وقع التلفزيون الرسمي للدولة "ماسبيرو" في العديد من السقطات الإعلامية، لا تصدر من تلفزيون الدولة، ومن الممكن أن نصفها بالفضيحة وخاصة عندما يتعلق الأمر بأهم شخصية في الدولة، وهو "الرئيس" .
سقطات "ماسبيرو" المتكررة والتي كان آخرها، عرض التلفزيون الرسمي للدولة حوارًا قديماً للرئيس السيسي، على أنه جديد، الأمر الذي أغضب الرأى العام واعتبروها فضيحة إعلامية.
حيث تم إذاعة حديث قديم من العام الماضي للرئيس عبد الفتاح السيسي، مع شبكة "بي بي إس" الأمريكية، بزعم أن هذا هو الحوار الذي أجراه الرئيس خلال زيارته الحالية لنيويورك أثناء مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة .
وقدم المركز الصحفي لاتحاد الاذاعة والتليفزيون اعتذارًا عن الخطأ الجسيم الذي وقع فيه التليفزيون ، و أعلنت صفاء حجازي رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، إقالة رئيس قطاع الأخبار، وتكليف نائبه خالد مهني بالقيام بتسيير أعمال رئاسة القطاع، لحين تعيين رئيس جديد، كما قررت إحالة جميع المتسببين في هذا الخطأ للشئون القانونية المركزية .
لكن مصطفى شحاتة رئيس قطاع الأخبار المقال في اتحاد الإذاعة والتليفزيون، نفى مسؤوليته عن الخطأ مؤكدا إنه تم إحالة طاقم العمل على إذاعة الحوار إلى التحقيق، لأنهم نقلوا الحوار على موقع القناة الأمريكية ووضعوه على البث المباشر دون التأكد منه، واكتشفوا الخطأ بعد إذاعته بـ3 دقائق، ولم يقطعوا البث خوفًا من إثارة البلبة .
لم يكن ذلك هو الخطأ الوحيد، الذى ارتكبه التلفزيون الرسمي للدولة "ماسبيرو"، لكن هناك العديد من الأخطاء التى أثارت الرأى العام .
من الأخطاء الفادحة لقطاع ماسبيرو في حق الرئيس السيسي، خطأ لغوي في تغطية فعاليات مشاركة الرئيس في القمة الأفريقية، حيث تم حذف الياء من اسم السيسي في شريط الأخبار أسفل الشاشة، مما حول الاسم لمعنى آخر غير لائق للرئيس، وهو الأمر الذي أثار سخرية مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى خلفية تلك الواقعة تمت إحالة مخرج الفترة الإخبارية ورئيس التحرير ومهندس الأستوديو وفني الفونت ومساعدي الإخراج والتنفيذ للتحقيق في الواقعة.
وخلال كلمة الرئيس السيسي التي ألقاها في "منتدى حوار المنامة" في البحرين، فوجيء المتابعون أن التلفزيون أدخل إلى الكلمة الترجمة الإنجليزية في أول 5 دقائق، على الرغم من أن الرئيس ألقى كلمته باللغة العربية .
كما ارتكب التلفزيون الرسمي للدولة "ماسبيرو" خطأ أخر، عندما قام بقطع البث عن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي مع ممثلي فئات المجتمع، بعد أن بدأ أحد الضيوف التحدث إلي الرئيس إلا أن السيسي انفعل عليه، قائلًا: "أنا لم أعطِ الإذن لأحد على الهوا"، لينقطع البث بعد ذلك عن الخطاب.
وعلقت صفاء حجازي، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، حينها أن قطع البث جاء من الرئاسة وليس من قطاع الأخبار .
أدت هذه الأخطاء إلى موجة غضب في الإعلام المصري الخاص، وبرامج "التوك شو"، وشن كل من الإعلاميين هجومًا عنيفًا على المتسبب في تلك الأخطاء، مطالبين بمعاقبة المسؤول عن ذلك بأقصى سرعة.
وقال النائب مصطفى بكرى، عضو لجنة الإعلام بمجلس النواب، إن ما حدث داخل مبنى ماسبيرو، بإذاعته لحديث قديم للرئيس السيسى ، ليست الحادثة الأولى من نوعها، مشيراً إلى أنه سبق وأن أذاع التليفزيون فيلمًا تسجيليًا يتحدث عن إنجازات محمد مرسى، وأن ما جرى يثير علامات استفهام عديدة، حول وجود خلايا إخوانية وإهمال متعمد داخل مبنى قطاع التليفزيون، محذرًا من تكرر تلك الحوادث مرات أخرى ما لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة. وطالب عضو لجنة الإعلام بمجلس النواب، البرلمان باتخاذ قرار حاسم باستبعاد الإخوان والمهملين من التليفزيون المصرى ومخاطبة الجماهير، لافتًا إلى أن الأمر زاد عن الحد، وحين يتعلق الأمر بالرئيس فعلى مجلس النواب أن يتخذ موقفًا .
وناشد اعدد من الاعلاميين المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء بإنقاذ ماسبيرو، مؤكدًا أن التلفزيون سيكون سببًا في كارثة للدولة، لأن الجماعة تسيطر على معظم القطاعات والقنوات داخل ماسبيرو .
فيما أكد الإعلامي تامر أمين، أن الجميع شعر بالخزي بسبب خطأ التليفزيون المصري بعد إذاعته لحوار قديم للرئيس عبدالفتاح السيسي على اعتباره انه حوار حديث، وأيضا الرئاسة شعرت بالإهانة من قبل التليفزيون.
ولفت أمين إلى أن كافة وسائل الإعلام وجهت نقداً لاذعاً لماسبيرو ولن يشارك في جلده، مشيراً إلى أنه لن يشترك في ذلك إعمالاً لمبدأ "الضرب في الميت حرام وارحموا عزيز قوم ذل".
وأشار أمين إلى أنه لو كان هناك دعم ونظام عمل وهيلكة ودعم مالي وإرادة سياسية من أعلى رأس في الدولة لإصلاح ماسبيرو لإعادته كما كان عليه في التسعينات كعملاق للإعلام في الوطن العربي، لما وصل ماسبيرو إلى هذا الحد، مضيفا :"لا تلوموا ماسبيرو ولكن لوموا أنفسكم ولوموا من لم يهتم بماسبيرو".
وأضاف أمين:" لو أرادنا أن نعاتب أحد على حال ماسبيرو يتوجب علينا أن نعاتب الحكومة الحالية والحكومة السابقة، فلم يتحرك أحد لإنقاذ ماسبيرو".
من جانبه قال النائب إيهاب الخولي، عضو مجلس النواب، إنه لابد من تطهير ماسبيرو من عناصر جماعة الإخوان، مؤكداً أن ما حدث في التلفزيون المصري جريمة في حق الوطن، خاصة أن العالم كله كان ينتظر كلمة الرئيس .
وأضاف «الخولي»، أنه لابد من محاسبة المتسبب في الخطأ الجسيم بإذاعة حوار قديم للرئيس السيسي، مشيرًا إلى أنه لابد من استعادة القوى الناعمة .
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن البرلمان سيبحث عن المخالفات التى تمت في ماسبيرو خلال حكم جماعة الإخوان، مؤكدًا أنه لابد تصفية أوضاع خاطئة كانت متواجدة في بعض المؤسسات الرسمية للدولة ومنها ماسبيرو .
وقال النائب يحيى كدوانى وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن إذاعة حوار قديم للرئيس السيسى على أنه جديد، يعتبر خطأ جسيم ويشير إلى الفوضى وعدم الالتزام بالخط الوطنى، الذى تسير عليه البلد .
وأضاف "كدوانى"، أن عدم وجود جزاء سيؤدى إلى خسائر كبيرة، موضحاً أن معظم الكوادر التى تم تعيينها فى المؤسسة غير أكفاء، وتم توظيفهم عن طريق الوسائط والمحسوبية، وهذا أدى إلى فشل المؤسسة، فى حين أن مصر فى أشد الحاجة إلى مؤسسة إعلامية تكون مصلحة الوطن هدفها الأول .
وقالت النائبة غادة صقر عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، أن إذاعة حوار قديم للرئيس عبد الفتاح السيسى، على أنه جديد يعتبر فساداً إدارياً ووظيفياً، وبالتالى يحال كل القائمين على العمل إلى التحقيق، بدءاً من رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، إلى أصغر موظف بمبنى ماسبيرو .
وناشدت "غادة صقر"، كل من يتكلم فى الرأى العام بالتيقن من الكلام، لأننا فى مرحلة انتقالية لا تتحمل كثرة الأقاويل، موضحة أنها ستقدم بيان إحاطة عاجل، لإحالة جميع العاملين للتحقيق .
وأوضحت عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار، أن ماسبيرو مدان بإهدار 4 مليارات جنيه من المال العام، وبه 43 ألف موظف، منهم 30 ألف داخل ماسبيرو .