل مزيد من الجهد، لكونه جاء بعد ثورتين ويعول عليه المواطنون الكثير من الآمال، متابعًا: "أنصح فى دور الانعقاد الثانى، ألا ننتظر تشريعات الحكومة، ونبادر نحن بتشريع كل ما يخدم الناس".
فى المقابل، كان لرأى لتكتل (25-30) رأى آخر، حيث قال المهندس هيثم الحريرى، عضو مجلس النواب، إن البرلمان خلال دور الانعقاد الأول شهد عددًا من الإيجابيات، لكنها قليلة من وجهه نظره، متمثلة فى إقرار قوانين زيادة المعاشات وبناء وترميم الكنائس، وزيادة عقوبة جريمة ختان الإناث، لكونها أبرز 3 مشروعات قوانين تمس الشارع وتعطى المواطن حقوقه.
وأضاف الحريرى فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه يختلف مع باقى القوانين بل ويرفضها، فى مقدمتها القيمة المضافة والخدمة المدنية، علاوة عن بعض القرارات بقوانين التى أقرها مجلس النواب، فى بداية دور الانعقاد، مثل "التصالح وعزل رؤساء الأجهزة المستقلة"، وهى سيئة السمعة على حد وصفه.
وتابع الحريرى، أن تكتل (25-30) رفض برنامج الحكومة ونرى إنها تسير فى طريق خاطئ وسيوصلنا إلى نهاية غير جيدة، كذلك رفضنا موازنة الحكومة نظراً لوجود شبهه عدم الدستورية، مشيراً إلى أن المجلس أصبح حالياً شريكاً للحكومة فى الإيجابيات والسلبيات
واستطرد الحريرى: أعتقد أن هناك حالة من عدم الرضا من الشارع تجاه البرلمان، بسبب الوضع الاقتصادى السيئ وارتفاع الأسعار لاسيما فى الكهرباء، وغيرها، وعلى البرلمان أن يتبنى مشروعات القوانين التى تحقق العدالة الاجتماعية ليحظى برضا الشارع المصرى، مضيفًا "لا أتمنى أن يتسبب هذا الوضع فى خروج مظاهرات، لأن الوضع لا يحتمل، لكن الشعب المصرى أيضًا ملوش كتالوج، فقد يصبر كثيرًا مثل ما فعل مع مبارك أو قليلاً مثل ما فعل مع مرسي، لذا علينا التعلم من الماضى".
واتفق النائب أحمد الشرقاوي، عضو (تكتل 25-30) مع الحريرى، حيث أكد أن المجلس إن كان معذورًا أخذ بأن هذه هى السنة الأولى من عمر المجلس إلا أن ذلك "العذر" لن يكن مقبولاً فى دور الانعقاد المقبلة، مشيرًا إلى أن ما أنتجه المجلس لم يكن على مستوى طموحات الشعب، لاسيما أن أغلبية المواطنين غير راضين عن أداء المجلس، فبينما يجد غلاء ينتظر من المجلس موقف على سبيل المثال.
وأضاف: أتمنى أن يتبنى المجلس الفترة المقبلة التشريعات التى تحقق العدالة الاجتماعية، وتعمل على تحسين الحياة المعيشية للمواطن.
وعن تقيمه لأداء دعم مصر، لفت إلى أن الائتلاف يضم عناصر متميزة إلا أن أداءه أقل من المستوى المتوقع منه كائتلاف حائز على الأغلبية البرلمانية، لافتًا إلى أن الائتلاف كان له انحيازات حكومية فى كثير من القضايا.