اتسمت التحركات الأخيرة للرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، بالتناقض فبعد أيام قليلة من خطابه الذى رفض فيه تدخل بعض الأطراف فى الشأن الداخلى الفلسطينى، تكشف وثائق عن محاولاته التدخل فى الشأن اللبنانى والسورى، عبر سلسلة اتصالات وتحركات مع دول خارجية.
نواب البرلمان بدورهم طالبوا الرئيس الفلسطينى بأن يتوقف عن التدخل فى الشأن الداخلى للدول العربية، خاصة بعدما فشل فى حل أزمة بلاده، ولم يتجاوب مع مبادرات حل الأزمة الفلسطينية التى تم طرحها مؤخرًا، مطالبين إياه بالانشغال بقضية بلاده وعدم النظر إلى دول الجوار.
وفى البداية، قال النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن الأولى للرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن أن يبذل كل جهوده لحل أزمة دولته المحتلة والتى تشهدت اعتداءات سافرة وبأوجه مختلفة كل يوم بدلا من أن يتدخل فى شئون الدول العربية.
وأضاف أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، لـ"انفراد" أن محمود عباس أبو مازن عليه أن ينصب اهتمامه بالكامل على معالجة مشاكل بلاده، لا أن ينظر إلى أزمات دول أخرى، فهناك فرق كبير بين التعبير عن الرأى وبين التدخل فى الشأن السورى واللبنانى بهذه الطريقة المرفوضة.
وتساءل أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان: "ما هو الغرض من التحركات الأخيرة التى يقوم بها الرئيس الفلسطينى للتدخل فى الشئون الداخلية لسوريا ولبنان؟، فعليه أولا أن ينظر لمصلحة بلاده وما يحدث فيها".
وأشار أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إلى أن محمود عباس أبو مازن مطالب بأن يتجاوب مع دعوات المبادرات التى خرجت لحل القضية الفلسطينية.
من جانبه، قال النائب أحمد العوضى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، إن تحركات محمود عباس أبو مازن الرئيس الفلسطينى تتسم بالتناقض، ففى الوقت الذى يسعى فيه للتدخل فى الشأن اللبنانى والسورى، والضغط من أجل دعم صديقه جان عبيد فى رئاسة لبنان، نجد أن هناك ملفات عالقة لم يستطيع أبو مازن حلها فى الداخل الفلسطينى.
وأضاف عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، لـ"انفراد" أن الرئيس الفلسطينى ليس لديه أى أوراق يستطيع أن يلعب بها فى المنطقة، وتحركاته للتدخل فى الشأن السورى واللبنانى ستبوء بالفشل.
وطالب عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، "أبو مازن" أولا أن ينهى أزمة الصراع بين الفصائل الفلسطينية قبل أن يفكر فى التدخل فى الشأن السورى واللبنانى، خاصة أنه لم يتفاعل بقوة مع مبادرات حل الأزمة الفلسطينية.
فيما طالب النائب محمود الصعيدى، القيادى بائتلاف دعم مصر، محمود عباس أبو مازن أن ينتبه للقضية الفلسطينية بدلا من انشغاله بمحاولات التدخل فى الشأن العربى خاصة فى الأزمة السورية واللبنانية.
واستنكر القيادى بائتلاف دعم مصر، فى تصريحات لـ"انفراد" تفاوض الرئيس الفلسطينى مع موسكو لوضع خطة للتعامل مع الوضع السورى، موضحا أن أبو مازن لم يستطيع حل القضية الفلسطينية التى أخرت تنمية المنطقة العربية كثيرًا، فى الوقت الذى يتدخل فيه فى شئون دول أخرى، متسائلاً: "هل لم تعد القضية الفلسطينية لها قيمة لديه؟".
وواصل تساؤلاته قائلاً: "ماذا قدم أبو مازن حتى الآن لخدمة القضية الفلسطينية؟، ولماذا لم يتخذ مواقف معلنة من المبادرات التى خرجت مؤخرًا لحل الأزمة الفلسطينية؟، ولماذا لم ينه حالة الصراع الموجودة بين الفصائل الفلسطينية؟".
وأشار القيادى بائتلاف دعم مصر إلى أن كافة محاولات الرئيس الفلسطينى للتدخل فى الشئون الداخلية لدول عربية تؤكد تناقضه بعد دعوته بعدم التدخل فى الشأن الفلسطينى.
وفى السياق ذاته، قال النائب عمرو محمد، عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، إن محمود عباس أبو مازن فشل فى إنهاء الأزمات الداخلية التى تشهدها فلسطين خلال الفترة الحالية، بينما يسعى للتدخل فى الشأن السورى واللبنانى.
وأضاف عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، أبو مازن لم يتخذ خطوات فعلية لتفعيل مبادرات حل الأزمة الفلسطينية، بينما يريد خدمة مصالحه الخارجية عبر سلسلة تحركات وتدخلات مرفوضة، ولن تسفر عن أى شئ.
كانت وثائق حصلت عليها "انفراد" كشفت عن الدور الخفى الذى يلعبه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن فى الأزمتين اللبنانية والسورية، حيث يسعى للدفع بأحد أصدقائه لتولى رئاسة لبنان، بمساعدة من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، فيما يحاول التوصل إلى حل فى سوريا وفقاً لخطة طرحها بالكامل على الجانب الروسى.