عادت الاشتباكات من جديد تطغى على المشهد السورى، وذلك بعد أن انقضت الليلة الماضية وقف لإطلاق النار الذى أعلنه الجيش السورى واستمر سبعة أيام دون إعلان لتمديده،وتبادل مقاتلو المعارضة والحكومة الاتهامات بانتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار الذى دخل حيز التنفيذ مساء الاثنين الماضى، كما أعربت الأمم المتحدة عن خيبتها إزاء فشل تطبيق البند الثانى من الاتفاق الذى ينص على إدخال مساعدات للمناطق المحاصرة.
وقال مسئول للمساعدات بالأمم المتحدة اليوم، الاثنين إن قافلة مساعدات مكونة من 20 شاحنة وتحمل إمدادات كافية لعشرات الآلاف فى شرق حلب ما زالت عالقة فى تركيا وذلك بعد ساعات من انقضاء وقف لإطلاق النار فى سوريا دام سبعة أيام.
وذكرت المنظمة الدولية أنها لم تحصل على التصاريح اللازمة وضمانات السلامة من الحكومة السورية حتى تمضى قدما فى توصيل المساعدات إلى حلب ومناطق أخرى يصعب الوصول إليها. والمساعدات عالقة على الحدود منذ أسبوع.
وقال ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية فى بيان "أشعر بالألم وخيبة الأمل لأن قافلة تابعة للأمم المتحدة لم تعبر حتى الآن من تركيا إلى سوريا ولم تصل بسلام إلى شرق حلب".
وأضاف أن ما يصل إلى 275 ألف شخصا ما زالوا محاصرين فى هذه المنطقة من المدينة السورية دون غذاء أو ماء أو مأوى ملائم أو رعاية طبية.
وأشار إلى أن القافلة كانت ستصبح الأولى ضمن قافلتين تحملان الطحين (الدقيق) والإمدادات الغذائية الأخرى بما يكفى لنحو 185 ألف شخص لمدة شهر.
ويتوقف توصيل المساعدات الإنسانية إلى حلب على السيطرة على الطريق الرئيسى إلى المنطقة المحاصرة الخاضعة لمقاتلى المعارضة فى حلب المقسمة بين الحكومة ومقاتلى المعارضة الذين يحاربون للإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد منذ أكثر من خمس سنوات.
ويجب أن يصبح الطريق منطقة منزوعة السلاح حتى يتسنى نقل المساعدات. وقالت روسيا إن الجيش السورى بدأ الانسحاب من الطريق لكن جماعات المعارضة المسلحة فى حلب قالت إنها لم تشهد مثل هذه الخطوة ولن تنسحب من مواقعها على الطريق إلى أن يحدث ذلك.
وقال أوبراين "أتمنى أن تنظر كل أطراف الصراع ومن يملكون نفوذا عليها إلى القافلة على أنها فرصة للمضى قدما... يجب أن تبقى المساعدات الإنسانية حيادية وغير منحازة وبعيدة عن الأجندات السياسية والعسكرية".
كما أكد مسئول فى المعارضة السورية لسكاى نيوز فشل الهدنة فى سوريا، خاصة بعد تجدد القصف الجوى والاشتباكات على جبهات عدة، أبرزها الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالى.
وقال مسئول فى المعارضة قوله إن "الهدنة عمليا فشلت وانتهت"، بعد أن أكد على استحالة وصول المساعدات لشرق حلب المحاصر من القوات السورية.
تركيا تواصل قصف شمال سوريا
وأعلن الجيش التركى اليوم الاثنين أن طائرات تابعة له قصفت أهدافا تابعة لتنظيم داعش شمالى سوريا.وأوضح الجيش التركى فى بيان لها أوردته قناة (الحرة) الأمريكية اليوم، أن الطائرات الحربية شنت غارات على ثلاثة أهداف كان يستخدمها التنظيم كمخزن للذخيرة ومقر عسكرى.
وكانت رئاسة الأركان العامة التركية أكدت أن قواتها قصفت أمس الأحد، 37 هدفا لتنظيم داعش الإرهابى، بـ 142 قذيفة مدفعية فضلا عن تدمير عدد من الأهداف الأخرى فى غارات جوية لمقاتلات تركية وأخرى تابعة للتحالف الدولى، جرت فى الريف الشمالى الشرقى لمدينة حلب السورية.
وفى الجبهة السورية استؤنفت الاشتباكات فى محاور مختلفة، وخاصة فى محافظة حلب، حيث استهدف الحزب الإسلامى التركستانى (الايغور) بالصواريخ وقذائف الهاون نقاطا للجيش السورى على جبهة ريف حلب الجنوبى، وفقا لروسيا اليوم.
وجرت اشتباكات عنيفة بين داعش والمجموعات المسلحة المدعومة أمريكيا على محور بلدتى جكة وتلغار فى ريف حلب الشمالى، كما قتل أحد مسئولى الفرقة 13 التابعة للجيش الحر ويدعى عبد الكريم عليطو مع أكثر من 35 آخرين خلال اشتباكات مع داعش بريف حلب الشمالى.
وعلى المحاور التى لم تدخل فى إطار الهدنة قصف الطيران السورى والروسى مواقع مسلحى داعش فى قرى البغيلية، الحسينية، حويجة كاطع، والجنينة شمال غرب مدينة ديرالزور، وحطلة فى ريفها الشرقى.
الطيران السورى والروسى يستهدف داعش
كما استهدف سلاح الجو السورى والروسى حافلات نفط لداعش على طريق دوار الـ 7كم شمال شرق مدينة دير الزور، واستهدف كذلك تجمعات وتحركات المسلحين فى جبل ثرده ومحيط اللواء 137 ومحيط البانوراما جنوب غربى مدينة دير الزور ومواقع للتنظيم فى أحياء "الكنامات" و"خسارات" و"الحويقة" فى مدينة دير الزور، ودمر الطيران مستودعى ذخيرة فى حى الحميدية فى المدينة ومستودعا آخر فى "حويجة المريعية" جنوب شرق المدينة.
وقريبا من دمشق تجرى اشتباكات عنيفة بين الجيش السورى والمجموعات المسلحة التابعة لجبهة النصرة وفيلق الرحمن على محور كراش فى جوبر، تسمع أصواتها فى الأحياء الشرقية للعاصمة.