أصدر عبد الآخر حماد، مفتى الجماعة الإسلامية فتوى عن حكم الألعاب الإلكترونية، مؤكدا أنها لا تأخذ حكم التصوير المحرم، فيما تباينت آراء شيوخ بالأزهر الشريف وأساتذة بمجمع البحوث الإسلامية، حول هذه الفتوى، ففى الوقت الذى انتقدها بشدة الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، معتبرا إياها لا تسمن ولا تغنى من جوع، قال الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الألعاب الإلكترونية أو الرسوم المتحركة الموجودة فى الوثائق الإلكترونية لا يمكن بأى حال من الأحوال الحكم بتحريمها جميعا أو أن تكون حلال جميعها، الأمر الذى يؤكد أن يتوافق كلامه بشكل كبير مع الفتوى الصادرة عن مفتى الجماعة الإسلامية.
فتوى عبد الآخر حماد مفتى الجماعة الإسلامية، المنشورة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" جاءت ردًا على سؤال: ما حكم الألعاب الإليكترونية التى تحاكى الواقع من ناحية الشكل والرسوم فتكون فيها العديد من التفاصيل مثل شكل الشخصية وحركة التنفس وتظهر العروق وتفاصيل الوجه والحركة فهل هذه الأمور تعتبر من المضاهاة؟".
وجاءت إجابة "حماد" بقوله: "إذا كانت هذه الألعاب عبارة عن رسوم متحركة فإنها لا تأخذ حكم التصوير المحرم حتى لو كانت تظهر فيها بعض التفاصيل كما تقول، خاصة إذا كان المعنى بها هم الأطفال".
وأضاف "حماد": "لكن المشكلة أن كثيرًا من تلك الألعاب الإلكترونية تحتوى على بعض المعانى المنافية للعقيدة الإسلامية أو فيها مخالفات شرعية مثل تصور حروب بين أهل الأرض وأهل السماء، أو أن يكون فيها تقديس لرموز غير إسلامية كالصليب ونحو ذلك، ثم إنه لا يمكن التحكم فيها بحيث لا تلهى عن الصلوات، وغير ذلك من المحاذير، فإذا خلت من هذه الأشياء المحرمة فلا بأس من ممارستها.. والله أعلم".
وبدوره انتقد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجلس البحوث الإسلامية، الفتوى الصادرة من الشيخ عبد الآخر حماد مفتى الجماعة الإسلامية حول الألعاب الإلكترونية، مؤكدا أنها تشغل بال المواطنين بقضايا لا تسمن ولا تغنى من جوع.
وقال "الجندى" فى تصريحات لـ"انفراد":" هذه الفتوى تدل على أن هناك خللا لدى من تصدر عنهم مثل هذه الفتاوى"،مضيفا:" أنا أقول لهؤلاء الناس الذين تصدر منهم مثل هذه الفتاوى ارحموا الناس ويكفى أن عقل المسلم تجمد".
وتساءل "الجندى" ما المانع من حث الأطفال على اللعب بمثل هذه الألعاب طالما فيها استفادة منها وطالما تساعد الطفل على الابتكار" مضيفا:" مثل هذه الفتاوى تصدر عن أناس لا يفهمون مقاصد الشريعة ويجهلونها".
وتابع:" طالما أن هؤلاء الناس ينتقدون مثل هذه الألعاب، عليهم أن يأتوا لنا بألعاب بديلة، لأن فتواهم الصادرة عن الألعاب الإلكترونية لا ترتقى إلى أن تكون فتوى، ولكنها كلام خطير جدا" مضيفًا:" على هؤلاء ألا يشغلوا بال الناس بقضايا لا تسمن ولا تغنى من جوع وإصدار فتاوى تتسبب فى انتكاسة لعقل المسلم".
ومن جانبه قال الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الألعاب الإلكترونية أو الرسوم المتحركة الموجودة فى الوثائق الإلكترونية لا يمكن بأى حال من الأحوال الحكم بتحريمها جميعا أو أن تكون حلالا جميعها، فكل حالة لها حكمها الخاص بحسب ما تتضمنه من معانى وتعبيرات، وما تشمله من أقوال وأفعال.
وأضاف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، فى تصريحات لـ"انفراد" أنه مما لا شك فيه أن بعض الألعاب والرسوم المتحركة بها معانى منافية للأخلاق والآداب التى دعا إليها الإسلام ولهذا فليست كل هذه البرامج حلالا، متابعا :" الحكم بالحلال أو بالحرام يتبع كل حالة على حدة وفقا لمحتوى ما تتضمنه من قيم يغرسها المطلعون عليها أو المشاركون فيها.
وأشار أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى أنه إذا كانت تتضمن أفعالا منافية للآداب العامة وتعاليم الإسلام فإنه يحرم لعبها ولكن إذا لم تتضمن هذه المعانى فيكون لعبها حلالا.