أثارت الرسوم الكاريكاتيرية التى نشرتها مجلة "شارلى إبدو" الفرنسية بسخريتها من الطفل السورى إيلان الذى عثر على جثته على شاطئ تركى، جدلا وتنديدا كبيرين على مواقع التواصل الاجتماعى، وأثارت صورة الطفل إيلان موجة من التعاطف حيال محنة اللاجئين الفارين من الحرب والفقر فى الشرق الأوسط.
واشتدت موجة الغضب والتنديد ضد المجلة الأسبوعية على مواقع التواصل الاجتماعى بعد نشرها رسما كاريكاتيريا جسدت فيه الطفل السورى إيلان كردى الذى عثر على جثته على شاطئ تركى العام الماضى وتحوله إلى متحرش جنسى فى الكبر بألمانيا.
ورسم الكاريكاتير اثنين من الذكور يجريان خلف امرأة مذعورة ويقول التعليق على الصورة "ما هو مصير الشاب إيلان لو كان قد كبر.. متحرش فى ألمانيا."
ويذكر أن السلطات الألمانية تلقت أكثر من 600 شكوى بعد اعتداءات جنسية على نساء فى مدينة كولونيا ومدن ألمانية أخرى ليلة رأس السنة، وتم إلقاء اللوم فيها على مهاجرين، الأمر الذى فجر انتقادات لسياسات المستشارة أنجيلا ميركل بشأن اللاجئين.
ودخل ما يربو على مليون مهاجر ألمانيا العام الماضى لتصبح الدولة الأوروبية التى استقبلت أكبر عدد من اللاجئين، لكن هذه المرة قال كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعى إن الكاريكاتير مسىء بينما قال آخرون إن "شارلى إيبدو" تواصل أسلوبها الاستفزازى المعتاد لإثارة النقاش حول المواقف الأوروبية من أزمة المهاجرين.
وتضامنت الملكة رانيا العبد الله مع الطفل إيلان عبر نشر رسم كاريكاتيرى من فكرتها على حسابيها الرسميين على "تويتر" و"فيس بوك"، كتب عليه جملة تم ترجمتها إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية والعربية، تقول "ماذا كان سيصبح إيلان فى المستقبل لو بقى على قيد الحياة؟".
ونفذ الكاريكاتيرى الأردنى أسامة حجاج، رسما كاريكاتيريا يعلن تضامنه مع الطفل إيلان مدونا "كان من الممكن أن يصبح إيلان طبيباً أو معلماً أو أباً حنوناً".
ويذكر أن شارلى إيبدو تعرضت لهجوم من أوساط معتددة فلم تكن الأولى التى يوجه اليها النقد، حيث بدأت الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلى إيبدو" فى ذكراها الأولى على تفجيرها، برسم كاريكاتورى يسىء للذات الإلهية الذى يصور عجوزا ملتحيا مسلحا برشاش كلاشينكوف وثيابه ملوثة بالدماء، وذلك تحت عنوان "بعد مرور عام، المجرم لا يزال طليقا".
كما أصدرت الصحيفة الساخرة 3 ملايين نسخة فى طياتها رسوم مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام التى تستفز بها مشاعر المسلمين حول أنحاء العالم دون مراعاة للمعتقدات الدينية، الأمر الذى أدى إلى هجوم مسلح عليها خلف وراءه عشرات القتلى من العاملين بالجريدة، وتعاطف معهم مؤسسات المجتمع الدولى للإدانة بالحادث.