توالت ردود الأفعال الإيرانية على قرار المجتمع الدولى رفع العقوبات عن طهران مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ مساء أمس، حيث رحبت الحوزة الشيعية فى مدينة قم الإيرانية باعلان الغرب رفع العقوبات عن طهران وأعتبر رجال الدين الشيعة أنه فصلا جديدا فى تاريخ إيران واقتصادها، وقال محافظ مدينة كرمان آية الله قربانى و"إمام جمعة" المحافظة "اليوم بإرادة الشعب بدء فصل جديد فى المجال السياسى والاقتصادى، مثنيا على حكومة روحانى والتى وصفها بـ"حكومة الأمل والتدبر"، وفقا لوكالة إيرانا.
ونقلت وكالة إيرنا عن جيلان آية الله زين العابدين قربانى أن تطبيق الاتفاق النووى إحدى المراحل التاريخية للشعب الإيرانى، وأضاف هذا الانتصار أدى إلى إحباط المؤامرات وإلغاء العقوبات الظالمة ولولا صبر الشعب ودعم المرشد ما كان ليتحقق".
وأعلن رئيس مكتب الدعايا الإسلامية فى قم الشيعية أحمد واعظى، أن تطبيق الاتفاق النووى سيؤدى إلى خفض التوتر والتطرف الدينى فى المنطقة، مشيرا إلى أن رفع العقوبات سيكون له انعكاس جيد على المنطقة.
كما رحب وزير الصحة الإيرانى برفع العقوبات، وقال سيد حسن هاشمى "تطبيق الاتفاق النووى فخر لحكومة روحانى وخطوة كبيرة على طريق عزة الإيرانيين مجال العلاقات الدولية، داعيا لإشراف ومراقبة البرلمان على تطبيق الاتفاق النووى، وقال "أن هذا الهيكل يحتاج إلى اشراف البرلمان على الأقل لمدة 25 عام باعتباره سلطة تنظيمية للنظام الإسلامى".
كما أعرب رئيس مجلس الشورى الاسلامى (البرلمان) على لاريجانى عن أمله بتوفر أجواء جديدة فى البلاد لتحقيق الإزدهار الاقتصادى والاستثمارات بعد إلغاء العقوبات، وقال اليوم هو يوم تجسيد إرادة الشعب وقد حققت القضية النووية النتيجة ورفع الحظر.
الإعلام يحتفى برفع العقوبات
وركزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأحد على ردود أفعال المسئولين والبورصة والاقتصاد الإيرانى بعد رفع العقوبات عن طهران، وكتبت أغلب الصحف بأكبر بنط فى تاريخ الصحافة الإيرانية "العقوبات انزاحت"، كما انقسمت الصحف المنتمية للتيار المتشددة والصحف الإصلاحية أمام هذا الحدث، حيث رحبت الأخيرة برفع العقوبات بموجب الاتفاق النووى، وحاولت الصحف المتشددة والتى تنتمى للحرس الثورى التهوين من أثر رفع العقوبات على الاقتصاد الإيرانى والتشكيك فى الغرب، وأشارت بعض المقالات إلى تأثير هذا الحدث التاريخى على الداخل الإيرانى.
انزاحت العقوبات
وكتبت صحيفة أرمان الإصلاحية أن العقوبات أصحبت من الماضى، بعد سنوات من المفاوضات وتحمل الضغوط الدولية، فقد وصل الاتفاق النووى إلى غايته بثبات الشعب الإيرانى والحكومة وبتعليمات المرشد الأعلى على خامنئى، وبالتزام الأطراف بتعهداتها تم إعلان تطبيق الاتفاق النووى.
بداية لهجوم المتشددين على روحانى
فيما قال الكاتب الإيرانى صادق زيباكلام، فى مقاله بصحيفة أرمان أن رفع العقوبات لن يجلب المعجزات لبلاده، وأن الأمور أصبحت أصعب على حكومة روحانى، وقال الكاتب الإيرانى "سيبدأ هجوم التيار المتشدد على روحانى، وسيتسائل هذا التيار لروحانى أنك زعمت بأن رفع العقوبات والافراج عن الأموال الإيرانية بالخارج ستحل مشكلات البلاد، فلماذا لم تحل معضلة البطالة؟ ولماذا لم تحل الأوضاع الاقتصادية للشعب؟وو..".
وأصاف الكاتب أن بعض الأصوليين (المحافظين المتشدين) سيحاولون اتهام روحانى بضياع المكتسبات النووية بعد أن تم تقليص عددا من أجهزة الطرد المركزى، وملء قلب مفاعل أراك بالأسفلت وخروج اليورانيوم المخصب خارج البلاد.
أوباما يسمح ببيع طائرات "بوينج" لإيران
اعتبرت صحيفة ابرار اقتصادى الإيرانية أن سماح الرئيس الأمريكى باراك أوباما لبيع طائرات الركاب بوينج إلى إيران نقطة البداية لتطبيق العقوبات.
وقد أصدر الرئيس الأمريكى باراك أوباما مرسوما رئاسيا حول موافقته على بيع طائرات الرکاب إلى إيران قبيل إعلان موعد تنفيذ برنامج العمل المشترك الشامل (الاتفاق النووى) بين إيران ومجموعة 5+1.
أول يوم بدون عقوبات
كتبت صحيفة اعتماد الإصلاحية على صدر صفحتها أول يوم بدون عقوبات، وكتبت الصحيفة تقريرا حول اللقاءات التى أعقبت إعلان رفع العقوبات فى فيينا، بين وزيرا الخارجية الإيرانى والأمريكى.
الإيرانيون سيبدأون يوما جديدا دون عقوبات
وقال المحلل الإيرانى فى مقاله بصحيفة اعتماد "بالامس نام الإيرانييون مرتاحى البال أكثر من أى وقت مضى، حيث سيبدأوا أول يوما مع صباح جديدا دون عقوبات.. وأضاف الكاتب، من الممكن أن يكون الاتفاق النووى تابو لأسلوب جديد فى السياسة الإيرانية، تتحدث به طهران بلغة المنطق مع العالم.
رفسنجانى يهنئ الحكومة والشعب الإيرانى برفع العقوبات
هنأ الرئيس الإيرانى الأسبق ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله اکبر هاشمى رفسنجانى الشعب الإيرانى وحكومة روحانى برفع العقوبات وإنجاز المراحل النهائية لخطة العمل المشترك (الاتفاق النووى).
ووصف رفسنجانى خلال جلسة مجمع تشخيص مصلحة النظام، مراحل المفاوضات بأنها کانت مکثفة جدا وصعبة واتسمت بالحکمة والعقلانية، معربا عن شکره وتقديره للجهود التى بذلها الرئيس روحانى والحکومة خاصة الفريق الإيرانى النووى المفاوض.
وأکد على ضرورة التزام الطرف الاخر بکافة المراحل وبنود خطة العمل المشترك الشاملة.. معربا عن أمله بأن يقوم الطرف الآخر بواجباته والتزاماته بصورة کاملة "لانه فيما عدا ذلك فاننا سنرد بالمثل".