اعترف مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى"إف بى آى" فى تقريره الذى نشره الجمعة حول تحقيقاته فى أزمة البريد الإلكترونى الخاص بالمرشحة الديمقراطية فى الانتخابات الأمريكية هيلارى كلينتون إبان منصبها كوزيرة للخارجية الأمريكية بأنه لا يستطيع أن يعثر على "لاب توب" ومحرك USB استخدمتهم كلينتون لأرشفة رسائلها الإلكترونية، وفقا لما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية أن عبارة " كلينتون لا تتذكر" تتكرر فى تقرير الـ"إف بى آى" حول تحقيقاته بشأن أزمة البريد الإلكترونى التى انتهت فى شهر يوليو الماضى، دون توجيه أى تهمة لـ"كلينتون" أو طاقمها إبان عملها كوزيرة للخارجية الأمريكية.
وقد أثارت الأزمة حملة انتقادات حادة من قبل أعضاء الحزب الجمهورى للمرشحة الديمقراطية، كان من ضمنها تصريحات لمرشح الحزب ومنافس "كلينتون" فى الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب، الذى نشر تصريحات قال فيها بإن إجابات كلينتون على أسئلة جهاز الـ"إف بى آى" تتحدى المنطق، مبديا تعجبه من حقيقة خروجها من الأزمة دون أن تلاحقها أى اتهامات.
وذكرت وثائق الـ"إف بى آى" أن مساعدة سابقة لكلينتون تدعى "مونيكا هانلى" تلقت مساعدة فى ربيع 2013 من مساعد للرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون يدعى "جاستن كوبر" لصنع أرشيف لرسائل هيلارى الإلكترونية، وتشير وثائق الـ"إف بى آى" أن كوبر وفر لهانلى لاب توب آبل ماك بوك من مؤسسة "كلينتون"- المتورطة فى أعمال مثيرة للجدل، وقدم لها المساعدة خلال عملية نقل رسائل البريد الإلكترونى من الخادم الخاص بكلينتون إلى اللاب توب ومحرك USB.
وتؤكد وثائق الـ"إف بى آى" أن هانلى انتهت من مهمة أرشفة رسائل البريد الإلكترونى وهى فى محل إقامتها، وكان من المقرر وضع اللاب توب ومحرك الـUSB بأحد منازل كلينتون فى ولايتى واشنطن ونيويورك.
فى بداية العام 2014 وضعت هانلى اللاب توب بمنزلها وحاولت نقل أرشيف الرسائل الإلكترونية إلى شركة لتكنولوجيا المعلومات، لكن المحاولة باءت بالفشل وفقا لوثائق الـ"إف بى آى"، لتقدم هانلى على نقل الرسائل إلى حساب الـGmail الخاص بشخص حجبت الوثائق اسمه، حيث واجهت هانلى معضلة تقنية فى عدم تماشى برامج لاب توب "آبل ماك" مع نظم "مايكروسوفت".
وقال الشخص المحجوب اسمه للـ"إف بى آى" إنه قام بمسح الرسائل من اللاب توب بعد نقلها، لكنه لم يتخلص من اللاب توب، موضحا بأنه أرسله عبر البريد ليفقد أثناء العملية.
وأضافت شخصية أخرى حجبت الوثائق اسمها بأنها لم تتلق أبدا اللاب توب، مبررة فى نفس الوقت أن طاقم كلينتون كان فى خضم عملية نقل لمكاتبه، مرجحة أن طرد اللاب توب قد يكون فقد أثناء عمليات النقل.
وأقرت الوثائق بأن كل من هانلى أو الشخصية الأخرى المحجوب اسمها لم يتمكنا من تحديد موقع اللاب توب أو محرك الـUSB اللذان استخدما لأرشفة رسائل البريد الإلكترونى.
وقالت صحيفة الجارديان إن أزمة البريد الإلكترونى طاردت المرشحة الديمقراطية لأمد طويل، مشيرة إلى الجدل الذى أثارته بين أعضاء حزب كلينتون بعد إقدام الـ"إف بى آى" على نشر التحقيقات التى أجراها مع "كلينتون" وآخرين من ضمن فريقها أثناء تبوأها منصب وزير الخارجية الأمريكى، وقد صرح رئيس مكتب التحقيقات بأن "كلينتون" وطاقمها تعاملا بإهمال شديد مع معلومات سرية.
وتضمنت الوثائق امتلاك "كلينتون" لـ13 هاتفا محمولا اقترنوا برقمين للمرشحة الديمقراطية استخدمتهم فى إرسال رسائل إلكترونية مستخدمة البريد الإلكترونى clintonemail.com.
وذكرت الوثائق أيضا أن هانلى قامت بشراء هواتف "بلاك بيرى" يمكن استبدالها، من متاجر AT&T المتواجدة بالعاصمة واشنطن، حيث كان "كوبر مسئولا عن ضبط تلك الهواتف وربطها بخادم بريد "كلينتون".
وتضمنت الوثائق اعترافات من هانلى ومساعدة كلينتون الأولى هوما عابدين بعدم علمهما عادة بمواقع هواتف "كلينتون" المحمولة القديمة بعد استخدامها لهواتف نقالة جديدة، وذكرت الوثائق اعترافا لـ"كوبر" يقر فى تحطيمه لهاتفين محمولين لـ"هيلارى".
وأشارت الوثائق إلى سلسلة من اعترافات "كلينتون" التى تكررت فيهم جملة "لا أتذكر" أو "لا أعرف"، وتقول الوثائق " عند سؤالها- كلينتون- عن سلسلة من الرسائل الإلكترونية التى تحمل فى بدايتها علامة حرف الـC، اختصار لسرى أو Confidential، قالت كلينتون إنها لم تعلم أن تلك العلامة تعنى "سرى"، موضحة بأنها كانت تعتقد العلامة وسيلة للترقيم أو الترتيب".
واعترفت كلينتون وفقا للوثائق بأنها لم تعرف الفرق بين المصطلحات المختلفة لتحديد مدى سرية الرسائل، مؤكدة بأنها اعتبرت كل الرسائل "سرية للغاية"، موضحة بأنها لم تتلق أى تدريبات على كيفية استخدام بريد إلكترونى رئاسى.
وأشارت الوثائق إلى أن كلينتون "لا تتذكر" حصولها على أى تصريح أمنى أثناء وجودها داخل الكونجرس، أو تلقيها لأى تدريب على كيفية التعامل مع معلومات سرية وحيوية.
وأصرت كلينتون- وفقا للوثائق- على عدم علمها أو تذكرها تلقيها لتدريب أو خطوات إرشادية على كيفية تصنيف معلومات كمعلومات سرية، رغم علمها بأنها لديها السلطة لإجراء هذا التصنيف، أيضا قالت بإنها لا تتذكر أى عملية اقترحت فيها أهدافا لضربات جوية.
وذكرت الوثائق أنه فى 23 يناير من عام 2009 راسلت "كلينتون" سلفها فى منصب وزير الخارجية "كولن باول" لتستفسر منه عن كيفية استخدامه لهواتف البلاك بيرى، ليجيبها "باول" أنه فى حال انكشاف استخدامها لهاتف "بلاك بيرى" لإجراء أعمالا قد تتحول رسائلها الإلكترونية إلى تسجيلات رسمية معرضة لمسائلة القانون.
وتضمنت إجابة "باول" قوله لكلينتون "خذى حذرك، فقط تخطيت الأمر بعدم التحدث أو استخدام أنظمة تسجل وتحفظ البيانات.
وقالت كلينتون للـ"إف بى آى" إنها اعتبرت من خلال إجابة "باول" أن رسائل عملها الإلكترونية قد تصبح تسجيلات للحكومة، ولم تقرر استخدام بريد إلكترونى خاص مدفوعة بإجابة "باول".
وقد أثارت وثائق الـ"إف بى آى" عاصفة من الانتقادات من قبل أعضاء الحزب الجمهورى الذين اتهموا كلينتون بالتهور، وعلى عدم قدرتها على التعامل مع معلومات سرية، ليمثل وصولها إلى البيت الأبيض تهديدا للأمن القومى الأمريكى.