كتاب "ظهور تركيا الحديثة" يرصد حكاية تركيا من الخلافة الإسلامية للدولة الحديثة.. ويؤكد: انهيار العثمانيين بدأ 1908 بعد الاستعانة بخبراء أوروبيين لتطوير الجيش والمؤسسات

كانت تركيا لفترة زمنية طويلة هى صاحبة الكلمة الأولى فى منطقة الشرق الأوسط تحت مسمى "الخلاقة العثمانية"، لكنها بدأت الانهيار بعد الحرب العالمية الأولى بعد خروجها مهزومة، وفى سنة 1924 كان التغيير التام على يد كمال أتاتورك، هذا وغيره موضوع كتاب "ظهور تركيا الحديثة" لـ"برنارد لويس"، والصادرة ترجمته العربية حديثًا عن المركز القومى للترجمة، ترجمة قاسم عبده قاسم وسامية محمد. موضوع هذا الكتاب يكمن فى ظهور تركيا الحديثة من أنقاض تركيا القديمة، وذلك بعد فحص تمهيدى لمصادر الحياة التركية وطبيعتها، ويقع الكتاب فى تسلسل زمنى، ليس باعتباره تاريخًا سرديًا بسيطًا عن تركيا، وإنما بالأحرى محاولة لتتبع مراحل التغيير الرئيسية وتحديدها، وقد تم تحديد آخر زمن الدراسة بداية عام 1950، عندما أقصى حزب أتاتورك عن السلطة فى انتخابات حرة، كان الحزب نفسه قد نظمها، ودخلت البلاد مرحلة جديدة من تاريخها، وفى الجزء الثانى من الكتاب ندرس أربعة جوانب من التغيير: تحول الإحساس الجماعى بالهوية والولاء فيما بين الأتراك، وتحول نظرية الحكم وممارستها، وتحول الدين والحياة الثقافية التى كان يحكمها، وتحول النظام الاقتصادى والسياسى، وفى الفصل الأخير نجد هناك محاولة لوضع بعض الاستنتاجات العامة عن طبيعة الثورة التركية وتقدير إنجازاتها. وبحسب المؤلف، بدأت الثورة التركية، بالمعنى الشكلى، بالإطاحة القوية للنظام السياسى القديم وإنشاء نظام سياسى جديد فى عام 1908، غير أنها، بمعنى آخر، ظلت مستمرة على مدى ما يقرب من قرنين من الزمان، فقد بدأت عندما تعرض الأتراك لسلسلة من الهزائم، فاضطروا إلى الاعتماد على الأسلحة الأوروبية ودعوة المستشارين الأوروبيين، ومن ثم القبول بكل الأفكار الجديدة والمؤسسات التى تشكل أساس الدولة الحديثة والجيش الحديث، وكانت الإصلاحات الأولى التى قام بها الحكام المستبدون، الذين أرادوا فقط تدريب وتجهيز أفضل الجيوش، وقد أدى ارتفاع تكلفة التحديث العسكرى إلى فرض الضرائب الباهظة وبروز أقسى الحكومات، لكن هذه التغييرات، ونتاج ما أثمره من استبداد، لم يكن من الممكن أن يمر بدون منازع فى عصر كانت فيه أوروبا هى النموذج والمحتذى للتنوير، والتى قدمت مجموعة كبيرة من الأيديولوجيات العلمانية للثورة، حيث أثرت الليبرالية والوطنية والأفكار الثورية على الطلاب الأتراك والطلاب العسكريين والدبلوماسين والملحقين العسكريين، وحينما وجدت هذه الأفكار طريقها إلى تركيا، كانت قد منحت زخما جديدًا واتجاهات جديدة إلى الضباط والمسئولين الشباب، وأدت إلى حركات دستورية وشعبية متتالية فى 1976، 1908 و1920. والحقيقة أن التغيير الأساسى فى تركيا وانتقالها من إمبراطورية إسلامية إلى دولة تركية، من البيروقراطية الإقطاعية إلى الاقتصاد الرأسمالى الحديث، كان قد تم إنجازه على مدى فترة طويلة وبفضل موجات متعاقبة من المصلحين والمتشددين. مؤلف الكتاب برنارد لويس هو أحد أهم الباحثين الأكاديميين فى التاريخ الاجتماعى والاقتصادى للشرق الأوسط، وله عدد كبير من المؤلفات منها "العرب فى التاريخ الإسلام فى التاريخ، تركيا اليوم، اليهود والقضية الفلسطنية، الساميون والمعادة للسامية".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;