الحج زمان .. مغامرة للهروب من قطاع الطرق.. رحلة طويلة فى هوادج الجمال..الأكل كسرة خبر و الشرب مياه الأبار "صور"

على مر الزمان تطورالحج ، فحكايات الحج فى الزمن القديم ، كانت مغامرة ومن الطبيعى أن يهاجمك قطاع الطرق و ينهبوك و يسرقوك، فالجمال هى وسيلة المواصلات الوحيدة للحج.
جميع الطرق في الحجاز كانت من الرمل الخشن جداً، وهي موجودة بجوار الجبال وتتناثر فيها أحجار متفاوتة الكبر، أما الطرق الضيقة والمعابر فتعترضها كسور من الصخور تصعّب الحركة كثيراً.
الطريق بين مكة وجدة ، به الكثير من العقابات فتشكلت عصابات كاملة من قطاع الطرق تنهب وتسلب رغم وجود المخافر، فكان هذا الشر يتطور أثناء حركة الحجاج، والقبائل برمتها تتعاطى السلب والنهب، من دون أن تعتبر ذلك جريمة، وتبيع علناً وبكل حرية ما تحصل عليه من الأشياء بهذه الطريقة.
فبين مكة المكرمة والمدينة المنورة، توجد أربع طرق إحداها تتلوى حول جبال الحجاز من الشرق، وأخرى من الغرب، واختيار هذه الطريق أو تلك عند الانطلاق من مكة، يجري عادة بإشارة من الشريف الذي يعرف العلاقات بين مختلف القبائل، كما يعرف وضع الأمور بين البدو، وهناك طرق خامسة هي السبيل البحري، لكنه يتسم بالوعورة الشديدة، لذا لا يستفاد منه.
وبحكم العادة عند البدو، يستطيع جميع المارة أن يستقوا الماء من الآبار بلا عائق ومجاناً، أما ماء الصهاريج فلا يمكن الحصول عليها إلا بشرائه.
المسافة بين جدة ومكة، تقطعها القوافل عادة في غضون يومين، مع وقفة للمبيت الليل، أما المسافرون على ظهور البغال، فيتسنى لهم قطع المسافة في يوم واحد، ونظراً لمخاطر الطريق تسير القوافل عادة في النهار، وتنطلق في الصباح الباكر وتتوقف تبعاً لطول الرحلة، وتصطف الجمال وفقاً لعرض الطريق، في ثلاثة أو أربعة خطوط متوازية.

ويمضي سائسو الجمال دائماً سيراً على الأقدام مهما كان الطريق طويلاً، لأن الرِحال التي تشغل مكاناً كبيراً من حيث العرض غالباً ما تتصادم، ثم لا يستطيعون الجلوس عليها، لأنهم قد يتعرضون لخطر الوقوع.