تمر اليوم السبت الذكرى الـ94 لميلاد ملك الموال الفنان الراحل محمد طه، والذي يعد رائد فن الموال في مصر والوطن العربي، حيث قدم أكثر من 10 آلاف موال باتوا علامة في تاريخ الفن المصري،ولد طه 24 سبتمبر 1922 بـ"طهطا"، وقضى طفولته بعزبة عطا الله سليمان بقرية "سندبيس"، التابعة لمركز قليوب إلى أن انتقل للعمل بمصانع النسيج بالمحلة، وبدأ طه مسيرته الفنية بالغناء بمقاهي حي الحسين والسيدة زينب، في الموالد والمناسبات الدينية.
وكانت الصدفة التي غيرت حياة طه تماما هي لقائه عام 1954 بالإذاعيان إيهاب الأزهري وطاهر أبو زيد، بمقهى "المعلم علي الأعرج" بالحسين، حيث فتحا له الطريق للغناء بالإذاعة المصرية.
ولا ينكر أحد أن محمد طه استطاع تطوير الغناء الشعبي وخلق قاعدة جماهيرية جديدة لهذا اللون من الغناء، لدرجة جعلته يغني في احتفال عيد الثورة أمام الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر وكمال الدين حسين وغيرهم من قادة الجيش، وتبرع بأجره في هذا الحفل لصالح تسليح الجيش، والذي كان 60 جنيه عن المشاركة لمدة 10 أيام في اتفالات الثورة.
كما كون فرقته الخاصة بعد ذلك "الذهبية للفنون الشعبية" التي كان يقدم معها كل حفلاته داخل مصر، ثم زادت شهرته وثروته أيضا مما جعله يؤسس شركة خاصة للإنتاج بعنوان "ابن البلد".
والمفارقة أن طه استمر في تقديم فنه بجانب عمله داخل أحد مصانع النسيج بمدينة المحلة، لأنه كان يبحث عن مورد دائم وثابت للرزق، ولم يستقبل من المصنع إلا قبل وفاته بسنوات قليلة تقدم ليتفرغ لفنه بشكل كامل.
وقدم طه عدد كبير من المواويل التي مازالت علامة في تاريخ الفن حتى الآن منها موال "ياسين وبهية"، "مصر جميلة خليك فاكر" والذي يستخدم مؤخرا لحث المصريين للتصويت على الدستور، لسانك حصانك"، "الدنيا لو كشرت"، "ارضى بنصيبك"، "قصة حسن ونعيمة"، "ياللي غويت النسب"، "قصة شلباية" وغيرها من المواويل التي مازالت راسخة بوجداننا حتى اليوم.
كما شارك طه بالغناء في عدد كبير من الأفلام منها: "حسن ونعيمة" وهو أول الأفلام التي شارك بها، ليكمل بعد ذلك مشواره الفني في أفلام "الزوج العازب، دعاء الكروان، ابن الحتة، خلخال حبيبي، السفيرة عزيزة، المراهق الكبير".
وتوفي طه يوم 12 نوفمبر 1996، بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة عقب خروجه من منزله بحي شبرا تولقى حتفه على الفور بعد 50 عام من العطاء في عالم الفن.