فى الذكرى الـ60 للعلاقات الدبلوماسية المصرية الصينية، أطلق الطرفان العام الثقافى المصرى الصينى 2016، والذى يحتوى عددا كبيرا من الفعاليات الثقافية والفنية التى ستقام فى البلدين، خلال العام الجارى، بالإضافة إلى استعراض أوجه التعاون الثقافى بينهما، كما تم عرض فيلم عن تاريخ العلاقات بين البلدين وأصدرت دار الكتب والوثائق كتابا عن العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين على مر العصور.
وخلال المؤتمر تم توزيع مظروف به كل التفاصيل، بالإضافة إلى تصميم تذكارى على شكل طابع أحدهم وجه الملك توت غنخ آمون، والوجه الآخر يرجعه الأثريون الصينيون لملك مملكة سانشينجدوى.
وبحسب موقع الصين اليوم، فقد قال دوان يوى، رئيس معهد التاريخ بأكاديمية سيتشوان للعلوم الاجتماعية، فى مقال له، إن منبع ثقافة العصا الذهبية والقناع الذهبى والأقنعة والتماثيل البرونزية وغيرها هو حضارة الشرق الأدنى، التى هى حضارة ما بين النهرين و هم الأكادية، والحضارة المصرية.
وقد اكتشفت آثار للقناع الذهبى من فترة الحضارة الأوروكية ببلاد ما بين النهرين، واكتشف تمثال رأس حجرى لامرأة مغطى برقيقة ذهبية أو رقيقة نحاسية.. وفى سوريا اكتشف تمثال برونزى مغطى برقيقة ذهبية، وكثير من الآثار المكتشفة فى غربى آسيا مغطاة برقائق ذهبية.
وفى مصر القديمة كانت عادة تغطية وجه الإنسان ذى المكانة العالية، بالذهب موجودة وفوق هذا وذاك، تختلف سمات أقنعة الوجه المكتشفة فى سانشينجدوى عن ملامح الوجه الصينى، بل تميز بخصائص شعوب أجنبية.
وكانت التماثيل البرونزية تستخدم لأغراض دينية فى مصر وغربى آسيا ومنطقة بحر إيجه، واكتشفت فى معابد وقبور الملوك، وبالمثل اكتشفت تماثيل برونزية فى سانشينجدوى كانت تستخدم لأغراض دينية ولها قدسية، بطريقة مشابهة لاستخدامها فى منطقة الشرق الأدنى.
بالمقابل كانت التماثيل البرونزية تستخدم فى الزخرفة والتزيين فى ثقافة شمالى الصين، وكان إناء دينج رمزا لسلطة الدولة والسلطة الدينية، أى أن هناك اختلافات كبيرة بين ثقافة سانشينغدوى وثقافة شمالى الصين، وعلى هذا الأساس يعتقد دوان يوى أن ثقافة سانشينغدوى ثقافة مختلطة اندمجت فيها الثقافة المحلية والثقافة الأجنبية.
ويؤكد الباحث سو سان، أن المصريين القدماء هم الذين صنعوا التماثيل البرونزية التى عثر عليها فى سانشينجدوى، ويدلل على رأيه هذا بالقول إن الصين لم تعرف صهر البرونز فى تلك الفترة، كما أن كل المكتشفات البرونزية فى الصين تنتمى إلى المرحلة المتطورة لثقافة البرونز، ولا توجد مكتشفات للمرحلة الأولية للأدوات البرونزية، ولهذا فإن هناك شكوكا فى أن الصين هى التى ابتكرت تكنولوجيا صهر البرونز، وكانت الفترة بين عامى 3800 إلى 3500 ق.م، هى عصر البرونز فى العالم، وكانت مصر القديمة أكبر دولة على الأرض.. وقد تكون التكنولوجيا المتقدمة انتقلت من مصر إلى الصين ومنها صهر البرونز، ربما جاء المصريون القدماء إلى الصين عن طريق البحر، ومعهم التقنية الحديثة.
والحقيقة أن علماء من الغرب طرحوا فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فكرة أن مصدر الثقافة الصينية يعود إلى الشرق الأوسط، بل ذهب أثانيسى كيرشرAthanase Kircher (1601- 1680م) إلى أن أصل الصينيين يعود إلى مصر، وفى أواخر القرن التاسع عشر، قال العالم البريطانى جى تشالمر J. Chalmers، والعالم الفرنسى تى لاكوبريه، وT. Lacouperie، إن أصل الثقافة الصينية يعود إلى بابل، ولكن الأدلة التى تؤيد الرأى القائل إن أصل الثقافة الصينية يعود إلى الشرق الأوسط ليست كافية وتكتنفها أخطاء واضحة.
ولكن ما حدث عام 2003 عندما اكتشف الأثريون النمساويون أثناء تنقيبهم فى مصر حرير "شو" على رأس مومياء ترجع إلى زمن الأسرة الحادية والعشرين (حوالى عام 1800 ق.م) يثبت أنه كانت هناك تبادلات، مباشرة أو غير مباشرة، بين مصر ومنطقة شو، التى هى منطقة سيتشوان حاليا.