"الختان ليست مأساة تواجه الإناث وهن فى مرحلة الطفولة فقط بل تكبر معهن تلك المشكلة، وتهدد استقرار حياتهن الزوجية، إما باتهام المرأة بالبرود حال ارتكاب أهلها تلك الجريمة فى حقها أو اتهامها بالانحراف إذا لم تختتن، وهذا ما أثبتته "إ.ص" من محافظة الجيزة إلى محكمة الأسرة بإمبابة، تطلب الطلاق للضرر من "ع.ش"، بعد زواجه منها منذ سنة و9 شهور، لإجبارها على إجراء الختان بعد الزواج، لأنه دائم السفر ويتركها بمفردها، لا سيما بعد خلافات نشبت بينهما وتهديده بتطليقها، وسببت العملية لها بعض المضاعفات فقدت على إثرها الرحم.
انفراد يرصد بعض الأرقام عن المأساة التى تتعرض لها السيدات بسبب جريمة الختان...
أرقام
احتل ختان الإناث نسبة 92% من السيدات اللاتى سبق لهن الزواج،
فيما تشكل نسبة سيدة واحدة من بين كل 10 نساء يلجأن إلى محاكم الأسرة بسبب غضب ومعاقبة زوجها لها لأنها مختنة.
وبلغت حالات الطلاق والخلع لعام 2014 بسبب هذه الختان 14 ألف حالة على مستوى الجمهورية، فيما تم نظر 9 آلاف دعوى أمام نفس المحاكم خلال عام 2015 بعد معاناة الزوجات بسبب الختان وسوء حياتهن الزوجية .
داية: "دا عفة للبنت ومايبقاش شكلها وحش قدام جوزها".
وعن شهادة إحدى الدايات التى ترتكب تلك الجريمة فى حق السيدات المتزوجات قالت"ا.خ": الستات بعد الزواج يلجأن للختان بسبب اتهام أزواجهن بأنهم لا يستطيعون تلبية احتياجاتهن ويخشون من انحرافهن ولا يوجد حل لديهم إلا الموافقة وإلا التهديد بالطلاق، ودافعت قائلة: دا عفة للبنت والخوف من الفتن اللى فى الدنيا ومايبقاش شكلها وحش قدام جوزها».
وذكرت الداية واقعة صادفتها خلال عملها: إحدى السيدات طُلقت من زوجها بسبب عدم ختانها مما اضطرها كى تعود إليه كونها أمًا لثلاثة أولاد أن تجرى الختان.
حقوقيات: الأزواج يتهمون السيدات المختنات بالبرود وغير المختنات بالانحراف والست فى مجتمعنا مغلوبة على أمرها
ومن جهتها تقول "فريدة.صابر" ناشطة حقوقية إن الختان مأساة حقيقة تتعرض لها الإناث منذ طفولتهن حتى زواجهن.. للأسف مجتمعنا ذكورى والست فيه بتبقى مغلوبة على أمرها، وتواجه تعنت زوجها ولا تعرف كيف ترضيه فى كلتا الحالتين إذا ختنت أو نجت من تلك الجريمة .
وتابعت: لا يوجد إنسان فى الدنيا لديه الحق أن يحرم أنثى من حقها فى الحياة، والشعور الذى أحله الله لها تحت إطار شرعى، دون أى مخالفة للدين أو الأخلاق، لذا نطلب من كل عاقل تحكيم ضميره والبعد عن تلك العادة المستوطنة فى قرى مصر وأحيائها.