أعلن الفريق العلمى لمهمة المركبة "روزيتا" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، العثور على مركبة الهبوط أو المسبار "فيلة" عالق فى أحد الشقوق على سطح المذنب "67 بى" بعد اختفائه فى نوفمبر 2014، حيث تم إطلاق المركبة عام 2004 واستغرقت 10 سنوات، فى أطول مهمة فضائية عرفها التاريخ البشرى، ووصلت فى شهر نوفمبر 2014 إلى المذنب 67 بى بنجاح ومن ضمن الفريق العلمى للمركبة الفضائية، 4 علماء مصريين.
من جانبه قال الدكتور رامى المعرى، أحد العلماء المصريين الأربعة المشاركين بالمهمة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك "، أخيرا تم العثور على مركبة فيلة بعد اقتراب مركبة رشيد لمسافة أقل من ٣ كم من سطح المذنب".
وقالت الوكالة، إن مركبة الهبوط "فيلة" التقطت صورة السبت الماضى بواسطة المسبار المدارى "روزيتا" من على مسافة 2.7 كيلو متر من السطح، موضحة أن الصورة تقدم دليلاً واضحًا أن مركبة الهبوط فيلة فى موقع ووضعية هى السبب فى جعلها قادرة على القيام بإجراء اتصالات دائمة مع مركز التحكم وحتى تلك التى تم إجراؤها لفترة قصيرة كانت فى غاية الصعوبة.
وأوضحت الوكالة، أن العثور على "فيلة" جاء بطريقة الصدفة عندما كان أحد أعضاء الفريق العلمى يقوم بتنزيل الصور التى ترسلها روزيتا كالمعتاد، وتفاجأ فى إحدى الصور بظهور مركبة الهبوط فيلة، مشيرة إلى أن هذا يأتى قبل شهر واحد فقط على انتهاء مهمة روزيتا التى من المقرر أن تنتهى فى 30 سبتمبر الجارى .
وأشارت إلى أن المسبار تم تصميمه لتحليل المواد على سطح المذنب، وذلك بهدف مقارنتها مع البيانات التى يجمعها المسبار المدارى "روزيتا"،موضحة أنه تم التواصل من جديد مع "فيلة" العام الماضى.
من جانبه قال باتريك مارتن مدير المهمة رشيد بوكالة الفضاء الأوروبية، "إن هذا الاكتشاف الرائع يأتى فى نهاية عملية طويلة، والبحث المضنى"، متابعا، "اعتقدت أن فيلة ستبقى مفقودة إلى الأبد، وما لا يصدق أننا وجدناها فى الساعات الأخيرة".
وأكدت مات تايلور، عالم بوكالة الفضاء الأوروبية، أن هناك حاجة لوضع فيلة ثلاثة أيام فى سياقها الصحيح، للتعرف على حقيقة أرض المذنب قبل انتهاء المهمة والتقاط صور أخرى من موقع هبوط المركبة روزيتا على سطح المذنب.
وفى سياق متصل، أوضح هولغر سيركس، الباحث الرئيسى للكاميرا أوزيريس، أن هذا الاكتشاف يأتى قبل شهر من نزول "رشيد" على سطح المذنب والمقرر فى 30 سبتمبر، حيث سيتم إرسال روزيتا إلى المهمة الأخيرة على سطح المذنب للتحقق عن قرب من سطحه فى المذنب ودراسة الحفر الموجودة عليه، لتساعد على كشف أسرار التكوين الداخلى للمذنب.
جدير بالذكر، أن فشل نظام تثبيت المسبار على سطح المذنب يرجع إلى قفزه ثم استقر فى موقعه المجهول، وبعد ذلك ظل "فيلة" يعمل مدة ثلاثة أيام بشكل أوتوماتيكى قام خلالها بسلسلة من التجارب العلمية وإرسال النتائج إلى الأرض قبل أن تفقد بطاريته طاقتها، ويقوم المسبار بإدخال نفسه إلى حالة الأمان، وبعد ذلك حاول مركز التحكم الأرضى معاودة الاتصال مع به على أمل استكمال مهمته،وفى صيف 2015 تم التواصل من جديد مع "فيلة" ولكن الفريق العلمى لم يكن قادرا على أن يحافظ على الاتصالات لفترة طويلة لجعل المسبار يعود لمهمته، وذلك ربما يعود لفشل فى جهاز الإرسال، وكان آخر اتصال بين الفريق العلمى و"فيلة" فى 13 يونيو 2015.
يذكر أنه تم تسمية المركبة الفضائية "روزيتا" تيمّناً بحجر رشيد الذى عثر عليه فى مدينة رشيد بدلتا نهر النيل فى مصر، والذى أدّى إلى فك رموز الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة، حيث أطلق العلماء هذا الاسم على المسبار أملاً فى فك لغز الطريقة التى تكونت بها المجموعة الشمسية، كما أطلق على المسبار "فيلة" اسم جزيرة تتوسط نهر النيل فى أسوان، حيث وجدت بها مسلة مصرية قديمة ساعدت على فك رموز الكتابة الهيروغليفية.
وترجع المشكلة إلى فشل نظام تثبيت المسبار على سطح المذنب "تشورى" ما تسبب فى قفز "فيلة" لعدة مرات حتى استقرت فى موقع مجهول.