"ان فاتك الميرى اتمرغ فى ترابه".. عبارة نسمعها دائما فى الشارع المصرى، وخاصة بين الوسط الشبابى، الذى يبحث دائما عن الوظيفة الحكومية لضمان المستقبل والأمان والراحة بدون استنزاف الجهد والوقت المبذول فى القطاع الخاص بالاضافة الى عدم الأمان بالاستمرار في العمل الخاص والوقوع تحت تصرف ورحمة صاحب العمل، وحيث ان الجهاز الادارى للدولة مترهل بما يقرب من 7 مليون موظف حكومى، فى الوقت الذى نحتاج فيه لمليون موظف فقط، طرح "انفراد" على النواب فكرة تقديم ضمانات كافية للشباب فى القطاع الخاص، واستقطابه اليه بعيدا عن البحث دائما عن الوظائف الحكومية، فى محاولة لزحزحة فكرة "يالوظيفة الحكومية ياالقعدة على الكافيهات" والتخوف من الخاص، ورصد "انفراد" أراء بعض النواب فى هذا الشأن.
وتحدث فى هذا الشأن النائب على عبد الونيس، عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن الشباب متخوف من القطاع الخاص لعدم توفير ضمانات كافية، لذلك يلجأ للوظيفه الحكومية، ويراها الضمان الحقيقى له، ويتعامل مع الدولة بمرتب ومعاش وصحة.
وتابع عبد الونيس: "لو قدرنا فى البرلمان نصدر قوانين بشكل معين تخلى القطاع الخاص ملتزم نفس الالتزام الحكومى.. اعتقد ان المشكله تكون بذلك اتحلت.. والمسألة ترجع للقوانين".
وأضاف عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب: "سنناقش فى دور الانعقاد الثانى للمجلس دراسة هذا الامر.. لانه مزعج بالنسبة لنا كنواب داخل الدوائر ويتسبب من عدم الرضا للناس اننا غير قادرين على تعيين حد منهم فى الحكومة.. كما ان ترهل الجهاز الادارى للدولة هو حصاد الفساد فى 30 سنه.. وكان التعيين من الهوا وليس بالكفاءات.. ولو صدرت قوانين تلزم المعاملة الحسنه والجديه والطريقه التى تجعل الشاب يعيش فى أمان.. لأن الشاب لا يحتاج غير الامان.. والقطاع الخاص مرتباته افضل من الحكومة".
وأكد لـ"انفراد": "أطالب بتشريع قوانين فى دور الانعقاد الثانى للمجلس لتزويد ضمانات فى القطاع الخاص لحل هذه المشكلة.. لان مافيش مكان فى الحكومة.. واصبح الموظفين "عاله" على الدولة وهى غير قادرة على تسريحم او الاستفادة بهم.. ومش معقول نعين تانى فى الحكومة".
كما قال فى هذا الشأن ايضا النائب أحمد محمد زيدان، عضو مجلس النواب عن دائرة الساحل، وأمين سر لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبرلمان، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، قائلا، أنه تمكن من عمل ملتقى توظيفى لجلب العديد من فرص العمل، وكان تابع لوزارة القوى العامة وبحضور الوزير فى مركز شباب الساحل فى الدائرة فى يوم 23 و24 مايو السابق وتمكن من توفير 28 الف فرصة عمل فى القطاع الخاص لمواجهة فكرة عدم توافر فرص عمل حكومية وعمل ملتقى توظيفى، لكن لم يتقدم فيه سوى 4 ألاف فقط.
واضاف أمين سر لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبرلمان: سأركز فى دور الانعقاد الثانى على اهتمام غير عادى بالشباب، واستكمل الملتقى التوظيفى ومحاولة جلب فرص عمل كثيرة للشباب، لأن الشباب لديهم تخوف من القطاعات الخاصة، كما سيكون هناك اهتمام كبير بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وناقشت ذلك مع رئيس لجنة المشروعات المتوسطة النائب محمد على يوسف اللجنة، لتفعيل فكر الشباب خارج الصندوق.
وطالب زيدان، الشباب بالعمل والجهد والصبر وخدمة البلد، وأن يجتهد فى القطاع الخاص، ويلغى فكرة انهم سيستغنوا عنهم فى اقرب وقت، ونحاول تغيير الثقافه داخل الشارع المصرى والبحث على الوظائف الحكومية فقط، مشيرا الى انه يحتاج وقت وتعاون من الجميع،وضرورة الاقبال على المشروعات الصغيرة والمتوسطه لتنمية الفكر الشبابى فى المجتمع.
فيما أبدى النائب حسن عمر حسنين، عضو مجلس النواب عن دائرة الخانكة والخصوص بمحافظة القليوبية، رأيه فى هذا الشأن فى تصريح خاص لـ"انفراد" قائلا، أنه سيركز أكثر فى المرحلة المقبلة على المشروعات الصغيرة لأهميتها للشباب واتاحة وتوفير فرص عمل لهم، ليكون لديهم القدرة على النجاح من خلالها ، وتوفير المشاريع التى تمكنهم من الاستثمار من خلالها واثبات وجودهم، ومشيرال الى ان هذا لا يأتى سوى من خلال المشروعات الصغيرة هى التى لديها قدرة أن تقوى الدولة وتنهض بها وبالاقتصاد المصرى، وأكد على ضرورة أن نحتذى بتجربة الصين الذى يبلغ سكانها أكثر من مليار ولا يوجد لديهم بطالة كما لدينا، وتعد البطالة لدينا من المشاكل الرئيسية.
وتابع: أسعى فى دور الانعقاد الثانى على القضاء على مشكلة الروتين التى تجعل اقامةالمشروعات الصغيرة صعبة لدى الشباب، والاهتمام اكثر باقامة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر دون عناء للشباب.
وطالب الشباب، بعدم الاعتماد الكلى على الوظائف الحكومية فقط، قائلا: "معظمهم يتمسك بالوظيفه الحكومية.. وهذا مبدأ خطأ.. اشتغل.. اصنع.. ابتكر.. وأقول للشباب فى البداية أن التغيير لا يأتى وانت تجلس مكانك محلك سر.. لابد تنزل تغير بنفسك.. ولو فى حاجه مش راضى عنها انزل بنفسك وحاول تغييرها.. لكن ان تنتقد وانت قاعد فى بيتك يبقى عمرك ماهتحل ولا هتحقق ولا هتصلح حاجه".