لقبه الجمهور بـ"البرنس".. هو الفنان والطبيب والموسيقى ومكتشف النجوم عزت أبو عوف، النجم الذى يتمتع بطلة مختلفة على الشاشة، رغم بلوغه سن الـ68 عاما، ولازال يتمتع ببريق خاص دون أبناء جيله فى السينما والتلفزيون.
"انفراد" احتفلت مع الفنان الكبير بعيد ميلاده الـ68، وتحدث خلال الندوة عن فنه وموسيقاه وفرقته "لابتيشا"، وكشف عزت أبو عوف عن الأصدقاء الأوفياء فى حياته ومنهم محمد فؤاد وتامر حسنى، كما تذكر العندليب عبد الحليم حافظ وتحدث عن المواقف التى جمعتهما، وعن علاقته بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
انفراد: حدثنا عن بدايتك الفنية منذ تكوين فرقة "لابتيشا" وحتى الآن؟
كنت صغيراً ونمتلك "بيانو" فى المنزل ووالدى كان يعلمنى العزف عليه، وفى عام 1959 افتتح معهد "الكونسرفتوار" وألحقت به لكى أدرس الموسيقى الكلاسيكية مع الموسيقار عمر خيرت وكان "أبو بكر خيرت" هو عميد المعهد فى هذا الوقت، وتعلمنا الموسيقى التصويرية، وكان والدى يغصبنى على دراسة الموسيقى لما يقرب من 10 ساعات يومياً، ووالدى كان يعمل ظابطا فى الجيش، وأيضا خريج معهد الموسيقى العربية "عازف كمنجة"، ولم تبدأ علاقتى بالمزيكا تتكون إلا فى عام 1967، عندما كونا فريق الـ"لابتيشا" وكان أعضاؤها عمر خورشيد ويحيى خليل وصادق إلينى وأنا، وكانت تجربة شيقة وكنا نحصل على أجر "جنيه ونص" وكان له قيمة كبيرة فى هذا الوقت.
انفراد: كيف تكونت فرقتك الموسيقية الـ"بيتيشا"؟
فى وقت الزعيم الراحل جمال عبد الناصر طرد جميع الأجانب من مصر، مما أدى إلى ترحيل جميع الفرق الموسيقية الأجنبية ومنها "الايطاليين واليونانيين وغيرهم" التى كانت تعزف فى المطاعم والملاهى الليلية وغيرها، وتوقفت السياحة تماماً، ومن هنا طرأت لنا فكرة تكوين فرقة "البتيشا"، وبدأنا رحلتنا فى يوليه عام 1967 عقب الحرب، وكانت الفرقة مكونة من عمر خيرت وأنا ووجدى فرانسيس، فريدريز، بارش اندريساس، وفى أغسطس فى نفس العام انتقلنا إلى منطقة العجمى فى الإسكندرية، وحدث توهج كبير للفرقة وانتشرنا مثل "النار فى الهشيم" ونحمد الله على ذلك، وكنا بمثابة منفذ للشباب أو نوع من أنواع عدم الانهزام فى الحرب، ومن هنا اشتعلت "البيتشا" فى أنحاء القاهرة.
انفراد: لماذ سميت الفرقة بـ"لابتيشا"؟
صديقنا ورئيس الفرقة "وجدى فرنسيس" كان خطيبته تناديه بكلمة فرنسية وهى "لابتيشا" ومعناها "قطتى الصغيرة"، وفى نفس الوقت كنا نبحث عن اسم للفرقة، فعرض علينا وجدى تسمية الفرقة بهذا الاسم للتجربة، وبالفعل وضعنا اسم "لابتيشا" وصارت من هنا وأعجبت الجميع، وصارت تحطم قلوب النساء فى ذلك الوقت، وفى وقت كنا نقدم حفلات فى فندق "فلسطين" بالإسكندرية وكان الكورنيش بأكمله يغلق فى حفلات "الماتنيه" وبدون مبالغة رغم وجود عمالقة فى الفن فى هذا الوقت.
انفراد: قلت أن "لابتيشا" أصبحت مثل "النار فى الهشيم".. وفى ذلك الوقت عبد الحليم وعبد الوهاب وأم كلثوم فى أوج مجدهم.. فكيف حققتم الانتشار؟
فعلا كان عبد الحليم وعبد الوهاب وأم كلثوم فى أوج مجدهم وكان لهم جهورهم العريق، ولكن كانت "لابتيشا" مختلفة عن ما يقدم من موسيقى، فموسيقانا كانت تدعو للرقص والفرح والسعادة وخصوصاً الموسيقى الغربية، واختلاف ما نقدمه ساعدنا فى هذا الوقت.
انفراد.. ألم يؤثر ذلك فى غيرة النجوم الكبار؟
أكيد كان يؤثر وخصوصاً عبد الحليم حافظ دبت فيه الغيرة بسبب انتشار الفرقة وتوهجها فى هذا الوقت، ولكن كانت هناك صداقة كبيرة تجمع بينى وبينه، وعبد الحليم "ربنا" أعطاه حب الناس والقبول، غير ذلك كان شخصا ذكيا للغاية، وكان يعلم ماذا يقدم ومتى وكيف؟.. عبد الحليم يظل دائما خارج المقارنة رغم إنه ممثل "مش قوى" إلا إنه مطرب لا يقارن وليس له مثيل، وفاجأنا عبد الحليم وقال لنا "أنا عايز أعمل نفس نوع المزيكا اللى أنتوا بتعملوها دى"، وبالفعل عملنا حفلة فى نادى الجزيرة، ولعبنا كل أغانيه ومنها "توبة، واول مرة تحب، وأسمر يا أسمرانى، ولكن "بالمزيكا والتوزيعات بتاعتنا"، وبعدها قمت بعمل "شريط كاسيت" بعنوان "فى حبك يا حليم" عام 1984، غناء مطرب معروف فى هذا الوقت يدعى "مصطفى السقا"، وقبل رحيل العندليب كنا فى "الشيراتون" وقال لى عبد الحليم "يا عزت لما أرجع من السفر عايزين نعمل أغانى بنفس المزيكا وكان منها "بحلم بيك، الناجح يرفع ايده، اسمر يا أسمرانى، قولوا الحقيقة، أهواك، شغلونى وشغلوا عيونى".
انفراد: وماذ عن حكاياتك مع محمد عبد الوهاب؟
أنا ومحمد عبد الوهاب كنا "عدايل" كان ابنه متزوج من شقيقة زوجتى لمدة 12 عاما، وكنا أسبوعياً نجتمع فى بيت أحدنا، وكنا نسحر بعالم محمد عبد الوهاب، ووقتها كنا نصور فيلم "الكمين" بطولة فريد شوقى فعرض علينا أن يلحن أغنية داخل الفيلم، وكان من حظى إننى عرفت وتعلمت من الفنان الراقى محمد عبد الوهاب، وأثناء قيامى بشخصية عبد الوهاب فى فيلم "حليم"، كان المخرج شريف عرفة يرسم شخصيته مثل "بيتهوفن" ولكنى طرحت رأيى وقلت له عبد الوهاب شخص دقيق وحريص للغاية، ويجب أن يظهر بهذه الطريقة، وبالفعل تم تغيير الشخصية حسب ما وصفت ووافق الجميع على هذا "الكراكتر"، لأنه خفيف الظل وراقى فى تعاملاته، وكان عبد الوهاب له طقوس خاصة فى العشاء المكون من ثلاث أشياء وهى "فول نابت، وأراسيا مسلوقة، ووردة".
انفراد.. أى من المطربين حالياً فى نفس ذكاء عبد الحليم حافظ؟
عمرو دياب شخص ذكى للغاية، وأتمنى أن يظل على هذا الذكاء لآخر قطرة فى دمه، وهو مطرب يعرف قيمة فنه ولا يستسلم لأى ضغوط أو أزمات.
انفراد.. ما تحليلك لاختفاء نجم "الأورج" أو النجم اللامع فى الفن؟
تحليلى الشخصى له ثلاثة أضلاع وهى "الفن، والسياسة، والمجتمع" لمثلث الدولة، وإذا سقط ضلع يتأثر المجتمع، وأيام جمال عبد الناصر كان هناك "عزة وفخر" بالدولة وذلك أعطانا القوة، وغير ذلك كانت هناك "نوابغ" أم كلثوم ونجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس غيرهم، وذلك الذى حدث فى الوقت الحالى، فليس لدينا اجتماعيات ولا أخلاق ولا سياسة"، وهذا رأيى الشخصى فى التحليل لاختفاء النجم اللامع فى جميع المجالات.
انفراد: 12 عاما كانت فرقة " FOR M" فى أوج انتشارها.. لماذا انتهت؟
بالفعل كنا من أهم الفرق فى الوطن العربى، ولفينا بها جميع الدول العربية، ولكن بدأ كل فرد فى الفرقة ينشغل بحياته.. البنات تزوجن وأصبحن لديهن بيت وأسرة وأولاد، وكان من الصعب أن نستكمل ما بدأناه فتوقفنا جميعا، وبعدها حاولت أن أشكل فرقة موزاية لـ FOR M، ولكنها فشلت فشلا ذريعا.
انفراد: ما الذى تعلمته من وعكتك الصحية الأخيرة؟
كانت فترة صعبة فى حياتى، وكشفت لى معادن الأشخاص "اللى كانوا عاملين أصحابى" وفى ناس بانت معادنهم الـ"جميلة " زى محمد فؤاد وتامر حسنى، وبالمناسبة هو ربنا محبب فيه خلقه زى عبد الحليم حافظ، ولكن لن أكشف عن هوية الناس اللى "مش أوفياء" "ربنا يسهلهم".
انفراد: ساهمت فى ظهور العديد من المطربين.. فلماذ لم يعترف الكثير منهم بهذا الأمر؟
بالفعل ساهمت فى ظهور العديد من النجوم فى بداية مشوارهم الفنى، وأعطيتهم المشورة وحاولت أن أختصر لهم الطريق ومنهم النجم محمد فؤاد وتامر حسنى وكثيرين، وبالمناسبة أن لا أحب أن أقول فعلت كذا وكذا، وإذا أراد أحد مما ساعدتهم أن يعترف بالجميل فله الشكر والتقدير، وإذا أنكر أحدهم "بسكت ومش بتكلم"، طول فترة عملى أحب أن أبحث عن المواهب وأساعدهم فى الظهور وأختصر الطريق عليهم، دون تعب أو شقاء، وهذا ما فعلته مع الكثيرين خلال مشوارى وأحمد الله عما فعلته.
انفراد: ماذا ستقدم فرقة "لابتيشا" فى يوبيلها الذهبى؟
قررنا فى عام 2017 الحتفال بمرور 50 عاما على إنشاء فرقة "لابتيشا"، وسنقوم بإقامة حفل ضخم يضم "أوركتسرا القاهرة السيمفونى" واروكسترا الكورال 120 بنت وولد بيغنوا وفرقة "لابتيشا" أمامهم، فى سفح الهرم.