علا الشافعى تكتب: غدا الذكرى الأولى على رحيل وجه القمر سيدة الشاشة وأيقونة الفن تجاهلتها الدولة بعد وفاتها ولم يطلق اسمها على أى ميادين بالقاهرة وسينما "فاتن حمامة" مغلقة بـ"الضبة والمفتاح"

تمر غدا الأحد 17 يناير الذكرى الأولى لسيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة".. عام كامل مر على رحيلها الهادئ والمفاجئ، تلك الفنانة التى جسدت العديد من الأدوار المميزة والهامة وهو ما جعلها واحدة من أيقونات الفن العربى.

فاتن تلك الطفلة المدهشة، والصبية الرقيقة، والفتاة الحالمة، والزوجة العاشقة، والأم المكافحة، والسيدة الغيور على مجتمعها تلك الفنانة الخلوقة والموهوبة والتى تشربت حب الفن منذ أن كانت طفلة، ووقفت بملامحها الرقيقة وبراءتها أمام عبد الوهاب فى فيلم "يوم سعيد" ونجوم التمثيل الكبار، وخطفت الكاميرا وباتت مشاهدها فى هذا الفيلم من كلاسيكيات السينما المصرية، وهو الفيلم الذى قامت ببطولته بعد أن فازت بمسابقة أجمل طفلة فى مصر، حيث أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذى كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب فى فيلم "يوم سعيد" 1940، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعًا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها فى أعماله السينمائية المستقبلية.

وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثل أمام محمد عبد الوهاب فى فيلم "رصاصة فى القلب" 1944، ومع فيلمها الثالث "دنيا" 1946، استطاعت إنشاء موضع قدم لها فى السينما المصرية وانتقلت العائلة إلى القاهرة تشجيعًا منها للفنانة الناشئة ودخلت حمامة المعهد العالى للتمثيل.

التقطتها عين المبدع يوسف وهبى، والذى وجد أمامه موهبة كبيرة لفتاة صغيرة، وطلب منها تمثيل دور ابنته فى فيلم "ملاك الرحمة" 1946، وبهذا الفيلم دخلت مرحلة جديدة فى حياتها وهى الميلودراما وكانت عمرها آنذاك 15 سنة فقط وبدأ اهتمام النقاد والمخرجين بها، واشتركت مرة أخرى فى التمثيل إلى جانب يوسف وهبى فى فيلم "كرسى الاعتراف" 1949، وفى نفس السنة قامت بدور البطولة فى الفيلمين "اليتيمتين" و"ست البيت" 1949، وحققت هذه الأفلام نجاحًا عاليًا على صعيد شباك التذاكر. وزاد تألق فاتن حمامة فى خمسينيات العصر الذهبى للسينما المصرية، والذى عرف موجات جديدة فى الإخراج السينمائى وتحديدًا الواقعية، ذلك التيار الذى فرض نفسه بقوة، وكان من أبرز رموزه المخرج صلاح أبو سيف، وهو ما أدركته فاتن بذكاء لذلك قامت بدور البطولة فى فيلم "لك يوم يا ظالم" 1952 الذى اعتبر من أوائل الأفلام الواقعية واشترك هذا الفيلم فى مهرجان كان السينمائى. وكذلك اشتركت فى أول فيلم للمخرج يوسف شاهين "بابا أمين" 1950 ثم فى فيلم صراع فى الوادى 1954 الذى كان منافسًا رئيسيًا فى مهرجان كان السينمائى، وكذلك اشتركت فى أول فيلم للمخرج كمال الشيخ "المنزل رقم 13" الذى يعتبر من أوائل أفلام اللغز أو الغموض، وفى عام 1963 حصلت على جائزة أحسن ممثلة فى الفيلم السياسى "لا وقت للحب" 1963.

ورغم أن فاتن صارت رمزًا للفتاة المستكينة المغلوب على أمرها، إلا أنها تمردت على تلك الصورة النمطية، وفاجأت جمهورها بتمردها خصوصًا فى فيلم الخيط الرفيع أمام محمود ياسين وكانت تجسد دور منى والذى صرخت فيه قائلة: "يا ابن الكلب" وهى تمزق ملابس محمود الذى هجرها وتزوج بأخرى، وواصلت تمردها فى أفلام أخرى ومنها رائعة طه حسين دعاء الكروان فى دور "أمنة" تلك الشخصية المدهشة والتى تجمع بين البراءة والغواية والتى كانت ترغب فى الانتقام لشقيقتها هنادى، وأيضًا عزيزة فى فيلم "الحرام" عن رائعة الأديب يوسف إدريس، ونعمة فى أفواه وأرانب وهى الشخصيات التى كسرت بها فاتن الصورة النمطية والتقليدية، وتألقت مع المخرج هنرى بركات والذى كانت تعتبره رفيق دربها، والذى تثق فى كل ما تقدمه معه، وكما قدمت الأفلام الاجتماعية والإنسانية برعت فى تقديم الشخصية الكوميدية برائعتها "الأستاذة فاطمة" مع المخرج فطين عبد الوهاب والتى حاولت من خلاله مساواة المرأة بالرجل.

تونة أو سيدة الشاشة أو وجه القمر كثيرة هى الألقاب التى نالتها فاتن حيث عاصرت عقودًا طويلة من تطور السينما المصرية وساهمت بشكل كبير فى صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة فى السينما العربية من خلال تمثيلها منذ عام 1940، وفى عام 1996 أثناء احتفال السينما المصرية بمناسبة مرور 100 عام على نشاطها تم اختيارها كأفضل ممثلة وتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلمًا من أحسن ما أنتجته السينما المصرية.

وفى عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية فى القاهرة‏، وفى عام 2000 منحت جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين، كما منحت وسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب والجائزة الأولى للمرأة العربية.

عام كامل مر على رحيلها ولم تمنحها الدولة المصرية التكريم الذى تستحقه ولم تلتفت حتى إلى السينما التى كانت تحمل اسمها فى المنيل وتم إغلاقها بعد وفاتها بـ40 يوما وحتى الآن لا تزال مغلقة فى انتظار أن يتم هدمها لبناء عقار سكنى أو تجارى. ألا تستحق فاتن حمامة من الدولة أن يوجد أستوديو كبير يحمل اسمها؟ أو دار عرض؟ ولماذا لا يفكر حتى أصحاب دور العرض من القطاع الخاص إطلاق اسمها على عدد من الشاشات أو المجمعات كنوع من التكريم لفاتن حمامة واحدة ممن ساهموا فى تشكيل وجدان أجيال متتالية.
































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;