لم تنج الأحذية المدرسية من ارتفاع الأسعار عن العام الماضى بمعدل 30% بحسب تصريحات غرفة المصنوعات الجلدية، و هو ما دفع "انفراد" لإجراء جولة ميدانية على عدد من الأماكن التى تقوم بتصنيع تلك الأحذية شملت البساتين والعتبة وباب الشعرية لتتبع المراحل التى تمر بها الأسعار بداية من التصنيع مرورا بتاجر الجملة والتجزئة وصولا الى يد المستهلك.
أحذية الجلد الطبيعى من 70 إلى 200 جنيه
مساحة كبيرة من الأرض تنتشر بها عدد من المحلات الصغيرة التى تعرض عشرات من الأحذية مختلفة الأنواع، هنا فى البساتين وتحديدا خلف المجزر الآلى يمكن مشاهدة العديد من الأحذية المصنوعة بالكامل من الجلد الطبيعى والتى لا يمكن رؤيتها سوى فى المحلات ذائعة الصيت و التى يتعدى سعرها مئات الجنيهات تباع بنصف ثمنها فقط، بحيث يبدأ سعرها من 70 وينتهى عند 200 جنيها فقط.
داخل ذلك السوق يتم تصنيف الأحذية بحسب المقاس والنوع بحيث يتم فصل أحذية الرجال، والسيدات، والأطفال، كما يخصص جزء منفصل لكل منهم بهدف التيسير على المشتريين.
أمام الجزء الخاص بالأطفال وقف العديد من الأهالى لشراء الأحذية التى تناسب المدرسة والتى تبدأ اسعارها من 70 جنيها.
أحمد حسن محاسب فى احد الشركات الخاصة حضر بصحبة أطفاله الثلاثةالذين يلتحقون بالمرحلة الإبتدائية، قال اعتدنا على الحضور الى البساتين لشراء الأحذية فى المناسبات المختلفة وذلك بسبب جودتها وانخفاض ثمنها مؤكدا أن الحذاء الذى يتم بيعه بـ 70 جنيها داخل سوق البساتين يتم بيعه فى الخارج بضعف ذلك المبلغ وبجودة أقل.
وعلى بعد عدة أمتار وقف الحاج حسن محمد الذى قدم من المرج خصيصا لشراء أحذية الدراسة لأحفاده من ذلك المكان بناء على نصيحة أحد أصدقائه، قائلا أحرص على شراء أحذية المدارس بنفسى بسبب التأكد من جودتها حتى تستطيع تحمل الاستخدام المدرسى وأثناء استعدادى للقيام بالجولة السنوية لشراء تلك الملابس نصحنى أحد اصدقائى بالتوجه الى منطقة البساتين خلف المجزر الآلى لشراء الأحذية التى تتفوق على مثيلتها فى الخارج وبنصف الثمن وهو ما وجدته بالفعل.
وقالت احدى العاملات فى محل لبيع الأحذية – طلبت عدم ذكر اسمها - إن ذلك المكان كان يتبع الشركة المصرية لصناعة الجلود التى تم تخصيصها وبيعها لعدد من المستثمرين، وهو القرار الذى وصفته بالخسارة الكبيرة حيث ان الشركة كانت تقوم بإنتاج العديد من المنتجات الجيدة التى كانت تتفوق على المنتج الأجنبى سواء من حيث الخامة او السعر، مضيفة لكن لسبب غير معلوم وبعد ذلك تم تقسميها على مجموعة من التجار الذين قاموا بالعمل تحت ذلك المسمى مستغليين السمعة الجيدة له.
مشيرة الى أن عدد من تجار الجملة يقومون بالحضور وشراء كميات ضخمة من المنتجات الجلدية المختلفة من أحذية وغيرها لبيعها فى محلاتهم بأسعار مضاعفة.
الكوتشى فى باب الشعرية بــ50 جنيه
ومن حى البساتين الى باب الشعرية التى تشتهر بوجود العديد من ورش صناعة المنتجات الجلدية وعلى رأسها الأحذية، ففى درب" الركراكى" الذى يعتبر أكبر تجمع لتلك الورش، يؤكد القائمون عليها أن لكل ورشة عمل محدد تقوم به وتتميز به لذلك يتم تقسيم الورش بحسب الصنف والمرحلة العمرية فهناك من الورش من تختص بصناعة الأحذية الرجالى وهناك من يقوم بصناعة الحريمى وهناك من يقوم بتصنيع الأطفالى.
فيما يقول صاحب إحدى الورش أنه مع بداية العام الدراسى تتجه أغلب الورش إلى صناعة الحذاء المدرسى ، وأضاف : إن ظهور الحذاء الرياضى وخاصة الصينى الذى يتميز بشكله الجذاب ورخص ثمنه مقارنة بالصناعة المصرية هو ما تسبب فى خسائر هائلة لهذه الورش مما اضطر العديد منها الى هجر صناعة الحذاء المدرسى والاتجاه الى صناعة الحذاء الرياضى بسبب قلة تكلفته بجانب تفضيل الأهالى والأطفال له عن الحذاء التقليدى بحيث لا يتجاوز سعره 50 جنيها فقط.
وعن سبب ارتفاع أسعاره بداخل المحلات والتى تصل الى الضعف أوضح أن السبب فى ذلك يرجع إلى تعدد المراحل التى يمر بها الحذاء حتى يصل الى سعر المستهلك،موضحا أن الحذاء يخرج من المصنع بسعر 50 جنيها الى تاجر الجملة الذى يقوم بوضع 20 جنيها على " الدستة " التى تتكون من 10 أحذية بمعدل 2 جنيه على الحذاء الواحد ليتم تسليمها الى تاجر التجزئة الذى يقوم بدوره بوضع 200 جنيها على "الدستة "بمعدل 20 جنيها اضافية على الحذاء الواحد ليصل فى النهاية الى المستلك بسعر يتراوح من 80 الى 90 جنيها ،مؤكدا ان ذلك الأمر منطقى ولا يدخل فى باب استغلال المستهلك خاصة فى ظل الالتزامات المطلوب من التاجر الوفاء بها من إيجار وعمالة وتأمينات وضرائب وغيرها.