العقوبات التى رفعت عن إيران ليست فى حقيقة الأمر إلا جزءًا من سلسلة العقوبات متعددة الأوجه، تطور ولو كان متوقعًا بعد توصل الغرب إلى اتفاق مع إيران.
فيما تعتبر الإدارة الأمريكية وحلفاؤها أن هذه الخطوة من شأنها أن تجعل الشرق الأوسط والعالم أكثر أمناً، لكن الواقع يؤكد عكس ذلك، فإيران ستعمل على استخدام أموالها الطائلة المجمدة فى البنوك العالمية فى رعاية الإرهاب وتمويله، وسيعمل رفع هذه العقوبات على تشجيعها فى المضى قدماً فى سياسة بسط النفوذ وزعزعة استقرار المنطقة، بما قد يكون فى مستوى نفس خطر امتلاك السلاح النووى.
العرب الآن أمام مفترق طرق، وتحديات خطيرة غير مسبوقة فى تاريخهم، بسبب تنامى "الخطر الفارسى"، على "الهوية العربية"، فيجب على الأمة العربية جميعًا أن تتبنى عملا عربيا موحدا وجديدا من شأنه صون هذه الهوية، ليستطيع الصمود أمام الخطر المحدق الذى بات يلوح فى الأفق، فمن سيضع حدا لطموحات "الشيطان الأكبر"، غير العرب أنفسهم، وليس الغرب كما كان يعتقد البعض منا.
ورقة "الأحواز"
"إيران تحيا بالأحواز".. مقولة شهيرة للرئيس الإيرانى الأسبق محمد خاتمى، تختصر نظرة إيران فى هذا الركن، فى المقابل يأبى الأحوازيون إلا أن يحيا إقليمهم "حرا.. أبيًا.. عربيًا"، وبين الموقفين يسجل التاريخ محطات من نضال الأحوازين ضد الاحتلال الإيرانى الجائر، فيتساءل أهالى هذا الإقليم أو ليس 9 عقود من النضال ضد جور طهران كافية ليأخذ المجتمع الدولى قضيتهم فى الحسبان.
قضية "الأحواز" لا تقل عدالة عما عداه من قضاياه فى سلم أولويات المجتمع الدولى، ومع ذلك يمكن الحديث عن بعض النضال الأحوازى المنشودة فى المواقف الأخيرة، نتحدث هنا عن منظمات دولية بدأت تؤازر الأحوازيين وإن كانت عند حدود الشجب والاستنكار فى أحسن الأحوال.
منظمة العفو الدولية التى وصفت، فى تقرير لها العام الماضى، الممارسات الإيرانية فى الأحواز بالحملة القمعية المتصاعدة، الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، بدوره، ندد بالاضطهاد الذى يتعرض له عرب الأحواز، إذ قال فى تقرير إن غير "الفرس" فى إيران يواجهون قيودًا على الحق فى حرية التعبير، كما أشار التقرير إلى اعتقال إيران نحو 100 أحوازى غداة الذكرى العاشرة لانتفاضة الإقليم.
أما هيومان رايتس ووتش، فقد قالت فى تقرير لها، إن عمليات الإعدام فى الأحواز قد تكون ذات دوافع سياسية.
بعض الدول الغربية أعربت عن تعاطفها مع الشعب الأحوازى، فبريطانيا أدانت الإعدامات بحق الحوزيين.
أما على الساحة العربية فقد برزت قضية الأحواز أكثر من وقت مضى، سواء بتفاعل وسائل الإعلام معها أو المنظمات الحقوقية، فقد وافق نحو 40 عضوا فى برلمان البحرين على مذكرة تدعو بالاعتراف بالأحواز دولة عربية محتلة.
إذن قضية "الأحواز" ورقة ضغط كبيرة على الدولة الفارسية، يجب ألا يغفلها العرب، وستؤتى أكلها بالطبع حين يعترف العرب بـ"الأحواز" كدولة عربية محتلة.