هوه مين بياخد القرار فى الحكومة ..وازاى.؟.. هذا السؤال الذى فاجأنى به أحد جيرانى ونحن نتناقش فى أزمة القمح الاخيرة و" الحرب التجارية " الجديدة من القوتين العظميين على مصر .. فواشنطن تصدر من جانب تقرير عن عدم صلاحية بعض الصادرات المصرية من المنتجات الزراعية، وموسكو تلمح بوقف صادرات الفواكه وبعض المحاصيل الزراعية المصرية وخسارة أكثر من 400 مليون دولار والسبب قرار اتخذه بشكل مفاجئ وزير الزراعة لوقف استيراد أى كميات من القمح تحتوى على نسبة من فطر الأرجوت والتي تستورد بها مصر القمح بنسبة 0.5%.
المشكلة هنا أن الوزير لم يوضح حيثيات القرار وكيفية اتخاذه وهل راجع فيه أحد ودرس نتائجه وتوابعه مع مجموعة خبراء متخصصة وهل راجع فيه رئيس الوزراء، فالقرار لم يستثنى حتى الشحنات التى تعاقدت عليها مصر قبل القرار للسماح بدخولها رغم أن هناك تعاقدات والتزامات مع الدول المصدرة مثل روسيا ورومانيا حسب مناقصات هيئة السلع التموينية.
يعنى الأستاذ المسئول الذى اتخذ قرار وقف استيراد شحنات القمح يبدو أنه "مش ضليع" فى شئون الاتفاقيات الدولية والمحاكم الدولية وربما يكون "جاهلا" من الأساس، لأنه قراره "لبسنا" فى أزمة كبرى.. فرومانيا هددت باللجوء للتحكيم التجارى الدولى ومقاضاة الحكومة المصرية والمطالبة بتعويضات كبيرة نتيجة عدم الالتزام بالتعاقد في توريد كميات القمح المتفق عليها .. طبعا بالإضافة الى روسيا وأميركا..!
أعود الى الجار العزيز وأعيد طرح سؤاله بطريقة أخرى وهو هل درس وزير الزراعة القرار جيدا قبل اتخاذه مع الجهات المعنية ؟ وهل كان يدرى برد الفعل الروسى والأمريكى العنيف ؟ وهل كان السيد رئيس الوزراء على علم بالقرار قبل اتخاذه ؟
هذه هى نوعية وشكل الإدارة فى أزمات حساسة ودقيقة تتعلق بمحصول استراتيجى تستورد منه مصر حوالى 9 ملايين طن، وهذا ما حذرنا منه فى السابق وطالبنا بتفادي هذه الطريقة فى إدارة الأزمات واتخاذ القرارات.. فما الحال إذا كان الأمر يتعلق برغيف الخبز..!!
النتيجة ارتباك وتراجع فى القرار ومحاولة اصلاح ما أفسده "المسئول".. وهذا ما تحاول الحكومة تداركه باجتماعات عاجلة والإعلان عن مناقصة عالمية لاستيراد القمح.
يا سادة يا مسئولين يا سيادة رئيس الحكومة.. هو مين بياخد القرار.. وإزاى.. ؟