استغلت جماعة الإخوان وأنصارها، حادث غرق مركب هجرة غير شرعية فى رشيد، حيث هددت الجماعة ومنظمات دولية تابعة لها بنشر تقارير فى الصحف الأجنبية، تزعم أن الأوضاع فى مصر غير آمنة، وأن المصريين يعانون من المعيشية مثلهم مثل أهل سوريا.
تعامل الإخوان مع حادثة رشيد يظهر تناقضها، نظرا لأنها التزمت الصمت فى عهد محمد مرسى، عندما كانت تقع أى حادثة، ولكنها الآن تهلل للحوادث وتصدر بيانات تحريضية، رغم أن التقارير الرسمية تظهر معدلات الوفيات فى النقل النهرى خلال النصف الثانى من 2012 والنصف الأول من 2013، أى فى عهد محمد مرسى الرئيس المعزول، وصل إلى 47 %، موزعة بـ 22 % فى النصف الثانى من عام 2012، و25 % فى النصف الأول من عام 2013.
تعليقات الإخوان حول حادث غرق مركب رشيد، تنوعت بين تحريض ضد الدولة المصرية، والزعم بأن المصريين يعيشوا فى معاناة مثل شعب سوريا، حيث زعم عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، عبر صفحته على "فيس بوك"، إن أسر مصرية بأكملها تحاول الهرب عن طريق البحر، فى سابقة لعلها هى الأولى فى التاريخ – على حد زعمه.
فى السياق ذاته قال أحمد رامى، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل معلقا على حادث مركب رشيد :"سيناريو الناس الذين نجوا من الغرق هو أنهم سيحاكمون – على حد قوله - .
وزعم "رامى" أن الساعيين للهجرة غير الشرعية يجاهدون فى سبيل الله، قائلا فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك":"من يصف شهداء المركب بالطماعين جاهل بالقرآن العظيم إذ يقول تعالى (ومن يهاجر في سبيل الله يجد فى الأرض مراغما كثيرا) أى أسبابا للعيش (وسعة) أى سعة في الرزق، فالخروج لطلب السعة فى الرزق مشروع كالخروج لطلب الرزق ابتداء، بل جعل القرآن السفر لطلب الرزق معادلا للجهاد فى سبيل الله".
من جانبه هدد ائتلاف دولى تابع للإخوان، يدعى "الائتلاف العالمى للمصريين فى الخارج" بنشر تقارير حول آوضاع المصريين فى مصر، ومعدلات الوفيات نتيجة الهجرة غير الشرعية فى مصر، لنشرها فى صحف أجنبية، ونشر الائتلاف الدولى التابع للإخوان، صورة لغرق المركب برشيد، قائلا: "الحكومة لم تتخذ أى وسائل لحمايتهم".
تحالف دعم الإخوان من جانبه أيضا، لم يترك الفرصة وحرض أنصاره على الخروج والتنديد بما حدث فى مركب رشيد، كما حرض أنصاره على رفع شارات سوداء فى الفعاليات التى ينظمونها تنديدا بغرق مركب رشيد.
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن التنظيم وجد من أزمة الهجرة غير الشرعية ملاذ له لتشويه مصر خارجيا، ومحاولة استثارة عائلات الضحايا، بدلا من أن نبحث عن حل لأزمة الهجرة غير الشرعية، التى هى ليست وليدة اللحظة الحالية.
وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، لـ"انفراد" أن التنظيم تجاهل ما يحدث للاجئين السوريين فى تركيا، وما يعانونه من ضيق، وغرق بعضهم فى البحار، وأصبح تركيزهم الأساسى على كيفية استغلال هذا الحادث فى الإساءة لمصر.