يحيى الأمريكيون، غداً الأحد، الذكرى الـ15 لأحداث الحادى عشر من سبتمبر، التى شهدت فيها الولايات المتحدة مجموعة من الهجمات الإرهابية فى عام 2001 أسفرت عن مقتل المئات، بعد أن تم تحويل اتجاه 4 طائرات نقل مدنية تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة، نجحت فى ثلاث منها، ببرجى مركز التجارة الدولية فى منهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وسقط خلالها الآلاف من الضحايا جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة، إلى جانب العديد من النتائج التى يدفع ثمنها بلاد العالم، حتى الآن، خاصة الشرق الأوسط.
خرجت إدارة الرئيس الأمريكى آنذاك جورج بوش الابن لتعلن حربها ضد الإرهاب العالمى، واجتثاث جذوره، إلا أنها اتخذت من تلك الفكرة ذريعة لشن الحروب واجتياح بلدان عربية وإسلامية، وحاربت طالبان فى أفغانستان، مروراً بغزو العراق بذريعة تهديد الشرق الأوسط بأسلحة نووية يمتلكها الرئيس العراقى الراحل صدام حسين.
وشملت فكرة مكافحة الإرهاب كلاً من ليبيا والصومال واليمن وغيرها، وعلى الرغم من نجاح الإدارة الأمريكية فى تصفية زعيم القاعدة "أسامة بن لادن" عام 2011 إلا أن الإرهاب اتخذ أشكالا وتوجهات مختلفة.
وتفاقمت ظاهرة الإرهاب، فى السنوات الماضية، متمثلة فى ظهور تنظيم داعش الذى برز خلال السنوات الخمس الماضية ما بين 2011 و2015، وتنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية التى كان لها أثر كبير فى كل من الولايات المتحدة وأوروبا، ومنها تفجير ماراثون بوسطن عام 2013 والهجوم على مركز تجنيد عسكرى بولاية تينيسى وعملية إطلاق نار فى سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، من قبل زوجين قالت السلطات إنهما متطرفين. أما فى أوروبا فضرب الإرهابيون مطار بروكسل فى بلجيكا، وعدة مواقع حول باريس وفى مدينة نيس العام الماضى.
ومازالت تسيطر على الأمريكيين هواجس العمليات الإرهابية، إذ كشف استطلاع جديد لشبكة CNN ومؤسسةORC، أنه بعد مرور 15 عاماً على الأحداث 2001، يشعر الأمريكيون بالقلق المتزايد من احتمال استهداف دولتهم من قبل إرهابيين خلال الذكرى السنوية لتلك الأحداث، إذ رجح نصف الأمريكيين شاركوا فى الاستطلاع وقوع أعمال إرهابية بالولايات المتحدة فى الأيام القريبة من 11 سبتمبر هذا العام، ما يُمثل ارتفاعاً من نسبة 39% من الأمريكيين الذين رجحوا ذلك الاحتمال فى الذكرى العاشرة عام 2011.
وثائق جديدة لردود الفعل الأولى لبوش
من جانبها نشرت وسائل إعلام أمريكية، عشية الذكرى الـ15 لأحداث 11 سبتمبر، لأول مرة، ملاحظات مكتوبة خطياً لردود الفعل الأولى للرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش فور سماعه بأخبار الحادث آنذاك.
وأوضحت الملاحظة، أن سكرتير مكتب البيت الأبيض السابق آرى فلايشر أفصح، فى لقاء صحفى مع وكالة رويترز وشبكة ياهو نيوز، عن الملاحظات التى عكست صفات "الغرور المصاحبة للقلق والخوف على عائلة الرئيس عقب ورود أنباء الهجمات."
ويبدو من الملاحظات، التى كتبت فى 6 صفحات، أن بوش اهتم فى المقام الأول، فور سماعه عن الهجمات، بتأمين عائلته وكلبه، فبناءً على معلومات أمنية أوردها سلاح الجو واحد (رمز نداء مستخدم من قبل المراقبة الجوية للطائرة التى تقل الرئيس الأمريكى) لفلايشر عن وجود سيارة مفخخة بمبنى وزارة الخارجية، فضلاً عن تحطم مروحية بالقرب من معسكر كامب ديفيد، ووجود شىء سريع جداً يتجه نحو مزرعة الرئيس فى ولاية تكساس.
ووفقاً للملاحظات وقت الحادث، كان الرئيس الأمريكى فى فصل دراسى بإحدى المدارس بولاية فلوريدا، وفور سماعه الخبر تم تحديد أماكن آمنة لابنتيه "باربرا وجينا"، بعد التأكد من خبر تحطم إحدى الطائرات المختطفة على بعد 50 ميلاً من محيط معسكر كامب ديفيد، كما اطمأن الرئيس الأمريكى على كلبه "بارنى" من نوع سكوتش تيرير.
وأوضحت الملاحظات، أنه تم إعطاء الأوامر بإطلاق النار تجاه أى طائرة مختطفة كانت تتجه نحو أى هدف محتمل، قائلا، "يبدو أننا نواجه حرباً صغيرة هنا، لقد سمعت ما حدث بأمر البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية)، وعقب ذلك اتخذ بوش قراراً برفع درجة التأهب القصوى للقوات الأمريكية عند الحالة رقم 3.
وأظهرت الملاحظات أيضاً أن بوش اتصل بقاعدة القوات الجوية فى ولاية ليزوانا بنائبه آنذاك ديك تشينى قائلا له، "أعتقد أنه من المهم لدى الناس أن ترى الحكومة تقوم بعملها لأن التليفزيون يعرض أن أمتنا تم تفجيرها، الحكومة لم تصب بحالة من الفوضى، بل تعمل بشكل سلس، سننال من هؤلاء الأوغاد."
وأضاف بوش، "لا أتحمل الانتظار لمعرفة من فعل هذا، سيستغرق الأمر وقتا"، وبعدها هاتف كلا من السيناتور الديمقراطى تشاك تشامر، ثم دونالد رامزفيلد وزير الدفاع، قائلا لهما، "إن الأمر قريباً سيؤول إلى البتاجون للرد على هذه الهجمات"، مطالباً بالرجوع إلى البيت الأبيض فى واشنطن.
وأكد بوش أن الإدارة ستبذل كل ما فى وسعها للقبض على منفذى تلك الهجمات، وهاتف عمدة نيويورك وقتها رودى جوليانى والمحافظ جورج باتاكى، وحذر من وقوع أى موجات أخرى من الهجمات.
وخلال عودته إلى واشنطن، اتصل بوش بزوجته لورا ليطمئنها بأنه عاد إليها قائلا، "إذا كنت فى البيت الأبيض، وكانت طائرة ما تقترب نحوه، فالذى أستطيع قوله هو اننى آمل أن أقرأ الإنجيل فى هذا اليوم."