"أبو غزالة"، رجل ارتبط اسمة بإثارة الجدل في العسكرية المصرية منذ عشرات الأعوام وحتى الآن، هو الرجل الذي تناقلت الألسن شهرته العسكرية طيلة أعوام خدمته، ثم عادت لتتناقل الجدل حول إقالته، حتى بعد رحيله عن الحياة في مثل هذا اليوم من عام 2008.
المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، ارتبط اسمة بـ"مبارك" لتشهد مصر صراعًا خفياً بين أهم رجلين في الدولة، لم يكن الرئيس الأسبق مبارك بالرجل الذي يسمح بأن تكون هناك شعبية لشخص آخر، ناهيك أن يكون هذا الشخص هو وزير الدفاع، والمشرف الأساسي على صفقات السلاح مع الولايات المتحدة الأمريكية.
المشير الخطير، كما أطلق عليه الكثيرون، من أكثر وزراء الدفاع شعبية بين رجال القوات المسلحة حتى الآن، ورغم ذلك لم تستغرق جنازته أكثر من عشرة دقائق فقط، حضرها "مبارك"، وكان عدد المشاركين في الجنازة أقل من 200 شخص.
المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة "15 يناير 1930 - 6 سبتمبر 2008" وزير دفاع مصر في أواخر عهد محمد أنور السادات وبداية عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك لعدة سنوات حتى سنة 1989، شارك في حرب أكتوبر 1973 قائدا لمدفعية الجيش الثاني.
ولد في فبراير 1930 بقرية زهور الأمراء، مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، لعائلة ترجع في أصولها إلى قبائل أولاد علي، وبعد دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949.
حصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتي سنة 1961،وهو أيضا خريج أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة وحصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة.
تدرج في المواقع القيادية العسكرية، حتى عين مديرا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع فوزيراً للدفاع والإنتاج الحربي وقائداً عاماً للقوات المسلحة سنة 1981، ورقي إلى رتبة مشير سنة 1982، ثم أصبح نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عاماً للقوات المسلحة منذ 1982 وحتى 1989 عندما أقيل من منصبه وعين حينها مساعداً لرئيس الجمهورية.
ثورة يوليو
شارك في ثورة 23 يوليو 1952 حيث كان من الضباط الأحرار، كما شارك في حرب 1948 وهو ما يزال طالبا بالكلية الحربية، وشارك في حرب السويس وحرب أكتوبر وكان أداؤه متميزاً. ولم يشارك في حرب 1967 حيث كان بالمنطقة الغربية وانقطع اتصاله بالقيادة وعاد ليفاجأ بالهزيمة. حصل على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات والنياشين.
مبارك
أقاله الرئيس السابق محمد حسني مبارك من منصب وزير الدفاع سنة 1989، اعتبر الكثيرين القرار وقتها مفاجئاً وفسره البعض على أن الغرض منه التخلص منه لتزايد شعبيته في الجيش وتخوف مبارك من أن يقوم بانقلاب عسكري ضده، لكن المراقبين الغربيين يرون أن سبب إقالته هو تهريب أجزاء تستخدم في صناعة الصواريخ من الولايات المتحدة الأمريكية "مخالفاً بذلك قوانين حظرالتصدير"، ومحاولات المسئولين للحصول على تكنولوجيا الصواريخ الأمريكية بطريقة غير شرعية.
الإنجازات
استطاع مراوغة الولايات المتحدة الأمريكية، بمناقصة دولية أقيمت من أجل إدخال دبابة قتال رئيسة بالإضافة إلى نقل تكنولوجيا تلك الدبابة، لم تدخل الولايات المتحدة المناقصة حتى لا تدعم مصر بدبابة الأبرامز المتطورة على حساب حليفتها إسرائيل، وظنا منها أن دول أوروبا لن تدعم مصر في امتلاك دبابة قوية، لكنها فوجئت بالعديد من الدول تسعى للفوز بالمناقصة ومنها بريطانيا ودبابتها "تشالينجر"، فقرت أن تعرض على مصر دبابة "الأبرامز" بنسبة إنتاج ومكون محلى محدودة على أن تزداد كلما تم تجديد التعاقد لزيادة العدد، قبلت مصر الصفقة وبهذا دخلت دبابة "الأبرامز" الأقوى عالمياً بالخدمة بالجيش المصري.
مؤلفاته
وهو بالإشارة إلى خبرته العسكرية موسوعة علمية متعددة المواهب، وله مؤلفات منها: "وانطلقت المدافع عند الظهر" ،"الحرب العراقية الإيرانية"، "القاموس العلمي في المصطلحات العسكرية"،"الاستراتيجية الحربية من وجهة نظر الاتحاد السوفيتي (ترجمة أبو غزالة).
وفاته
توفي مساء يوم السبت 6 سبتمبر 2008 ميلادية الموافق 6 رمضان 1429 هـ في مستشفى الجلاء العسكري بمصر الجديدة عن عمر 78 عاما بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة.