بعد القبض على سيدات بتهم تتعلق بالإرهاب ومحاولة تفجير محطة قطارات فى فرنسا بأنابيب الغاز، أكدت الاستخبارات الفرنسية انخراط نساء داعش فى العمليات الإرهابية على أراضيها، وإنهن بدئن فى تنفيذ العمليات بالفعل، وأكدت السلطات الفرنسية أن النساء لدى داعش أصبحن ذات أهمية كبرى، ولم يعد دورهن مقتصر فقط على تربية الأبناء على قواعد التنظيم والولاء له، بل دخلن فى عمليات القتال المسلح وحمل السلاح والتصويب والتدريبات العسكرية، وأخيرا عمليات التفجيرات فى فرنسا.
دور الداعشية لم يعد التربية وأعمال المنزل
وقال المدعى العام الفرنسى المتخصص فى مكافحة الإرهاب فرنسوا مولان فى لقاء له مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، من الواضح أن حسناء أيت بولحسن الإرهابية التى لقت مصرعها فى أحداث سان دونى العام الماضى كان مجرد البداية لاندلاع الشرارة النسائية، ومشاركتهن فى العمليات الإرهابية، وأن النساء فى بداية الأمر كانت تنضم للتنظيم الإرهابى داعش بناء على رغبة زوجها الذى يسافر إلى سوريا للالتحاق بصفوف المقاتلين، وكان دورها هو الأعمال المنزلية، وتربية الأبناء حتى بلوغ السن المناسب وينضمون إلى التنظيم.
داعش يتحكم فى أجيال قادمة ويحولهم لمشاريع إرهابية
وأضاف مولان أن هناك فى الوقت الحالى نحو 59 سيدة رهن التحقيقات لصلاتهن بتنظيمات إرهابية، أو كن يخططن لتنفيذ مخطط، بما فى ذلك فتيات قاصرات، وهو مؤشر خطير للغاية، حيث هذا دليل قوى أن داعش يتحكم فى أجيال قادمة من السهل إنشاء منهم سفاحين وإرهابيين، أى أن خطر داعش أصبح من المستحيل إزالته.
وأكمل المدعى العام الفرنسى، أن الآونة الأخيرة تم رصد تسارعا كبيرا فى سجلات الفتيات القاصرات والسيدات المنضمات إلى داعش والمعتقلات، فهى لمحات مزعجة حقا، فالقاصرات أصبحن قاسيات ومجرمات ، وهن بطلات العديد من الهجمات الإرهابية، وبالفعل أصبحن مشاريع إرهاب.
اعتقال قاصرات بتهم الإرهاب
وأكمل مولان لـ"لو موند" تم الكشف عن حالات كثيرة هذا الصيف وكان منهم فتاة تبلغ من العمر 16 عاما وتم اعتقالها بعد اكتشاف محادثات مشفرة تخصها عبر موقع تليجرام مع مجموعات متطرفة وتحثهم على شن هجوم فى فرنسا، وقد وجهت السلطات الفرنسية إليها تهمة التحضير لشن اعتداء إرهابى وتم وضعها فى السجن على ذمة التحقيقات، كما اعتقلت شرطة مكافحة الإرهاب أيضا فتاة لم تتعد 18 عاما لنشرها رسائل تحرض على العنف والتطرف على نفس الشبكة الاجتماعية " تليجرام".
أول كتيبة نسائية لداعش
وأشار مولان، أن الحرب أشد عنفا الآن، بعد أن شارك الأطفال والمراهقات والسيدات فى القتال والإرهاب بجانب الرجال، ولابد أن نعترف أن مشاركة النساء ليست جديدة ولكنها لم تكن ظاهرة بهذا الشكل والكثافة، كما أن داعش بدا فى تكوين لواءات للنساء منذ عام 2014 عندما انشأ كتيبة " الخنساء"، والتنظيم يعمل حاليا على الترويج لفكرة الجهاد للنساء وكسب المزيد من النساء والفتيات التى ستصبحن أمهات فى المستقبل.