نقلا عن العدد اليومى..
الحياة الوردية والسعيدة تبدأ بنشاط أربعة من أهم الهرمونات المحفزة على النشاط والحيوية، الأوكسيتوسين للعلاقة الزوجية الناجحة والدوبامين ينمى الإحساس بالمتعة، والسعادة كلها فى السيرتونين.. وقول باى باى للألم مع الإندروفين.
الدراسات أشارت والأبحاث أكدت أن الأمراض النفسية والجنسية زادت بين المصريين بصورة لافتة، وأرجعها الأطباء إلى الضغوط الحياتية وسرعة إيقاع الحياة، وهو ما أكدته الإحصائيات الرسمية، التى خرجت عن المؤتمر الأخير للأمانة العامة للصحة النفسية، والتى أشارت إلى وجود 16 مليون مصرى لديهم مشاكل نفسية، يتلقى العلاج من هذا العدد الكبير سوى 15% فقط، وعلى الجانب الآخر من تلك الحقيقة، هناك حقائق أخرى لا يعرفها الكثيرون، خصوصا أولئك الذين يعيشون فترات من عمرهم بين نوبات القلق أو الاكتئاب أنهم يحملون فى أجسامهم 4 هرمونات قادرة على تغيير حياتهم إلى الأفضل، فحسب موقع «besthealthma» هناك 50% من أسباب سعادتنا واستقرارنا النفسى يتعلق بالجينات الموروثة، بالإضافة إلى الهرمونات، التى يطلقها الجسم: ومن هذه الهرمونات التالى:
«السيروتونين» يسبب السعادة
هرمون السيروتونين يعتبر أحد الناقلات العصبية فى جسم الإنسان وتلعب هذه المادة دوراً مهما فى تحسين مزاج الإنسان، ما جعل العلماء يطلقون عليها هرمون «السعادة والرغبة الجنسية» وعند اكتشاف هذا الهرمون حقق ثورة فى علاج الاكتئاب، وعند ملاحظة المصابين بأعراض الكآبة وجد أن أجسامهم تحتوى على مستوى أقل من الطبيعى من هذا الهرمون، وهذا ساعد العلماء على اكتشاف أدوية تساعد على رفع معدلات هذا الهرمون فى الدماغ.
ولا يستطيع أحد إنكار دور «السيروتونين» فى تحسين مزاج الأفراد والشعور بالطمأنينة النفسية، وتعمل أغلب أدوية الاكتئاب على منع إعادة امتصاص «السيروتونين»، وبالتالى تزداد نسبته فى الجسم بشكل طبيعى.
وهناك عدة حقائق عن هرمون السيروتونين يمكن ذكرها فى هذا السياق، وهى كالتالى:
ممارسة الرياضة بأنواعها كالجرى والسباحة أو ترك السيارة والمشى على الأقدام، كل هذا يجعل الفرد بعدها يشعر بالاسترخاء، حيث يتخلص الجسم من الإجهاد النفسى والعضلى بسبب توازن هرمون السيروتونين فى الجسم.
عند ارتفاع هرمون «السيروتونين» عن الحد المسموح به يشعر المرء بالارتباك وسعادة غير طبيعية تؤدى إلى غياب الهدوء والاستقرار النفسى.
يتوفر هذا الهرمون فى «عين الجمل، الأناناس، الموز، البرقوق، الطماطم، الشيكولاتة» وعند تناول أحد هذه الأطعمة فى الصباح يسير اليوم على ما يرام ويشعر الفرد بالقدرة على مواجهة الضغوط.
«الإندورفين» يقلل الشعور بالألم
مادة «الإندورفين» تعد بمثابة مسكن طبيعى يفرزه الجسم ضد الألم وتتواجد هذه المادة فى الجهاز العصبى للبشر والحيوانات على السواء، وتشكل المادة الكيميائية جزءا من مجموعة كبيرة من مركبات شبيهة «بالمورفين والكودين»، التى تساعد على تخفيف الآلام وتعطى شعوراً بالاسترخاء وتحسين المزاج يوازى الذى يسببه هذا المخدر، ولكن بشكل طبيعى لا يسبب الإدمان مثل المواد الكيميائية، وتشير بعض الدراسات إلى أن هرمون «الإندورفين» يجعل للدماغ القدرة على استقبال والاستجابة للإحساس بالألم أو الإجهاد، ويمكن تعزيز إنتاج هذا الهرمون فى الجسم لتسكين الألم دون الحاجة لتعاطى المسكنات، وهذا يؤدى إلى تعزيز عمل جهاز المناعة وتحسين المزاج والشعور بالسعادة.
وهناك 7 خطوات تساعد أجسامنا على رفع معدل «الإندروفين»، وهى:
تناول الفلفل الحار يساعد على إفراز هرمون «الإندورفين»، وحيث يبدأ الجسم فى الدفاع عن نفسه بإطلاق الهرمون.
التفكير الإيجابى فى المستقبل يعزز من نسب هذا الهرمون فى الجسم، ويجعل لنا قدرة على تحمل الألم.
استقرار الحياة الزوجية بين الشريكين يزيد من معدلات إفراز الهرمون بشكل منتظم فى الجسم، وتمنح الممارسة الطبيعية للجنس بين الزوجين وبصورة منتظمة دفعات من «الإندورفين»، مما يجعل الشخص يشعر بالسعادة والراحة، وقد أثبتت الدراسات أن ممارسة الجنس بين الأزواج تعد أفضل أنواع الرياضات، حيث توازى ساعة من الركض السريع.
الإبر الصينية أيضا من أهم العلاجات، التى تعزز هرمون «الإندروفين» المسؤول عن الشعور بالألم، حيث أكدت العديد من الدراسات أن وخزات الأبر تخلص الجسم من الطاقة السلبية.
مادة «الكاكاو» من الأكلات التى تعزز من إفراز مادة «الإندروفين» وهذا ما يجعل النساء اللاتى يتعرضن لمشاكل يفضلن تناول الشيكولاتة ولكن حتى لا يتسبب ذلك فى زيادة للوزن يمكن الاكتفاء بمكعب صغير للحصول على التأثير الإيجابى.
مشاهد وأفلام الرعب تعزز من إفراز هرمون «الإندروفين» ويكون سريان القشعريرة فى اليدين والجسم أكبر دليل على ذلك، وهذا ما يحدث أيضا عند ركوب ألعاب الملاهى.
وقد أكد باحثون من جامعة «ويك فوريست» أن تعرض الجسم للأشعة فوق البنفسجية يعزز من إنتاج الجسم «للإندروفين»، ويكون الأفضل تعرض الجسم للشمس فى الصباح الباكر، وهذا ما يفسر الرغبة الدائمة للجلوس للرجال والنساء على الشواطئ.
الدوبامين.. هرمون السعادة والحب
يعمل الدماغ على إفراز مادة «الدوبامين» الكيميائية، التى تؤثر على الأحاسيس والسلوكيات، وتعزز من الشعور بالمتعة والسعادة، ويتأثر الجسم بكمية الدوبامين، التى يستقبلها من الدماغ، وتكون فى مرحلة الطفولة أكثر نشاط وتقل كلما تقدمنا فى العمر.
والشعور بالحب تجاه الآخرين يعنى الزيادة المنتظمة مثل إدمان مثل المخدرات، وذلك بسبب ارتفاع هرمون «الدوبامين» فى الجسم، ويمكننا تعزيز هذه الإشارات النابعة من الدماغ بالاستماع إلى الأغانى والألحان الجميلة، وفى تجربة أجراها «فيشر» أخصائى علم الإنسان بجامعة «روتجرز الأمريكية»، حيث قام بجمع عدد من الطلاب لديهم قصص حب قديمة وجعلهم على اتصال بجهاز قادر على قياس الأمواج المغناطيسية الصادرة من الدماغ، وفور عرض صور الشخص الآخر فى العلاقة المنتهية، وجد أن الإشارات، التى بعثت من الدماغ تماثل التى تنطلق من مدمنى المخدرات.
«الأوكسيتوسين» للعلاقات الزوجية الناجحة
هرمون «الأوكسيتوسين» من الأنواع التى يفرزها المخ ويخزنها فى الجزء الخلفى للغدة النخامية، ويتم إفرازه عند حاجة الجسم له، ويكون لهذا الهرمون دور كبير عند عملية الولادة، حيث يتسبب فى انفراج للرحم وعدم حدوث تقلص فتتم الولادة بصورة طبيعية وسريعة وهو أيضا قادر على ربط الأم بطفلها فور لمسة، وليس هذا فقط الدور الذى يؤديه هرمون «الأوكسيتوسين»، ولكن له قدرة كبيرة على جعل العلاقة الحميمة بين الزوجين فى أحسن حالتها، حيث يتسبب فى زيادة مستوى الرغبة الجنسية عند كلا الطرفين، وهناك دراسات كثيرة تدور حول هذا الهرمون لتوضيح الحالة، التى يجعل الجسم فيها عند زيادة معدلاته أو استقرارها.
4 عادات تعزز من هرمون «الأوكسيتوسين»
ارتداء الملابس الخفيفة خاصة وقت النوم يجعل الجسم يشعر بالحرية ويعزز من تكوين هرمون «الأوكسيتوسين»
تناول الطعام مع أشخاص تحبهم، أو فى أجواء عائلية يدعم هذا الهرمون بشكل إيجابى.
التنزه فى الأماكن المفتوحة والحدائق يقلل من التوتر ويدعم إنتاج هذا الهرمون، ويجعل الفرد قادرا على مواجهة ضغوط الحياة لأيام طويلة
وقال «مايكل مكرم»، أخصائى التغذية عن الهرمونات وتأثيراتها النفسية: «واقع الحياة أصبح سريعا ومليئا بالضغوط، التى تجعلنا طوال الوقت عرضة للتوتر والقلق وأصبحت أوقات السعادة والاستجمام فى حياتنا محسوبة، وهذا ما جعل الناس طوال الوقت فى محاولات للحصول على تلك اللحظات». وأضاف: «تناول بعض الأطعمة سبيل إلى ذلك بسبب ما تحتوى على عناصر غذائية وفيتامينات تعمل على تعزيز هرمونات السعادة، الراحة النفسية، الطمأنينة، الرغبة الجنسية». وقدم «مايكل مكرم» روشتة لدعم الصحية النفسية والجنسية للأفراد بدعم الهرمونات التى تؤثر على ذلك، بما يتناسب مع إمكانيات الشعب المصرى
تناول فنجان من القهوة مع قطعة صغيرة من الشيكولاتة قادر على جعل الجسم فى حالة من الاسترخاء والراحة النفسية لأنه يعزز من هرمون «السيروتونين»
ممارسة الرياضة لمدة ساعة أسبوعيا قادر على جعل الإنسان فى أفضل حالته المزاجية خاصة لو حدث ذلك يوم العطلة الأسبوعية.
تناول طبق من الشوفان، الأرز باللبن، الموز، البطاطا، التونة، أسماك الماكريل قادر على رفع مستوى هرمون «السيروتونين»، الذى يفرز فى الجسم بنسب معتدلة بسبب التغذية السليمة.
قراءة الكتب وسماع الموسيقى فى أوقات الفراغ من شأنه تحفيز هرمون «الإندورفين» القادر على جعل الجسم يتحمل الألم بدون مسكنات، والخلود إلى النوم بدون مهدئات.
ساعة من المساج بأحد الزيوت العطرية تقلل الضغوط النفسية وهذا يؤدى إلى هبوط نسبة «الأدرينالين» فى الدم ويرفع من هرمون «السيروتونين» و«الدوبامين»، مما يجعل المرء قادرا على الحصول على لحظات من السعادة والراحة النفسية.
أثبتت كثير من الدراسات أن مضغ اللبان خلال ساعات النهار يساعد على تنشيط هرمون «السيروتونين» القادر على تهدئة الأعصاب وجعل الإنسان فى حالة نفسية أفضل.
تناول الأطعمة الغنية بالبروتين تجعل المخ يفرز مادة مضادة لإفراز «الأدرينالين»، مما ينشط الجسم ويجعله قادرا على إفراز هرمون السعادة «السيروتونين». ويقول الدكتور «محمد رفعت الفقى»، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس: «هرمونات السعادة ماهى إلا مواد كيميائية صادرة من الجهاز العصبى تكون بمثابة إشارات يفرزها العقل فى المواقف السعيدة أو المؤثرة، حيث يعتبر «السيروتونين» المسؤول عن الحالة المزاجية وعن مشاعر الحب تجاه الآخرين». وتابع «الأوكسيتوسين» مسؤول عن المشاعر اللطيفة والأمومة، كما أنه بمثابة محفز جنسى من الدرجة الأولى، مضيفا: «هرمون «الدوبامين» هو المسؤول عن تحفيز الطالب أو الموظف على أن يكون دائماً متفوقا، وعندما يحصل على التقدير المناسب لعمله يكون ذلك معززا لإفراز هذا الهرمون فى الجسم». وأضاف «الفقى»: «يعتبر الأكل من المحفزات الضعيفة مقارنة بتأثير السلوك فى دعم إفراز هرمونات السعادة والحب فى الجسم، والدليل على ذلك فإن تناول الطعام فى جو أسرى يجعل الأفراد ينعمون بحالة نفسية هادئة ومستقرة بغض النظر عن الأنواع المقدمة على المائدة».
وتابع: «فى حالات أخرى يكون الطعام سببا لتحفيز أحد الهرمونات مثل «الكبدة»، حيث تساعد على تقوية الذاكرة ودعم مشاعر الحب، ولكن للحصول على النسبة، التى تجعلنا نصل إلى هذه النتيجة يجب أن نتناول 6 كيلو».
ويشير «الفقى»: «هناك بعض الأطعمة التى تحقق النتيجة منها بشكل سريع مثل تناول الأطعمة التى تحتوى على السكر، حيث تزيد من إفراز هرمون «السيروتونين» فقد وجد أن الشعوب، التى تعانى من الحروب أو المشاكل السياسية يلجأ أفرادها إلى تناول نسبة كبيرة من الحلوى، وهذا ما حدث فى الكويت فى وقت حرب الخليج، حيث سجلت هذه الأيام أعلى معدلات لتناول الحلويات الشامية والشيكولاتة وكأنها رغبة من الأفراد للحصول على لحظات سعيدة بسبب السكر».
واستكمل قائلاً: «أما الشعب المصرى فيجب عليه قبل البحث على محفزات هرمون السعادة بالأكلات الاهتمام بالسلوك الذى سيدعم ويعزز هذه الهرمونات بطريقة أكبر، ويكون ذلك عن طريق التحلى بالصبر والبدء بتغيير السلوكيات حتى يعيش الجميع فى أجواء هادئة دون ضغوط نفسية، كما يجب على الناس أن تتحمل بعضها حتى تسير الحياة فى الطريق السليم».
الأحضان تعزز هرمون «الأوكستوسين»
على الرغم من أن مشاعر الحب وتبادل الأحضان بين الأفراد من الأمور البديهية، التى نفعلها دون الوقوف، حتى وقت قريب كانت هذه الأفعال تحدث لدعم المشاعر، لكن التقرير الذى نشر على الموقع العلمى «scientificamerican» أكد أن هناك 5 فوائد صحية تحدث للجسم عند دعم مشاعر الحب وتبادل
الأحضان وهى:
تعزيز الجهاز المناعى
أثبتت دراسة أن الأشخاص الذين تلقوا عناقًا متكررًا يكونون أقل عرضة للإصابة بالأمراض من غيرهم.
الأحضان مفتاح «الأوكستوسين»
هناك كثير من الأسباب العلمية تؤكد أن الأحضان الدافئة تتسبب فى إفراز هرمون الحب أو هرمون «الأوكستوسين» مما يجعل الطرفين المتعانقين يترابطان أكثر كما يرتبط إفراز هذا الهرمون بمشاعر الرضا والاسترخاء.
الحضن يريح الجسم
للحضن تأثير علاجى على الجسم، حيث يسمح الحضن للعضلات بالاسترخاء، مما يمنح شعورًا بالراحة للجسم.
الحضن يخفف الألم
يمكن للحضن أن يتسبب فى إفراز هرمون «الاندورفين»، الذى يساهم فى تخفيف الألم.
يزيل الشعور بالإجهاد
يمكن للحضن أن يساعد على خفض مستوى هرمون التوتر المعروف باسم «الكورتيزول» مما يسمح للعقل بالاسترخاء.