كشفت مصادر مقربة من تنظيم الإخوان، أن وفودا من قيادات الجماعة، بعضهم يتواجد فى مدينة اسطنبول التركية، توجهت خلال الأيام الماضية إلى العاصمة القطرية الدوحة، للقاء يوسف القرضاوى، رئيس ما يُسَمَّى بـ"الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين" بعدما تشكلت لجنة يترأسها للتحقيق فى الخلافات الداخلية التى نشبت بالجماعة.
وأضافت المصادر لـ"انفراد" أن معظم من التقوا القرضاوى هم من قيادات الإخوان الأعضاء بالاتحاد، وغالبيتهم ينتمون لمجموعة القيادة الجديدة، التى لديها موقف من مجموعة محمود عزت.
وأشارت المصادر إلى أن اللجنة اتفقت على وضع عدد من الشروط تتضمن تقديم تنازلات من جانب كل طرف، وفى حال رفض أى جناح من أجنحة الإخوان المتصارعة هذه الشروط سيقومون بفضح هذا الطرف.
عصام تليمة المدير السابق لمكتب القرضاوى، والقيادى البارز بجماعة الإخوان، أعلن تشكيل الجماعة لجنة داخلية لـ"رأب الصدع" بين مجموعتى الإخوان المتنازعة قبل ذكرى 25 يناير.
وقال تليمة فى بيانٍ له عبر صفحته على "فيس بوك": "يسألنى بعض الأصدقاء عن عدم كتابتى منذ فترة، لقد قررت أن أكف عن الكتابة على صفحتى فيما يتعلق بأزمة الإخوان حتى 25 يناير، ولأترك فرصة لمساعى مشكورة تسعى لرأب الصدع والحل، يقوم بها عالِم مع عدد من القيادات نثق فى رأيهم، على أمل أن ينزل الطرفان على رأيهما، وإلا سنطالب هذه اللجنة بكشف جهودها للجميع، ومن قبل به ومن رفض".
يأتى هذا فى الوقت الذى اعترف فيه أنس حسن، مؤسس شبكة رصد الإخوانية، بشعور الجماعة بحالة انهزامية، موضّحًا أن مجموعة محمود عزت تسعى لتوظيف حالة الفشل لدى الجماعة لتحقيق مصالحها.
وقال حسن فى بيانٍ له عبر صفحته على "فيس بوك": "بعض مقاطيع محمود عزت والعاجز محمود حسين، قاعدين يستغلوا جو الهزيمة، الناس معدومى الرؤية ومعدومى الفكر، بيحاولوا يوظفوا فشلهم فى إنهم يخلقوا نجاح من فراغ".
وأضاف: "الإخوان اتعاركوا مع بعض وسابوا الشارع والناس فقدت الثقة فى قدرتهم على إدارة المشهد وانفضت من حولهم، وحلفاء النظام شعروا إن قدرة الإخوان على العودة تضائلت". كما اعترف حسن بأن الجماعة مارست العمليات النوعية ضد ضباط الجيش المصرى.
بدوره قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إنه من الصعب أن تتقدم جبهة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، بأى تنازلات نظرًا لسيطرة المجموعة على جميع الملفات المهمة داخل الجماعة، وأصبحت هى المسيطرة بشكل فعلى على التنظيم.
وأضاف البشبيشى، أن جماعة الإخوان لن تستطيع حل أزمتها قبل ذكرى 25 يناير، بل ستتفاقم مع اقتراب الذكرى وبعدها، نظرًا لأن التنظيم ليس لديه رؤية على الإطلاق لإدارة الجماعة خلال الفترة المقبلة.