يبدو أن مؤتمر اليورومنى سوف يصبح لعنة تطارد وزراء مصر الذين لا يتعلمون من دروس الماضى .. فى المؤتمر ذاته فى العام الماضى أطلق وزير الاستثمار السابق أشرف سليمان تصريحا أدى الى ارباك سوق الصرف فى مصر وارتفاع سعر الدولار فى السوق السوداء بشكل وأحجم غالبية المتعاملين في سوق الصرف عن بيع الدولار ترقبا لخفض الجنيه المصري بعد تصريحات أشرف سلمان خلال المؤتمر بأن "خفض العملة المحلية لم يعد اختيارا".
تصريحات الوزير فى هذا الوقت من العام الماضى أدت إلى تنامى الطلب على العملة الصعبة من جانب المضاربين، فيما أحجمت غالبية شركات الصرافة عن بيع الدولار ، ووصف مصرفيون التصريحات بأنها "كارثية"، بعدما ترتب عليها من بلبلة في سوق الصرف علاوة على إحجام المستثمرين الأجانب لحين خفض العملة المحلية.
الوزير ليس من سلطته أو اختصاصه الحديث فى السياسة النقدية، والبنك المركزى هو الجهة الوحيدة المنوط بها خفض العملة على أن يتم ذلك دون إعلان مسبق. واعتبر خبراء أن ما فعله وزير الاستثمار غلطة لا تغتفر.
وزير الصناعة والتجارة طارق قابيل أعاد نفس الغلطة فى كلمته أمام احدى جلسات مؤتمر اليورومنى بالقول بأن التعويم الحر للجنيه سيحدث على المدى الطويل وأنه قادم لا محالة وأن من المشكلات التى تواجهها مصر هى السعر الرسمى للدولار والسعر غير الرسمى ، ورأى أن التخفيض سيساعد على حلها.
وعقب تريحات الوزير اشتعل سوق الصرف المواز وارتفع السعر الى ما يقرب من 13 جنيها وسط ارتباك جديد لسوق الصرف وهو ما اعتبره مراقبون اقتصاديون تدخلا جديدا فى سلطات محافظ البنك المركزى صاحب السلطة الوحيدة فى رسم السياسات النقدية.
ويبدو أن سوق الصرف المحلى مهيأ للدخول فى أزمة جديدة بعد تصريحات وزير الصناعة والتجارة طارق قابيل التى قد تعتبر " غير مسئولة" لأنها تصدر من غير ذى صفة وليس صاحب سلطة فى اقرار السياسة النقدية، خاصة ان محافظ البنك المركزى طارق عامر بدا متحفظا فى الفترة الأخيرة فى تصريحاته بعد فترة صعبة من تصريحات متكررة تسببت فى ارباك سوق النقد الأجنبى.
بعض الخبراء حذروا بعد تصريحات وزير الصناعة عن تعويم الجنيه، من تكرار أزمة تصريحات سلمان التى تضرر منها الاقتصاد المصرى تضررا كبيرا فى العام الماضى بحيث يدفع من لديه عملات أجنبية الامتناع عن بيعها انتظارًا للحصول على مقابل أكبر، وكل مستورد يحتاج إلى نقد أجنبى سيهرول إلى الشراء اليوم قبل أن يرتفع السعر غدًا، و كل مضارب يرغب فى تحقيق ربح سريع سيتدافع لشراء النقد الأجنبى اليوم أملا فى بيعه بسعر أعلى غدا أو بعد غد..
فهل هى لعنة اليورومنى التى اطاحت بوزير الاستثمار السابق وتطارد وزير الصناعة والتجارة الحالى..؟