أصدر الأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها وعضو المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية، سلسلة كتيبات يروى فيها تجاربه وأسراره طوال الخمسة وعشرين عامًا الماضية التى قضاها رئيسًا للمجلس الإكليريكى ومسئولًا عن منح تصاريح الطلاق والزواج الثانى للأقباط.
فى مقدمة الكتاب، يؤكد الأنبا بولا أن الكثير من الأقباط يتصورون خطأ أن المسئول عن المجلس الإكليريكى يستطيع أن يحل المشكلة ببساطة، وأن يعطى تصريح للزواج الثانى بالمخالفة لنصوص الكتاب المقدس التى تستند إليها الكنيسة، وهناك مجموعة ثانية تتعجل فى طلب التصريح ربما لتأكدها أنها صاحبة حق بدون تقديم أى دليل ودون أن تعطى المجلس فرصة للوصول إلى الحقيقة
فى كتابه "تصريح فى قفص الاتهام"، يروى الأنبا بولا قصة رجل كان ينتظره فى المجلس الإكليريكى وللوهلة الأولى شعر الأنبا بولا أنه رجل ثرى من خلال ملابسه وساعته الذهبية وما يرتديه من ذهب وماس، واستنتج أيضًا إنه قادم من أمريكا من خلال اختلاط لغته العربية بالأمريكية، وسرد قصة زواجه من أمريكية والتى انتهت بالفشل واقتسمت معه زوجته الثروة بل إنها تعيش فى منزله الفخم مع عشيقها.
ويضيف الأنبا بولا: "بدأت حديثى وطلبت منه أن يقدم دليلا على انحراف زوجته فانفعل كثيرا وطلبت منه أن يعطينى عنوان المنزل الذى تعيش فيه زوجته السابقة مع عشيقها ووعدته إننى سأتصل فى الحال بأقرب كنيسة للتأكد من صحة أقواله، فما كان منه إلا أن انفعل أمام الحضور وعرض عليهم شراء تصريح الزواج بالمال".
ويستطرد الأنبا بولا: "حاولت أمام هذه الإهانة أن أتحكم فى مشاعر الكهنة الذين يخدمون معى بكل نزاهة وطلبت من سكرتير المجلس الاتصال بأحد الكهنة فى أمريكا للسؤال عن زوجة الرجل وتأكدنا أنها تعيش مع عشيقها ومن صدق رواية الزوج فشعرت أن واجبى يقتضى أن أرفع المعاناة عنه رغم ظلمه لنا وعرض المال، وبالفعل حررنا له تصريح زواج لأنه يستحق".
ويستكمل حديثه بالقول:"أرسلنا له تصريح الزواج فى وقت مناسب حيث كان لديه قضية تخص انفصاله عن زوجته السابقة وانفعل على القاضى الأمريكى فوضعه فى قفص الاتهام وهناك تسلم تصريح الزواج الثانى الذى أرسلته الكنيسة فندم على ما فعل مع الآباء الكهنة والخدام فى المجلس الإكليريكى".
وينصح الأنبا بولا المقبلين على الزواج بضرورة التوافق السنى والعمرى والاجتماعى والتوافق العلمى أيضًا، مطالبًا الشاب بالنظر إلى مستوى تعليم من يختارها وإلى نوعية التعليم لأنها تؤثر كثيرًا فى طريقة التفكير، مع البحث عن عائلة يتناسب وضعها مع مستوى عائلته وفى نفس شريحتها الاجتماعية.
الجدير بالذكر، أن الأنبا بولا كان رئيسًا للمجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية بالكنيسة طوال الـ25 سنة الماضية، إلا أن تفاقم الأزمة فى الكنيسة إلى حد تنظيم مظاهرات ضده دفع البابا تواضروس الثانى إلى تقسيم المجلس الإكليريكى إلى ستة مجالس إقليمية أربعة منها فى مصر واثنان فى المهجر وتولى الأنبا بولا مسئولية المجلس الإكليريكى بأستراليا والخليج.