بعثة نيويورك :يوسف أيوب - محمد الجالى - عمر الأيوبي - أسماء مصطفى - رامى ناجى - إيمان حنا -تصوير : عصام الشامى
الرئيس السيسى: مصر تتطور بشكل كبير رغم ما تواجهه من تحديات
الإرهاب حرم مصر من موارد كبيرة كانت تساهم فى دعم الاقتصاد
مصر حاسمة فى تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط
البرلمان أقر قانون بناء دور العبادة الموحد بعد تعطله 150 عاما
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر تتطور بشكل كبير على الرغم مما تواجهه من تحديات، منوها بأنه تم تحقيق الكثير فى العديد من المجالات على مدى السنوات الأخيرة.
وأعرب الرئيس السيسى - فى مقابلة مع تشارلى روز بمحطة "بي.بي.إس" الأمريكية - عن أمله فى أن تستعيد مصر مكانتها الصحيحة وتحقق التنمية والرخاء لجميع المصريين، موضحا أن مصر بلد كبير يبلغ تعداد سكانه 90 مليونا يرغبون فى أن يعيشوا فى أمن وسلام، لافتا إلى التزام مصر بنظام القانون والتعامل مع كافة القضايا فى إطار قانونى.
وقال الرئيس السيسى "يجب تحقيق التوازن بين الأمن والاستقرار، خاصة فى منطقة تعج بالاضطرابات والأمور الأخرى، مشيرا إلى ما شهدته الولايات المتحدة خلال اليومين الماضيين وتأثير ذلك على استقرار وأمن المجتمع الأمريكي، مبينا أنه بغض النظر عن مرتكب الهجمات التى وقعت فى الولايات المتحدة، كان هناك تأثير سيئ لهذه الهجمات، وكذلك تبعات تحملتها قوات الأمن المسئولة عن حماية أمن المواطنين فى الولايات المتحدة كما يحدث فى أى مكان آخر فى العالم".
وأضاف "أن الاٍرهاب يمثل أخطر تهديد لا يواجه مصر فقط بل المنطقة والعالم بأسره، مؤكدا ضرورة تبنى استراتيجية شاملة لمواجهة الاٍرهاب لا تعتمد فقط على الجانب الأمني، ولكن تشمل مختلف النواحى بما فى ذلك الأمن والاقتصاد والثقافة والعلوم وتصحيح الخطاب الدينى".
وأشار الرئيس إلى أن الوضع فى سيناء تحسن بصورة كبيرة مقارنة بما كان عليه فى السابق، موضحا أن الهجمات الإرهابية لا تتعدى حاليا نسبة واحد او اثنين فى المائة مما كانت عليه فى سيناء.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى "إن الشعب المصرى أراد التغيير فى 25 يناير 2011، بينما قرر فى 30 يونيو 2013 تصحيح إرادته، مشيرا إلى أن مصر لديها الآن دستور لا يسمح ببقاء الرئيس بعد انتهاء فترة ولايته ولو ليوم واحد".
وأضاف: "أنه سيتم إجراء انتخابات رئاسية بحلول منتصف عام 2018، حيث سيتم انتخاب رئيس جديد أو يعاد انتخابه وفقا لإرادة الشعب، وهو ما وصفه بأنه تغيير كبير فى الساحة السياسية فى مصر".
وفيما يتعلق بمحاولات البعض استغلال الإسلام، قال الرئيس السيسي: "هناك سياق دينى معين يعتنقه البعض يسعى إلى تجنيد عناصر تقوم بارتكاب أعمال عنف وإرهاب وقتل، مشيرا إلى أن انتشار السلاح مع هؤلاء الذين يعتنقون هذا الفكر أدى إلى تدمير دول، وهو ما تعانى منه المنطقة فى دول مثل (سوريا وليبيا والصومال وأفغانستان)، مؤكدا أن هناك حاجة لتكاتف كافة الجهود لمواجهة فكرة التطرف بصفة عامة وليس جماعة بعينها".
وردا على سؤال حول الجهود التى يبذلها التحالف الدولى لمواجهة الاٍرهاب، قال الرئيس السيسى "هناك حاجة لجهود مشتركة وإرادة قوية من جانب الجميع، وتخصيص الموارد اللازمة للتصدى للإرهاب بصورة حاسمة".
وشدد على أن مصر تعتبر عنصرا حاسما فى تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط، مؤكدا أن زعزعة الاستقرار فى مصر سيعنى تهديدا حقيقيا للمنطقة وأوروبا والعالم بأسره.
وردا على سؤال حول وضع الاقتصاد المصرى، قال الرئيس عبد الفتاح السيسى: "إن الإرهاب حرم مصر من موارد كبيرة كانت تساهم فى دعم الاقتصاد، موضحا أن العناصر الإرهابية تحاول زعزعة الاستقرار بهدف إضعاف الاقتصاد، وهو فى النهاية يؤثر على المواطن وعلى استقرار البلاد".
وأضاف أن مصر تواجه حربا شرسة ضد الاٍرهاب لأكثر من ثلاث سنوات وتعمل على توفير الأمن على طول حدودها مع ليبيا، والتى تصل إلى أكثر من ألف كيلومتر، وكذلك على طول حدودها الجنوبية، وهو ما يحتاج إلى بذل جهود ضخمة وإلى موارد كبيرة". وفيما يتعلق بأهمية البرنامج التمويلى الذى سيقدمه صندوق النقد الدولى لمصر، قال الرئيس السيسى "إنه سيعطى مصداقية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تتبناه الحكومة".
وبشأن مشكلة البطالة، أشار الرئيس السيسى إلى أن نسبة الزيادة السكانية فى مصر تصل إلى 2.5% سنويا أى ما يصل إلى 2.6 مليون نسمة سنويا، فى حين يدخل أكثر من 600 ألف شاب إلى سوق العمل كل عام، وهو ما يعنى ضرورة توفير وظائف عمل، موضحا أن الجهود الرامية للتغلب على البطالة فى مصر بصورة كاملة ستستغرق وقتا.
وشدد الرئيس السيسى على حرص الحكومة المصرية على زيادة النمو الاقتصادى، وكذلك حل مشكلة النقد الأجنبى بحلول نهاية العام الحالى.
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى المقابلة مع شبكة "بى. بى. إس" الأمريكية، على أنه لا يوجد تمييز دينى فى مصر، مؤكدا أن جميع المصريين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، حيث لا يتم تعريف أحد فى مصر على أساس ديانته، مشيرا إلى أن القانون الموحد لبناء دور العبادة، الذى أقره البرلمان، وهو القانون الذى ظل معطلا لأكثر من 150 عاما.
وقال الرئيس السيسى "إن ما حدث ضد الأقباط كان من جانب الفصيل المتطرف المسئول عن تدمير الكنائس قبل 30 يونيو 2013، ولكن بعد 30 يونيو بدأ اصلاح كافة الكنائس، وهو ما ينتهى بحلول نهاية العام الحالى، لافتا إلى أن هناك حاجة لزيادة الوعى المجتمعى بالمساواة بين جميع المصريين وعدم تمييز أحد واحترام الآخر".
وفيما يتعلق بالجهود الرامية لتحقيق حل الدوليتين بين فلسطين وإسرائيل، قال الرئيس السيسى "إنه دائما يخاطب ليس فقط رئيس الوزراء الإسرائيلى ولكن الرأى العام فى إسرائيل أيضا، لأن السلام يستطيع أن يغير وجه المنطقة، مؤكدا أن إقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل يمكن أن يسمح للمنطقة بأن تتمتع بالأمن والاستقرار".
وأضاف "أن هناك فرقا كبيرا بين إقناع المواطنين بأهمية السلام وفرض حل من خلال ممارسة ضغوط، الأمر الذى لن يكون فاعلا مثل خلق قناعة بضرورة تحقيق السلام، مشيرا إلى أن لا يجب إغفال أن القضية الفلسطينية كانت أحد الأسباب الأساسية لظهور الاٍرهاب، موضحا أنه إذا تم ايجاد سبيل لتحقيق تسوية للقضية الفلسطينية، سيكون هذا بمثابة وسيلة يمكن أن تضمن الاستقرار وانفتاح العلاقات بين إسرائيل والدول العربية".
وبالسؤال عما إذا كان قد حدث تحسن فى العلاقات المصرية- التركية، قال الرئيس السيسى "حتى الآن لم يحدث.. مؤكدا أن المنطقة تشهد ما يكفى من صراعات، وتحاول مصر إعطاء الوقت والفرصة للآخرين لتفهم ظروف المنطقة والظروف الجارية فى مصر". وحول علاقات مصر وروسيا، قال الرئيس السيسى "إن مصر طرحت مناقصة لبناء محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة النووية وتقدمت العديد من الدول بعروض وكان العرض الروسى هو الأفضل"