وصل إلى أقصى درجات اليأس والإحباط بسبب خلافاته العائلية مع مطلقته، فقرر التخلص من حياته، إلا أنه قبل تنفيذ قراراه أقدم على ما هو أصعب من الانتحار، توجه إلى مسكن مطلقته، واصطحب طفليه، أحدهما يبلغ من العمر 10 سنوات، بينما يبلغ الصغير 6 سنوات، واستقل بصحبتهما سيارته، وتوجه بهما إلى نهر النيل، حيث النزهة الأخيرة، وكانت المفاجأة، أن حملهما وألقا بهما بنهر النيل من أعلى كوبرى إمبابة، ليغرقا أمام عينيه ويختفى معهما آخر أمل له فى الحياة، سارع إلى شقته بالهرم، وخلال طريقه تحدث مع والدته، هاتفيًا أخبرها أنه تخلص من طفليه، وأبلغها قراره بالانتحار، وكانت أخر كلماته لها "سامحينى"، وفور وصوله إلى الشقة ربط ملاءة السرير بسقف غرفة النوم وصنع مشنقة لنفسه، ثم انتحر، لتنتهى مأساته تاركًا خلفه أشخاص آخريين يتعذبون جراء فعلته.
"انفراد" انتقل إلى العقار الذى شهد حادث الانتحار، والتقى بنجل صاحب العقار "محمد فايز" الذى ذكر أن المنتحر يدعى "أحمد" البالغ من العمر 33 عامًا، استأجر شقة بالعقار منذ 25 يومًا فقط، ونقل إليها بعض الآثاث حيث كان يقيم بها بمفرده، وتم الاتفاق معه على عقد إيجار يمتدد لمدة عامين قابلة للتجديد، حيث أنه سيتزوج بالشقة.
وأضاف نجل صاحب العقار، أنه فوجىء بوالدة "أحمد" تحضر إلى العقار وتصرخ وستغيث، وذكرت أن نجلها أخبرها هاتفيًا أنه سينتحر، وهو ما دفعه وعدد من سكان العقار للصعود إلى الشقة الكائنة بالطابق الثالث، وطرق الباب عدة مرات، إلا أنهم لم يتلقوا أى استجابة، فدخلوا للشقة عبر منور العقار، وكانت المفاجأة بالعثور عليه معلقًا من رقبته بسقف غرفة نومه ومفارقا الحياة.
وذكر نجل صاحب العقار، أن والدته ذكرت أنه اتصل عليها، وأخبرها أنه القى بطفليه بنهر النيل، وأنه قرر الانتحار بسبب خلافاته مع مطلقته، وعندما حاولت منعه وحثه على التراجع عن قراره رفض الاستجابة لها وطلب منها أن تسامحه على فعلته، مؤكدًا أن "أحمد" كان يتمتع بأخلاق طيبة، حيث كان يجالسهم خلال الفترة التى أقامها بالشقة، نافيًا تعاطيه أى مواد مخدرة.
ومن جانبه، ذكر "إسلام" أحد أصدقاء السائق المنتحر أن الخلافات التى كانت تجمعه مع مطلقته أدت إلى تدهور حالته النفسية وإصابته بالإحباط واليأس من الحياة، مضيفًا أنه عقب إنفصاله عن مطلقته تقدم لخطبة فتاة آخرى، وكان من المقرر أن يتزوجها خلال عيد الأضحى.
وأضاف أنه عقب إلقاء "أحمد" لطفليه بالنيل، حضر بسيارته وتركها أسفل العقار دون أن يركنها فى المكان المخصص لها، ودون أن يطفىء المحرك وظهرت على ملامحه علامات الغضب، ثم أسرع إلى شقته، لتحضر والدته عقب مرور ما يقرب من ساعة، ويتم العثور عليه مشنوقًا داخل غرفة نومه، مضيفًا أنه كان يعتاد إحضار طفليه إلى الشقة.
ومن جانبها، أمرت نيابة الهرم بتشريح جثة السائق المنتحر، كما استمعت لأقوال والدته، وكشفت التحريات أن خلافات عائلية مع مطلقته دفعته للتخلص من طفليه والانتحار، كما استدعت النيابة مطلقة السائق المنتحر للاستماع لأقوالها، بالإضافة إلى الاستماع لأقوال صاحب العقار الذى شهد الحادث، ونجح رجال المسطحات المائية فى انتشال جثة أحد الطفلين من نهر النيل وجارى البحث عن الطفل الثانى.