بالرغم من مرور عام ونصف على العثور على جثة الشاب الإيطالى "جوليو ريجينى" مقتولاً بطريق القاهرة إسكندرية الصحراوى،وبالأخص فى الخامس والعشرين من يناير 2016، كان تاريخ الذكرى الخامسة لثورة يناير، ولكن شاءت الأقدار أن يكون هذا التاريخ مواكباً لأحد أعقد الجرائم التي شهدتها مصر مؤخراً وأكثرها غموضاً وتعقيداً وخطراً من حيث العواقب الدبلوماسية، إلا أن "الغموض" حول الحادث وظروفه وملابساته مازال سيد الموقف حتى الآن ويبقى السؤال "من قتل ريجينى؟".
وترصد " انفراد " السطور من جانب ما تم من قصة الباحث الايطالى جوليو ..
الدراسة
"جوليو ريجيني" شاب إيطالي يبلغ من العمر 28 عامًا، يقيم في حي الدقي بمحافظة الجيزة منذ فترة، بصحبة شابين مصريين أحدهما يعمل محاميا، وفتاة إسبانية، كما أنه طالب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ويكمل دراسة الدكتوراة، حيث يتركز بحثه على النقابات العمالية في مصر بعد ثورة 25 يناير، ويتحدث أربع لغات وحاصل على عدة منح دراسية.
اختفاؤه
استطاع الشاب الإيطالي أن يكون له صداقات بالقاهرة، واختفى في يوم 25 يناير 2016، أثناء ذهابه لمقابلة صديق له بمنطقة وسط البلد، ولم يستطيع أصدقاؤه التوصل إليه، وقاموا بعمل محضر بتغيبه.
مقتولًا
وبعد مرور 10 أيام من اختفائة و بالأخص يوم الخميس 3 فبراير الماضى، عثر عدد من المواطنين بمنطقة حازم حسن بمدينة 6 أكتوبر، على جثة هذا الشاب مقتولًا وعاريًا وملقى بالشارع، وعلى الفور قاموا بإبلاغ الشرطة، والتي استدعت أصدقاءه، وتعرف عليه صديقه المصري الذي يعمل محاميًا.
الطب الشرعي
وكشف تقرير الطب الشرعي، وجود آثار تعذيب في الجسد بأكمله تمثلت في سحجات في الجسم من الأسفل نتيجة احتكاك جلد المجنى عليه بجسم خشن، بالإضافة إلى وجود آثار كدمات متعرجة في الوجه والصدر نتيجة تجمع دموى تحت الجلد أحمر اللون، ما يؤكد أن جثة المتوفى حديثة ليست متخشبة من عوامل الجو، حيث لم يمر عليها أكثر من ثلاثة أيام.
وأضافت التحقيقات، أنه تبين أيضاَ من معاينة الجثة وجود قطع وجروح في الأنف والأذن اليسرى باستخدام آلة حادة قد تكون "موس" أو "سكين" أو ماشابه ذلك من آلات، عمقه أقل من طوله، فضلاَ عن وجود آثار دماء حول الجثة، ما يؤكد نزيفه من جراء تلك الإصابات، دون وجود أياَ من الجروح الطعنية التي تحدثها الآلات الحادة، كما أنه لم يتم العثور على أية متعلقات شخصية أو أوراق بحوزته، تساعد في التعرف على هويته.
5 روايات مصرية لمقتل ريجيني لم تصدقها إيطاليا
اعلنت الحكومة المصرية، عن 5 روايات حول مقتل الشاب الإيطالي ريجيني وهي:
الرواية الأولى لمقتل ريجيني، هي تعرضه لحادث سير، وهو التصريح الذي نشر فى أحد الصحف المصرية، لمدير مباحث الجيزة اللواء خالد شلبي، قبل أن يجدوا آثار تعذيب في جسده، ليقال إنها نتيجة شذوذه الجنسي، وهي الرواية الثانية التي نفاها أصدقاؤه، ليثار رواية ثالثة حول أن تنظيم الدولة الإسلامية اختطفه وعذبه وقتله، إلا أن هذه الرواية كانت حلقة ضعيفة للغاية.
أما الرواية الرابعة والتي ثبت عدم صحتها، فهي مشاجرته مع أحد الأشخاص، ما أدى لقتله، بينما تعتبر الرواية الخامسة هي الأكثر تأكيدًا من السلطات المصرية، وهي أن ريجيني تعرض للخطف والإبتزاز من أجل سرقته، ومن ثم قتله.
من قتل ريجيني؟!
ويبقى السؤال هو من قتل الباحث الإيطالى جوليو رجينى ، كل هذه الروايات رفضتها السلطات الإيطالية وكذبتها جملة وتفصيلاً، والغريب أن العديد من الصحف الإيطالية تخرج من وقت لأخر زاعمة أنها تشير أدلتهم وربما ما يملكون من مستندات، أن الأجهزة الأمنية المصرية متورطة فى مقتل ريجيني.
النائب العام
وعقب اجتماع وفد النيابة العامة المصرية برئاسة المستشار نبيل صادق النائب العام المصرى، مع وفد النيابة العامة الإيطالية برئاسة الدكتور "جوسيبى بنياتونى" نائب عام روما، على مدى يومين فى لقاء سبق تحديده للوقوف على آخر مستجدات التحقيق الجنائى الذى تجريه النيابة العامة المصرية فى واقعة اختطاف وتعذيب ومقتل الطالب الإيطالى "جوليو ريجينى" .
وأشار النائب العام المصرى إلى وجود معلومات تفيد قيام رئيس النقابة المستقلة للباعة الجائلين بإبلاغ شرطة القاهرة فى 7 يناير 2016 بمعلومات خاصة بالطالب الإيطالى أجرت بعدها الشرطة تحريات حول انشطته استمرت لمدة 3 أيام، وأسفرت عن أن تلك الأنشطة ليست محل اهتمام للأمن القومى وبناء عليه أوقفت تحرياتها.
وبالنسبة للتحقيقات فى وقائع 24 مارس 2016، والمتعلقة بالعثور على أوراق خاصة بالطالب الإيطالى جوليو ريجينى فى منزل أحد أقارب أفراد عصابة إجرامية، والتى تبين من التحقيقات أن هناك شكوك ضعيفة فى شأن ارتباط أفراد العصابة - الذين قتلوا فى مواجهة مع الشرطة- بواقعة خطف وقتل ريجينى، وأن النيابة العامة المصرية ستواصل التحقيقات، للتأكد من أى علاقة محتملة بين أفراد العصابة والمسئولين عن خطف وقتل المجنى عليه، ووعد النائب العام المصرى باستمرار التحقيقات فى جميع المسارات حتى التوصل إلى الجناة والقبض عليهم.