أنهى مجلس النواب دور الانعقاد الأول، وقدم الدكتور على عبد العال رئيس المجلس، كشف حساب عن الدورة البرلمانية، قائلا إن البرلمان عقد 96 جلسة وتحدث فيها 567 نائبا، ووافق على 82 قانون منها 80 قانون مقدمة من الحكومة وقانونين من النواب.
ووجه النواب تحذيرا للحكومة بأن للصبر حدود فى مسائل ارتفاع الأسعار والرقابة والخدمات التى تمس المواطنين، وأكدوا أن البرلمان قدم للحكومة الكثير ولكن عليها أن تقدم للشعب المصرى ما يستحقه.
وشهدت الجلسة الختامية لمجلس النواب موافقته على ترشيح محمد على الشيخ وزيرا للتموين، كما وافق على ثلاث اتفاقيات خاصة بمنحة لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل وتطوير قصر العينى ودعم برنامج جودة التعليم وشهدت الجلسة تزاحما من النواب على الوزراء لتوقيع الطلبات، ما دعا رئيس البرلمان للتنبيه على الوزراء بعدم توقيع أى طلبات فيما قام البعض الآخر من النواب بالتقاط صور سليفى وشهدت الجلسة أزمة بين النواب بسبب ما قاله النائب هيثم الحريرى عند مناقشة اتفاقية مع الصندوق السعودى، قائلا نشكر السعودية على دعمها إلا أننا نؤكد أن تيران وصنافير مصرية ثم طلب الدكتور على عبد العال حذف العبارة ووافق المجلس على حذف عبارة تيران وصنافير من المضبطة لأنها لم ترد على جدول الأعمال.
وكان الجلسة قد بدأت بالموافقة على ترشيح محمد على الشيخ المرشح من قبل رئيس الجمهورية، لمنصب وزير التموين والتجارة الداخلية بديلاً عن الوزير المستقيل خالد حنفى، وذلك بتصويت أغلبية الحضور وقال عبد العال، أن مجلس النواب استوفى الإجراءات الدستورية الخاصة بالتعديل الوزارى، فى مادته (147) والذى ينص على أنه "لرئيس الجمهورية إجراء تعديل وزارى بعد التشاور مع رئيس الوزراء وموافقة مجلس النواب بالأغلبية المطلقة للحاضرين وبما لا يقل عن ثلث أعضاء المجلس".
وقال عبد العال: "تعلمون أن وزارة التموين لها طبيعة خاصة من خلال احتكاكها اليومى والمباشر مع غالبية المواطن، والوزارة تحتاج شخصية تتميز بالحسم والخبرة، ومحمد على الشيخ المرشح لمصب وزير التموين، شغل عدة مناصب منها رئاسته لهيئة الإمداد والتموين، وجهاز الخدمات العامة، ولديه خبرة كبيرة، وملم بكل مسائل الإمداد المختلفة".
وطالب الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب من الوزراء بعدم توقيع أى طلبات للنواب الذين تزاحموا على الوزراء، وهدد على عبد العال برفع الجلسة حتى يعود الهدوء للجلسة وطالب النواب بالتصويت الكترونيا للتأكد من عدد الأعضاء المتواجدين بالقاعة، قائلا أن العدد الموجود أكثر من الثلثين طبقا لتسجيل النواب بالبصمة وعندما قال له بعض النواب أن هناك نوابا مسافرين للحج رد عليهم قائلا عددهم 150 نائبا من عدد أعضاء المجلس 596 نائبا.
وقال رئيس مجلس النواب لن يتم التوقيع من أى وزير على أى طلب لنائب، وتابع قائلا: ممنوع على الوزراء توقيع أى طلب للنواب وهدد رئيس مجلس النواب، بالتصويت على إخراج أى نائب فى الجلسة يحاول الحصول على توقيع على طلب له، مؤكداً على انزعاجه من هذا المشهد.
وتهكم الدكتور على عبد العال على مطالبة النائب مصطفى الجندى للحكومة بضبط الأسواق وأسعار السلع، حيث قال الجندى: "الأسعار والأسواق يا ريس"، فرد عليه عبد العال متهكما: "خلى النواب ينزلوا الأسواق بعد الجلسة ويشوفوا الأسعار".
واعترض عدد من النواب قائلين أن الحكومة هى المنوطة بذلك، ليرد عبد العال قائلا: الحكومة ملزمة بذلك طبقا للدستور ومكلفة بهذا الأمر وأنتم اللى تنزلوا وتراقبوا الأسعار .
ووافق المجلس على ثلاث اتفاقيات، الأولى تتعلق بمنحة بشأن مشروع توصيل الغاز الطبيعى للمنازل بين مصر والوكالة الفرنسية للتنمية واتفاق بين مصر وألمانيا بشأن التعاون المالى لدعم جودة التعليم واتفاقية قرض لتطوير مستشفى قصر العينى بين مصر والصندوق السعودى للتنمية.
وأعلن الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، أن البرلمان سينظم احتفالية كبرى فى مدينة شرم الشيخ فى التاسع من شهر أكتوبر المقبل للاحتفال بمرور 150 عاما على بدء العمل بالحياة النيابية فى مصر منذ عام 1866م، فى حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجميع رؤساء البرلمانات العربية والأفريقية والدولية.
وأشار فى كلمته حول كشف حساب البرلمان إلى أن البرلمان وافق على 342 قرارا بقانون صدرت فى غيبة المجلس، ووافق على 82 مشروعا بقانون منها مشروعان بقانونين مقدمين من أكثر من 60 عضوا و80 مشروع قانون مقدم من الحكومة، وقال د. على عبد العال، إن المجلس عقد 96 جلسة عامة، بالإضافة إلى 2 جلسة خاصة، تميزت هذه الجلسات بامتداد العمل فيها لعدد 289 ساعة و39 دقيقة.
وأضاف عبد العال، أن عدد المتحدثين من أعضاء مجلس النواب خلال دور الانعقاد الحالى بلغ 567 نائبا، وهى نسبة تعد أعلى من جميع معدلات المتحدثين خلال دور الانعقاد الواحد فى الفصول التشريعية من عام 1995 إلى 2010.
وأشار، رئيس مجلس النواب، إلى أن اللائحة الداخلية للمجلس، استغرقت 20 جلسة عامة و49 ساعة و40 دقيقة 546 طلب كلمة و123 مداخلة، وجاءت الموافقة عليها بـ403 أصوات، وهو ما يعتبر وقتًا قياسيًّا.
وأضاف "عبد العال" أن المجلس أقر فى دور الانعقاد 82 قانونًا، منها قانونان تقدم بهما اثنان من النواب بتوقيعات عُشر أعضاء المجلس، و80 قانونًا من الحكومة، تتمثل فى الموازنة العامة وسلطة التنمية الاقتصادية، كما أقر أيضا 502 مشروع بقانون لربط الموازنة العامة للدولة، وهذا الرقم يفوق ما نظرته البرلمانات السابقة فى كل أدوار انعقادها".
وتابع رئيس البرلمان حديثه بالقول إن كشف حساب البرلمان جاء فيه أن المجلس نظر 1226 مادة، وهذا أيضا أكبر عدد منذ عام 2000 وحتى 2010، مؤكّدًا أن قانون بناء الكنائس من أهم القوانين التى أقرها البرلمان فى دور الانعقاد الأول، خاصة أنه يعتبر استحقاقًا دستوريًّا انتظرناه لأكثر من 160 عاما.
وقال الدكتور على عبد العال، إن المجلس شكل خلال دور الانعقاد الأول 7 لجان خاصة قامت بزيارات ميدانية لبعض المناطق النائية مثل مرسى مطروح وحلايب وشلاتين والواحات البحرية وجنوب سيناء وغيرها، بالإضافة إلى اللجنة التى شكلت لزيارة منطقة المراشدة بقنا.
وأضاف "عبد العال"، أن المجلس شكل فى يوليو الماضى لجنة تقصى الحقائق فى منظومة توريد القمح، وعقدت هذه اللجنة 85 اجتماعا وجلسة استماع، وحضر هذه الاجتماعات وزراء مختصين، وزارت اللجنة صوامع وشون تخزين القمح، وبلغ عدد ساعات عمل اللجنة 343 ساعة، وتم تقسيم التقرير إلى 7 أقسام، وتمت الاستعانة بوسائل مرئية وسمعية فى عرض التقرير بالجلسة العامة، ثم أحال المجلس التقرير للنائب العام وجهاز الكسب غير المشروع وغيره من جهات التحقيق المعنية حفاظا على حق الشعب ومقدرات الدولة المصرية.
وأشار "عبد العال" إلى أن المجلس نظر 37 حالة من حالات شئون العضوية، منها 6 حالات خلو أماكن، و27 حالة من حالات طلبات رفع الحصانة البرلمانية، رفض المجلس منها 24 طلبا، ووافق على 3 بناء طلبات الأعضاء أنفسهم للمثول أمام المحكمة فى قضايا تتعلق بهم.
وبالنسبة لممارسة الصلاحيات السياسية، جاءت فى المقدمة مناقشة برنامج الحكومة وفقا للدستور، وشكل المجلس لجنة خاصة لدراسة البرنامج والرد عليه، وتحدث فى نحو 339 نائبا فى جلسات مناقشة التقرير وهو عدد أكبر أى عدد للمتحدثين فى أى فصل تشريعى سابق.
قال الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، إن عدد الأسئلة التى تقدم بها نواب البرلمان خلال دور الانعقاد الأول، بلغت 472 سؤالا، موضحا: "تمت الإجابة على 45 سؤالا شفوياً داخل القاعة، وتم الرد كتابياً على باقى الأسئلة من الحكومة"، مشيراً إلى أن عدد الاستجوابات المستوفاة وصل لـ11 استجوابا، سقط منها 7 استجوابات ضد وزير التموين عقب استقالته، وسُحب أحدها بناء على طلب مقدمه.
ووجه الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، الشكر لكافة الفئات الممثلة فى البرلمان، بدأها بتكتل "25_30" البرلمانى، قائلا: "من أكثر المعاكسين والمعارضين، لكن وطنيين وقريبين لقلبى ونقطة ضعفى وأكن ودا لهم"، ثم وجه الشكر لكل الأحزاب الممثلة فى البرلمان، بدءاً من "المصريين الأحرار" إلى أقل الأحزاب تمثيلاً من حيث عدد النواب.
ثم وجه "عبد العال" الشكر لائتلاف دعم مصر، الأغلبية فى البرلمان، وذلك خلال الجلسة الختامية لدور الانعقاد الأول المنعقدة الآن، موضحاً: "هذا الائتلاف الذى نشأ بما يتوافق مع صحيح الدستور، والقانون واللائحة الداخلية للبرلمان، وأكن لهم اعتزازا خاصة أننى ولدت من رحم هذا الائتلاف".
كما وجه الدكتور على عبد العال الشكر والتحية لرئيس مجلس الوزراء والوزراء وأمين عام مجلس النواب والمرأة والشباب من النواب، فقاطعه النائب خالد عبد العزيز شعبان، عضو "تكتل 25 - 30" قائلا: "وتوجه التحية لرئيس المجلس أيضا"، ليقف أعضاء التكتل بالكامل بعدها ويصفقون موجهين التحية لرئيس مجلس النواب.