صلاة العيد أولى طقوس الإحتفال به، خاصة تلك المتعلقة بعيد الأضحي حيث ذكرها الله سبحانه وتعالي في محكم تنزيله حين قال "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبتر" أي قدم الصلاة حتى على الأضحية.
وصلاة العيد يؤديها جميع المسلمين لا فرق بين رئيس وخفير، في السطور القادمة يسلط انفراد الضوء على أول صلاة عيد أداها رؤساء مصر وعدد من الدول العربية.
جمال عبد الناصر
البداية تعود إلى خمسينيات القرن المنصرم، حيث أدى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أول صلاة عيد له بعد توليه حكم مصر في مسجد الحسين بالقاهرة، وهي العادة التي لم يغيرها الرئيس الراحل طيلة حياته، حيث اعتاد بعد الصلاة أن يتوجه عبد الناصر ومرافقوه إلى زيارة ضريح الإمام الحسين، وكانت من عادات الرئيس الراحل أن يتناول تمر قبل ذهابه لصلاة الفجر ومن بعده العيد في مسجد الحسين، ثم يلقي خطبة إلى الشعب بعد ذلك لمعايدتهم وسط المواطنين، وم بعدها يتجه لأسرته للاحتفال معهم ثم يعايد رؤساء الدول الأخرى.
وفي مقطع فيديو نادر للرئيس الراحل جمال عبد الناصر يعود تاريخه إلى عام 1959، ظهر خلال أدائه صلاة العيد في مسجد الحسين بالقاهرة، يرافقه كبار رجال الدولة منهم في مقدمتهم المشير عبد الحكيم عامر، نائب رئيس الجمهورية وقتها، وعبد اللطيف البغدادي، إضافة إلى الرئيس السوري الراحل شكري القواتلي، ورئيس وزراء المغرب ووزير خارجية أندونيسيا.
أنور السادات
أما الرئيس أنور السادات فقد سار على درب سابقه جمال عبد الناصر، حيث أدى أول صلاة عيد له في مسجد الحسين، تحديدًا في الـ 29 من نوفمبر عام 1970، حيث تولى حكم مصر بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقد رافقه خلال هذه الصلاة رئيس الوزراء وشيخ الأزهر وقتها، وحسين الشافعي وعلي صبري، نائبا رئيس الجمهورية، وبعد انتهاء الصلاة ذهب السادات لزيارة ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومن بعدها زار أسرة الرئيس الراحل في منشية البكري، ثم توجه بعد ذلك إلى ضريح والدته في قرية "ميت أبو الكوم" بمحافظة المنوفية حيث كان يقضى إجازة العيد هناك، وكما فعل عبد الناصر، كذلك السادات، حيث لم يغير تلك العادتين من صلاة العيد في الحسين، وزيارة قبري عبد الناصر ووالدته حتى مماته.
هذا وقد أظهر مقطع فيديو السادات وهو يؤدي صلاة عيد الأضحى عام 1979 في إحدى ساحات الصلاة بمدينة العريش، حيث رافقه فيها كبار رجال الدولة، توجهوا بعدها لزيارة قبر الجندي المجهول لوضع أكليل الزهور عليه.
حسني مبارك
أما الرئيس الأسبق حسني مبارك، فلم يغير هو الآخر من نهج وعادات سلفيه، حيث أدى أول صلاة عيد له في مسجد الحسين، وتحديدًا يوم الأربعاء الموافق 21 يوليو من عام 1982، رافقه فيها رئيس الوزراء وقتها، فؤاد محيي الدين، والذي الذي كان يشغل أيضًا منصب الأمين العام للحزب الوطني المنحل، كما كان معه شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق، ومفتي الجمهورية عبد اللطيف حمزة.
أما المرحلة الثانية من حياة مبارك السياسية، فقد قام بتعديل وتغير هذه العادة بعد ذلك بنسبة 180 درجة فبعد أن كان يصلي العيد وسط الفقراء في الحسين، بات يؤديها بمسجد السلام بشرم الشيخ وسط الأغنياء وعليا القوم كما يحلو للبعض أو يقول.
وفي أحد مقاطع الفيديو ظهر الرئيس الأسبق حسني مبارك، مؤدياً لصلاة عيد الأضحى في الجامع الأزهر عام 1984.
أما صلاة العيد الأخيرة في عهد مبارك، فكانت قبل شهرين فقط من اندلاع ثورة 25 يناير 2011، حيث أداها في مسجد الشرطة بمدينة 6 أكتوبر، رافقه حينها رئيس مجلس الشعب المنحل، أحمد فتحي سرور، وزير داخليته اللواء حبيب العادلي، ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف، إضافة إلى المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
المشير طنطاوي
المشير محمد حسين طنطاوي، حيث كان يحكم البلاد، كرئيس للمجلس العسكري الذي حكم البلاد لمدة عام ونصف بعد ثورة يناير 2011، فقد أدى أول صلاة عيد له خلال هذه الحقبة في مسجد القوات المسلحة بالنزهة.
محمد مرسي
الرئيس الأسبق محمد مرسي، كسر القاعدة التي سار عليها كل من عبد الناصر والسادات ومبارك، حيث أدى أول صلاة عيد له بعد توليه السلطة في مسجد عمرو بن العاص، وهو أول مسجد بني في البلاد، حيث قام مرسي بمخاطبة الناس بعد الصلاة داخل المسجد.
عدلي منصور
أما الرئيس المؤقت عدلي منصور فقد أدى أول صلاة عيد له وهو في السلطة بمسجد قيادة القوات الجوية بمصر الجديدة، رافقه خلالا الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقتها، ورئيس الحكومة والدكتور حازم الببلاوي، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم.
عبد الفتاح السيسي
أما الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي فكانت أول صلاة عيد له في مسجد قيادة القوات الجوية، بحضور عدد من كبار رجال الدولة في مقدمتهم المهندس إبراهيم محلب حينذاك، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي.
