رصد متخصصون فى الشأن الاقتصادى والدولى، مكاسب مصر من مشاركتها فى مجموعة العشرين التى ستعقد فى الصين، مؤكدين أن هناك عددا من الأرباح تستطيع مصر أن تجنيها من خلال هذه المشاركة تتمثل فى توطيد علاقتنا بدول أسيا، وترويج لإنشاء مشروعات اقتصادية فى مصر، الأمر الذى يعزز الاستثمار الخارجى بالقاهرة.
وقال النائب طارق رضوان، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن هناك عدة مكاسب وراء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهند والصين، ومشاركته فى مجموعة العشرين خلال الفترة الحالية، مؤكدا أن أبرز هذه المكاسب هو التوسع نحو الشرق، توزيعا وتنمية وهذا أمر مطلوب للغاية.
وأضاف وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، لـ"انفراد" أن هذه الزيارة ستساهم بشكل كبير فى زيادة الاستثمار الخارجى، وجلب مشاريع اقتصادية عملاقة لمصر، ومساهمة تلك الدول فى تطوير الاقتصاد المصرى.
وأكد الربان عمر صميدة رئيس حزب المؤتمر، أن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية لدول أسيا ومنها الهند والصين ومشاركة مصر فى قمة العشرين هامة للغاية، وتدعم علاقات مصر السياسية والاقتصادية مع دول القاره الأسيوية.
وأشاد رئيس حزب المؤتمر، بمساعى الرئيس السيسي للترويج للاقتصاد عبر زياراته الخارجية، مؤكدا أنه يجب أن يتم دعمها بخطوات من الحكومة، منها توفير آليات للاستثمار فى كل المجالات، وتيسير خطوات الاستثمار بمصر خلال الفترة الحالية والتى يمر فيها الاقتصاد المصرى بمرحلة حرجة.
وطالب صميدة الحكومة باستغلال زيارات الرئيس الخارجية للترويج للمشروعات وتوقيع الاتفاقيات الاقتصادية التى تصب فى صالح الاقتصاد المصرى، مشيرا إلى أن خطوات الرئيس جيدة ولكن أداء الحكومة للاستفادة منها أقل مما يجب، وبالتالى يجب أن تكون هناك رؤية للحكومة شاملة ومتكاملة.
فيما أكد النائب أشرف عثمان عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، على أهمية الزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهند، والتى تأتى فى توقيت حساس ومهم للدولة المصرية وهى على أبواب العديد من التحديات والمخاطر .
وتابع عثمان أنه يعتبر الاقتصاد الهندى اقتصادا واعدا يحقق معدلات نمو سريعة، ويمكن لمصر الاستفادة من تجربتها، حيث تتشابه الظروف فى الدولتين، مؤكدا أن زيارة الرئيس للهند تعتبر أحد أساسيات السياسة المصرية الخاصة بدعم العلاقات مع دول الجنوب.
وأكد عضو البرلمان على عمق أواصر الصداقة بين البلدين وزيادة حجم الصادرات والواردات بينهما منذ عقود طويلة، موضحا أن الزيارة لها أهداف عدة فى مقدمتها تعزيز التعاون الثنائى بين مصر والهند فى شتى المجالات التجارية والاقتصادية والتكنولوجية والعمل على تعزيز العلاقات السياسية بين مصر والهند وتوحيد وجهات النظر فى العديد من الملفات السياسية الهامة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، مشددا على أن الزيارة تمثل علامة فارقة فى تاريخ مصر والهند.
وبدوره أكد النائب ماجد طوبيا عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن وعضو لجنة الصناعات الصغيرة، على تعدد الفرص الاستثمارية التى تقدمها مصر للمستثمرين الهنود وعلى التطلعات الاقتصادية التى تراهن عليها الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الهند لديها تجربة ناجحة فى مجال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ويمكن الاستفادة من هذه التجربة.
وتابع عضو البرلمان فى بيان له اليوم، أن زيارة الرئيس السيسي إلى الهند تأتى فى إطار الإستراتيجية المصرية المتميزة المتعددة المحاور وأحد محاورها للانفتاح على الشرق، مؤكدا أن مصر تتطلع إلى زيادة الصادرات ورفع معدلات التجارة وتشجيع التجارب الهندية التى تستثمر فى مصر والعمل على زيادتها بشكل أكبر، مشيرا إلى الأهمية الضخمة التى تنطوى عليها الزيارة خصوصا وأنها قوبلت بحفاوة كبيرة من جانب كافة المسئولين فى الهند وفى مقدمتهم الرئيس الهندى.
وأشار طوبيا إلى أن الإشادة الرسمية التى صدرت عن نائب الرئيس الهندى بالخطوات التى حققتها مصر فى مجال مكافحة الإرهاب يؤكد اهتمام العالم بالتجربة المصرية فى مكافحة الإرهاب وتقديره لها، فضلا عن الإشادة الهندية برؤية الرئيس السيسي فى العمل على تعزيز التعاون الاقتصادى والعلمى والتكنولوجى بين البلدين، مشددا على أن زيارة الهند ستكون لها انعكاساتها الكبيرة على كافة مجالات الاستثمار فى مصر.
فيما وصف طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، مشاركة مصر فى مجموعة القمة العشرين بأن مصر تضع نفسها وسط الكبار للعبور نحو المستقبل.
وقال الخولى فى تصريحات لـ"انفراد": "دعوة مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي من قبل الصين للمشاركة فى مجموعة القمة العشرين يعبر عن اهتمام كبير من قبل الصين التى تعد أكبر قوة اقتصادية"، مشيرين إلى أن مجموعة القمة العشرين قد تم تأسيسها لبحث الأوضاع الاقتصادية لكن خلال الأعوام الماضية طغى الملف السياسى عن الاقتصادى لكن الآن عاد الأمر لطبيعته وسيتم خلال هذه القمة الشأن الاقتصادى.
وأضاف: "مصر أول مرة تحضر بشكل رسمى هذه القمة، وهذا يعبر على أهمية مصر فى المحور الإقليمى الاقتصادى على المستوى العالمى"، مؤكدا: "حضور مصر لهذه القمة تعتبر خطوة جديدة من محاولات النهوض الاقتصادى الذى تسعى له مصر".
يشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد وصل منذ قليل مدينة هانجتشو الصينية للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين، قادما من الهند، حيث تتولى الصين الرئاسة الحالية للمجموعة، التى قررت توجيه الدعوة لمصر على ضوء العلاقات الوثيقة التى تربط بين البلدين، فضلا عن ثقل مصر على الصعيدين الإقليمى والدولى، وتعد مشاركة مصر فى قمة مجموعة العشرين هى الأولى منذ تأسيسها عام 2008.