ما أن افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الاثنين، مشروع تطوير العشوائيات بـ"غيط العنب" بالإسكندرية، فى خطوة تؤكد تبنى الدولة لقضية العشوائيات، وجدنا كل أعداء البناء والتحضر أو ما يمكن وصفهم بـ"عواجيز الفرح" يلتفتون لتسليط الضوء على أمور ثانوية لخلق حالة من الإحباط بين المواطنين، بدلاً من تشجيع الدولة فى مسيرتها لجعل مصر خالية من العشوائيات، ومطالبة الحكومة بمزيد من مشروعات التنمية ولومها حال تأخرها فى إقامتها.
ومن هنا نتساءل، من المستفيد من التقليل من إنجازات الدولة؟ ولماذا لم نشجع الدولة فى مسيرتها للعبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان؟ وماذا قدم الساخرون من الإنجازات الموجودة على الأرض للدولة؟ وهذا ما سنوضحه فى السطور التالية.
بداية نجد أن هناك شواهد، تؤكد أن جماعة الإخوان هى المستفيد الأول وليس الأخير من التقليل من الإنجازات التى تحققها الدولة، وذلك للنيل من الدولة، وإيهام قواعدها بأن النظام فشل فى حل مشاكل الشعب، والترويج لفكرة أن هناك سخطا عاما من النظام.
ويمكننا التدليل على ذلك من خلال عدة شواهد، فبعد افتتاح الرئيس السيسي لمشروع تطوير عشوائيات "غيط العنب" ومشاركته إحدى الأسر الإفطار، وجدنا كتاب الإخوان الإلكترونية تسلط الضوء على إفطار الرئيس مع الأسرة البسيطة، حيث أظهرت أن الإفطار كانت تكاليفه تفوق مستوى معيشة أى أسرة من أسر العشوائيات، وخلقت تلك اللجان حالة من العبث على صفحات التواصل الاجتماعى للتضليل على إنجاز الدولة فى انتشال مواطنيها من العشوائيات، وأصبح الحديث الدائر عن إفطار الرئيس وثمن الإفطار دون الحديث عن مواطنين كانوا يعيشون فى عشوائيات أصبحوا يعيشون فى أماكن آدمية، ومطالبة الحكومة بالمزيد من الخطوات فى هذا الشأن.
وفى هذا الموقف تحديدًا، نجد أن السيدة التى عزمت الرئيس على الإفطار، قد فضحت أكاذيب ومزاعم الجماعة وكشفت سوء مخططها، حيث أكدت لوسائل الإعلام أن هى من أعدت الإفطار، وأن الرئاسة لم تتدخل فى تجهيزه، وأن أحد المتواجدين أعطاها زجاجات مياه من التى كان توزع على الحضور خلال افتتاح المشروع.
وفى الأثناء، نجد تساؤلاً يلوح فى الأفق: لماذا لم نشجع الدولة فى مسيرتها للعبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان؟، لماذا أصبح رواد مواقع التواصل الاجتماعى دمية فى يد كتائب الإخوان الإلكترونية تحركها كيفما تشاء؟.. كتائب الإخوان وقياداتها يتلقون تمويلات خارجية بالعملة الصعبة لترويج الأكاذيب والتقليل من شأن الإنجازات التى تقدمها الدولة، وأنت المتضرر الوحيد من ترويج منشوراتهم وأكاذيبهم.. هل قلت إن هناك أسر كانت بلا مأوى آدمى أصبح لها سكن مناسب، هل أشرت إلى الإيجابيات كما انشغلت فى أمور ثانوية.
وننتقل من هذه النقطة إلى سؤال آخر: "ماذا قدم الساخرون من تلك الإنجازات إلى وطنهم؟".. وأنت تسلط الضوء وتحلل الأمور وترهق نفسك فى حساب ثمن طبق الجبنة الرومى وثمن الإفطار الذى تناوله الرئيس مع الأسرة الكريمة، هل أرهقت نفسك فى تقديم حلول وخطط بديلة لإصلاح ما لا يعجبك فى الدولة، هل لديك خطط لخلق موارد تمويلية إضافية لسرعة إنهاء أزمة العشوائيات من مصر، هل فكرت فى نشر "بوست" يوميًا تدعو من خلاله أصدقائك من خارج حدود الوطن إلى زيارة مصر لتنشيط السياحة ما يعود بالنفع عليك، أم أنك اكتفيت أن تكون دمية فى أيدى الإخوان تحركك كيفما تشاء!
واستنادا إلى ما سبق، نجد أن هناك من يريد إشغال المواطن عن الجهد الحقيقى الذى يبذل، وتسليط الضوء على أمور أخرى لإثارة سخطه، وهو ما يفرض على الدولة أعباءً جديدة للتسويق لإنجازاتها، فمن حق المواطن أن يعبر عن رأيه فيما يشاء، ولكن كان من الأجدى متابعة مسار مشروع تطوير العشوائيات، ومطالبة الحكومة بسرعة إنجاز باقى المشروعات، وأن يكون كل مواطن رقيبًا عليها.
مشروع "غيط العنب" فى سطور:
•• المشروع يضم 17 عمارة سكنية بإجمالى 1632 وحدة بقوة استيعابية 8160 فردًا.
•• مساحة الوحدة السكنية 90 مترًا مسطحًا، ومكونة من 3 غرف وصالة كاملة التشطيب والمرافق ومزودة بالمصاعد الكهربائية.
•• المشروع تم تزويده بوحدات إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بإجمالى قدرة 173.2 ميجا وات سنويًا.
•• المشروع تكلف حوالى نصف مليار جنيه.
•• المشروع تم تنفيذه فى أقل من عامين.
•• يضم المشروع وحدات للأعمال الخيرية مثل دور للأيتام وحضانة لذوى الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى مكتب شهر عقارى ومكتب بريد ومكتب لإدارة وصيانة المشروع، ومسجدًا بمساحة 812 مترًا.