دخل عيد حواش ،المتحدث باسم وزارة الزراعة "المُقال" ،على موظفى الوزارة ،الصغار والكبار بالأحضان والقُبلات ،عندما تم تعيينه متحدثا رسميا للوزارة فى عهد الدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة الأسبق، ولم يكن حواش وقتها غريبا عن الوزارة أو بعيدا عنها، فهو لسنوات طوال ،ومنذ أيام الدكتور يوسف والى نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الأسبق ،كان مندوبا للتليفزيون المصرى لدى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى،ثم أصبح بعد ذلك يجمع مابين تغطية الزراعة وتقديم فقرة زراعية فى برنامج صباح الخير يامصر، وتطور الأمر بعد ذلك إلى أن أصبح الراعى الرسمى لكل مافيه كلمة زراعة وإنتاج حيوانى وداجنى بالتليفزيون ،لدرجة أنك ــ فى فترة من الفترات ــ كنت إذا أدرت مؤشر التليفزيون لتشاهد قنواته الرسمية صباحا ،تجد حواش يحدثك من حقول القمح عن الحصاد ،وفى المساء تجده فى حقول القطن يحدثك عن عمليات الجنى وجمع الذهب الأبيض ، أيام أن كان لدينا ذهب أبيض، وساعة العصارى تجده كذلك بين كرمات العنب فى الأراضى الصحراوية،يمسك بين يديه عناقيده ويتناول حباته ، ويحدثك من أرض الخير، وعندما بدأت قناة مصر الزراعية التابعة للوزارة ،كان حواش على رأس العاملين بها،ثم رئيسا للقناة حتى هذه اللحظة ،وإذا كان اختيار عيد حواش متحدثا رسميا للزراعة من البداية اختيارا خاطئا وغير موفق ،لأنه موظف بدرجة مندوب للتليفزيون الرسمى بالوزارة ، وليس مستقلا أو محايدا ،ومعروف عن العاملين بالتليفزيون المصرى أنهم موظفو الميرى أكثرمنهم مبدعين أو يمتلك أغلبهم القدرة على حل المشاكل ومخاطبة الرأى العام المختلف والمتعدد،وكان أكبر الأدلة على ذلك ،أن حواش عندما دخل من باب الوزارة ،وصار له مكتب خاص به وبسكرتاريته الجديدة بالطابق الثانى بجوار مكتب الوزيرــ وهو المكتب الخاص بمدحت المليجى الذراع اليمنى لوزير الزراعة الأسبق أمين أباظة ــ قام بتجميد مابين 20 إلى 25 من الموظفين العاملين بقطاع العلاقات العامة والإعلام بالوزارة ، وهم موظفون بدرجات مختلفة شبابا وفتيات ،ومنهم المديرين والمديرين العموم ،هؤلاء جميعا تم تجميد نشاطهم ،بل وأصبح الطابق الثانى الذى يقع به مكتب الوزير وعيد حواش محرم عليهم التواجد فيه، واقتصر عمل هؤلاء جميعا فى فترة حواش على التوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف فقط ،والجلوس طوال اليوم بلا عمل، بعد أن كانوا هم شعلة النشاط ودينامو الوزارة،فى استقبال الصحفيين والإعلاميين وتيسير عملهم داخل الوزارة ومراكز الأبحاث،وكتابة التقارير اليومية عن المنشور بالصحف والمواقع الإخبارية وأرشفة القرارات الوزارية، والرد على استفسارات مندوبى الصحف والفضائيات والمواقع الإخبارية،وكذلك خلال المؤتمرات الصحفية بالوزارة ،وأثناء الجولات الصحفية للوزير بمواقع الإنتاج والمحافظات.
ورغم أن تجربة الاستعانة بمستشار إعلامى ومتحدث رسمى من التليفزيون للوزارة ،تجربة شابتها تجاوزات فى السابق ،عندما كان يتولاها أحد قيادات قطاع الأخبار فى التليفزيون المصرى،وتم تسريب ما يسمى بكشوف البركة وتوزيع مكافآت على عدد من مندوبى التليفزيون الذين يقومون بتغطية نشاط الوزارة أو يقدمون برامج زراعية ،إلا أن ذلك لم يمنع الدكتورعادل البلتاجى من تكرار التجربة التى صار عليها الدكتور عصام فايد ،ثم انتهت باستبعاد الوزير الأسبق من التشكيل الوزارى بعد ذلك ،ثم إقالة المتحدث الرسمى باسم الوزارة ،نتيجة لضغوط حكومية على الوزير بسبب تحدث حواش عن تراجع الوزير والوزارة وسماحهم بدخول القمح المستورد المصاب بفطر الإرجوت إلى مصر بعد أن كانوا قد رفضوه سابقا ــ حسب كلام عيد حواش ــ ،وقد تم إسناد المهمة للدكتور حامد عبد الدايم الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النباتات ومقدم البرامج بقناة مصر الزراعية بالقرار رقم 1559 لسنة 2016 .