عقدت لجنة التنسيق للقاء اليساري العربي اجتماعها بدعوة من أحزاب "التجمع الوطني التقدمي الوحدوي" و "الشيوعي المصري" و "الاشتراكي المصري" ، السبت، بمقر حزب التجمع ، وحضور ممثلين لستة من أحزابها الأعضاء في لجنة التنسيق وهم : حنا غريب "الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني"، وعبد الواحد سهيل عضو المكتب السياسي في"حزب التقدم والاشتراكية" بالمغرب ، وثريا كريشان عضو المكتب السياسي في"حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد" بتونس، وعلى سعيد إبراهيم عضو المكتب السياسي في"الحزب الشيوعي السوداني"، وأحمد الديين عن "الحركة التقدمية الكويتية" ، و"ماري ناصيف - الدبس" المنسقة العامة للقاء اليساري العربي.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية التي تولي إدارتها "حسين عبد الرازق" عضو المكتب السياسي لحزب التجمع وممثله في اللقاء اليساري العربي ، كل من "سيد عبد العال" رئيس حزب التجمع الذي رحب بالوفود المشاركة وطرح عدداً من التساؤلات حول الأوضاع العربية الراهنة ، و صلاح عدلي الامين العام للحزب الشيوعي المصري و"كريمة الحفناوي" عن"الحزب الاشتراكي المصري"، و"عاطف مغاوري" نائب رئيس حزب التجمع، ومنسقة اللقاء ماري ناصيف - الدبس.
ناقش اللقاء في ثلاث جلسات على التوالي ، جدول أعمال يتضمن 5 قضايا :
الأولى : التطورات السياسية في المنطقة انطلاقاً من ورقة مقدمة من أحزاب اليسار المصري الثلاثة، وتولى عرضها "صلاح عدلي" ؛ والثانية : بحث مشروع المؤتمر الدولي العربي حول القضية الفلسطينية" تنفيذاً لقرار اللقاء اليساري العربي السابع (بيروت 9و10 يناير ) طبقاً لورقة مقدمة من "ماري ناصيف الدبس" المنسقة العامة للقاء ؛ والثالثة : بحث الانتسابات الجديدة للقاء ؛ والرابعة : وضع آلية تنفيذية للموقع الإعلامي والاشتراك المالي السنوي السابق إقرارهما في اللقاء العام السابع ؛ والخامسة :الاتفاق على اللقاء العمالي العربي.
التطورات السياسية :
وحددت ورقة أحزاب اليسار المصرية "حول مهام قوى اليسار العربي في مواجهة الأخطار المحتملة ، والمناقشات التي دارت حولها ، ومداخلات المشاركين في اللقاء حدوث تغيرات هامة في مسار التطور العالمي وبدء التحول من هيمنة القطب الواحد الأمريكي إلى نظام متعدد الأقطاب، مع فارق هام، وهو أن هذه العملية تتم في اطار العولمة الرأسمالية وليست بديلا عنها. وتواجه شعوب الدول العربية جميعاً – مع اختلاف الظروف والأوضاع السياسية والبنية الاجتماعية ودرجة التطور الاقتصادي – تواجه أخطارا مشتركة أهمها خطر المشروع الامبريالي الصهيوني ، وخطر المشروع الإرهابي ، وخطر الهجمة "النيولبرالية" ، والأخطار التي تمثلها المشاريع الإقليمية التوسعية في المنطقة.
وتابع البيان الصادر عن الإجتماع :" بالإضافة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي للهيمنة والسعي لفرض إسرائيل دولة كبرى إقليمية تهيمن على المنطقة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، تبرز محاولة تركيا أردوغان لاستعادة الخلافة العثمانية، وسعي ومحاولة إيران لمد نفوذها وتدخلها في بعض البلدان العربية تحت غطاء طائفي، في وقت تتزايد فيه خطورة الدور السعودي المغامر في خدمة المخطط الإمبريالي في المنطقة، ويغيب فيه المشروع العربي الوطني التحرري، ويتفاقم خطر استمرار سياسات وممارسات النظم القمعية الاستبدادية التابعة في معظم بلداننا العربية.
وتناولت المناقشات أيضاً تراجع اليسار على مستوى العالم ، وتعرض العديد من الدول العربية لخطر التفكك والانهيار من خلال صراعات محلية طائفية وإقليمية وعالمية، وأهمية الحفاظ على الدولة الوطنية والعمل على بناء الدولة الوطنية غير الطائفية، دولة التعايش، وذلك بتحقيق الديمقراطية، والتنمية الشاملة المستندة على القطاعات الانتاجية، وتلبية الحقوق الاساسية للمواطنين ، خاصة لقمة العيش والصحة والتعليم .. الخ . وأهمية التفرقة بين التحالف الذي يتطلب توافقاً استراتيجياً وبين التقاطع والذي يتم باتفاق مؤقت حول قضايا محدودة .
كما طرح الاجتماع أهمية الاهتمام من جانب أحزاب اليسار للقضايا الملتهبة في المنطقة ، خاصة في سوريا واليمن والعراق ودارفور (السودان) وليبيا .
القضايا التنظيمية :
هذا وأقرت لجنة التنسيق توصية بعقد المؤتمر الدولي العربي لدعم القضية الفلسطينية فى تونس خلال شهر يناير 2017 تحت شعار "فلسطين: 100 عام من المقاومة" وبالتواكب مع الاحتفال بمرور ست سنوات على الثورة التونسية ". كما وافقت على الطلب المقدم من حزب "القطب" التونسي للانضمام إلى اللقاء اليساري العربي، وكلّفت الحزب الشيوعي اللبناني والحركة التقدمية الكويتية إعداد دراسة حول الموقع الإعلامي الخاص باللقاء اليساري العربي.
أخيرا اتفق المجتمعون على تنظيم اللقاء النقابي الثاني قبل نهاية العام الحالي وعلى عقد اللقاء اليساري العربي الثامن في مارس 2017 .