كشفت مصادر حكومية، أن أزمة نقص المحاليل الطبية، مجرد أزمة شكلية ومفتعلة، لأنه بالأرقام إنتاج الشركات يفوق الطاقة الاستهلاكية، وبالتالى ليس هناك أزمة إنتاج.
وأضافت المصادر لـ"انفراد"، أن البعض يقوم بتخزين الدواء لبيعه فى السوق السوداء فى وقت الاحتياج إليه، وهو ما يستلزم آليات واضحة لتوزيع الدواء.
ومن جانبه، يكشف الدكتور حسين عبد الحى رئيس مجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الدوائية، أن الشركة تنتج شهريًا 2.5 عبوة محاليل من إجمالى إنتاج يصل إلى 8.6 مليون عبوة تنتجها 5 شركات، منها 3 شركات قطاع خاص.
وقال لـ"انفراد"، أن أقصى طاقة استهلاكية للسوق تصل فقط إلى 8.2 مليون عبوة، وبالتالى فى واقع الأمر ليست هناك أزمة محاليل، وإنما أزمة توزيع أو استغلال وهى أمور خارجة عن نطاق الشركة.
وأضاف عبد الحى، أن الشركة تعمل على مدار الـ24 ساعة بكامل طاقتها، وفق أحدث طرق الإنتاج والجودة، مشيرًا إلى أن الاستهلاك يزيد فى الفترة من شهر مايو حتى شهر أغسطس نتيجة ارتفاع الحرارة وأمراض الصيف، لكن الشركة لم تقلل معدلات الانتاج الخاصة بها، لافتًا إلى أن الشركة فى بادئ الأمر كان تقوم بتوزيع المحاليل للمخازن المرخصة وللصيدليات، وكانت تعطى المخازن 30% محاليل و70% أدوية آخرى، وكان هناك نوع من المتاجرة فيها، ما يدفع أصحاب المخازن المرخصة لدفع قيمة الدواء "كاش".
وتابع "بعدها وزعنا عن طريق الصيدليات بإشراف النقابة، بما يضمن وصول الدواء لأكثر من 70 ألف صيدلية، ثم طلبت وزارة الصحة أن نتعامل فقط مع شركات التوزيع، ثم بعدها طلب الدكتور عادل عبد الحليم رئيس القابضة أن يذهب كل الإنتاج الخاص بنا للشركة المصرية لتجارة الأدوية إحدى الشركات القابضة منذ 21 أغسطس الماضى، وهو أمر مريح لشركتنا التى تركز فقط على الإنتاج".
وحول إمكاينات الشركة واستغلال كافة طاقتها، قال "يمكن رفع الطاقة الإنتاجية لـ4.5 مليون عبوة محلول شهريًا حال شراء ماكينة جدية بتكلفة 50 مليون جنيه، وكنا قد اتفقنا على شرائها بالشراكة مع الشركة المصرية لتجارة الادوية، إلا أن مجلس الإدارة رفض لأسباب غير معلومة"، مؤكدًا إنه ليس هناك أزمة محاليل لأنها تمثل حياه للناس.
ومن جانبه، يقول سعيد الحجار عضو مجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الدوائية، أن "المحاليل موجودة وكافية ومعدلات الإنتاج كما هى، لكن يبدو أن المشكلة فى التوزيع، وكنا نوزع للمخازن مباشرًة، ويتم التعامل معها ولم تحدث أزمة، الآن الشركة المصرية لتجارة الأدوية هى التى توزع المحاليل، وتستلم الكيمات المنتجة كلها من الشركة وتوزع هى الكميات بمعرفتها".
وأشار الحجار فى تصريحات لـ"انفراد" إلى أن شركة النصر لديها طاقات كثيرة يمكن استغلالها شريطة ضخ استثمارات جديدة فى الشركة التى تتكبد خسائر نتيجة البيع بأقل من سعر التكلفة فى كثير من الأحيان.
فى ذات السياق، يقول أحمد فؤاد عضو مجلس إدارة الشركة القابضة للأدوية، أن شركة النصر ليست مقصرة لأنها تنتج نحو 25% من انتاج الشركات، وبالفعل الكميات المنتجة تكفى، لكن لابد من البحث عن أسباب اختفاء بعض أنواع المحاليل من السوق وهو أمر يضع علامات استفهام كثيرة.
وأكد فؤاد على أهمية أن تدفع وزارة الصحة مستحقات الشركات وهى حوالى 800 مليون جنيه، لتتمكن الشركات من شراء الخامات وتوفير المنتج بشكل مناسب .
وأشار إلى أن شركات الأدوية التابعة لوزارة قطاع الأعمال لها دور كبير فى توفير الدواء بسعر مناسب، ما يستلزم ضخ استثمارات فيها لإحداث التوازن فى السوق.