ثلاثة أعوام وأكثر، منذ ثورة الثلاثين من يونيو وتصدر المشهد الأعمال الإرهابية والتفجيرات ومحاولات الاغتيال لرجال الجيش والشرطة، ومؤخراً القضاء، من قبل جماعة الإخوان الإرهابية وأخرها استهداف المستشار زكريا عبد العزيز النائب العام المساعد ومدير التفتيش القضائي من خلال سيارة مفخخة.
رصدت انفراد محاولات الجماعة لاغتيال القضاة خلال الفترة السابقة، بالإضافة إلى تاريخ اغتيالات قضاة مصر واستهدافهم من قِبل الجماعة، حيث أن واقعة اليوم لم تكن الأولى فهناك وقائع عديدة.
اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات هو أقوى العمليات الارهابية والتى حدثت يوم 29 يونيو 2015م، وبعد تحرك النائب بموكبه من منزله بشارع عمار بن ياسر بالنزهة قاطعاً مسافة حوالي 200 متراً، انفجرت سيارة ملغومة كانت مركونة على جانب الرصيف،وأصيب بخلع بالكتف وجرح قطعي بالأنف ونزيف داخلي وشظايا وتهتكات في الكبد وأجريت له عملية جراحية دقيقة فارق في أعقابها الحياة في مستشفى النزهة الدولي.
وفي السادس عشر من شهر مايو العام الماضي ، أغتيل ثلاثة قضاة وسائق، وأصيب قاضيان آخرين، نتيجة هجوم مسلح من قبل مسلحين، في منطقة شمال سيناء.
جاء ذلك بالتزامن مع إصدار محكمة جنايات القاهرة قرارها بتحويل أوراق الرئيس المعزول محمد مرسي، و106 من قيادات تنظيم الإخوان إلى فضيلة مفتي الديار المصرية، في القضية المعروفة إعلامياً بـ"إقتحام سجن وادي النطرون"، حيث تم الحادث نتيجة تتبع عناصر جماعة"أنصار بيت المقدس" للضحايا بحي المساعيد في منطقة العريش بشمال سيناء، وقامت مجموعة مسلحة بفتح وابل من النيران على السيارة التي يستقلها القضاة الـخمس.
أيضا نال المستشار معتز خفاجي، رئيس محكمة جنوب القاهرة، نصيبا من تلك العمليات و قاضي أحداث مكتب الإرشاد، الذي تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة بالقرب من منزله،في العاشر من مايو العام الماضي.
وتعود الواقعة إلى انفجار قنبلة في شارع "واحد" في منطقة حلوان، أمام منزل "خفاجى"، بواسطة هاتف محمول، مما أسفر عن تحطم 3 سيارات وواجهة منزله.
فيما أصيب المستشار يوسف نصيف، القاضي بمحكمة الخانكة الجزئية، بإصابات طفيفة، بعد محاولة لاغتياله كان قد تعرض لها من قِبل ثلاثة من المُلثمين، كانوا أطلقوا عليه الرصاصات من أسلحة نارية، وهرب بعدها المُلثمين دون معرفة هويتهم.
وتلقى المستشار خالد محجوب، رئيس محكمة جنايات الإسماعيلية، والتي كانت تنظر قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، التي يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، تهديدات متواصلة عقب توليه القضية.
وكان يتلقى "محجوب" تهديدات كتابية، وأخرى عن طريق الهاتف بشكل دوري، منذ أن تولى القضية، فجاءته احدى الرسائل عن طريق حارس العقار الخاص به والتي كتب فيها:''خاف على عيالك وعلى نفسك''، إلا أنه تعرض لمحاولة اغتيال عن طريق إلقاء قنبلة على فيلا عائلته بحلوان العام الماضي والذى تصادف عدم وجوده بهذا التوقيت الذى انفجرت فيه القنبلة وأدت إلى تحطم السور الخارجى للفيلا وعدم وجود خسائر فى الأرواح.
وتعرض المستشار محمد ناجي شحاتة، رئيس محكمة الجنايات، والمعروف بين الجماعة بـ"قاضي الإعدامات"، والذي كان مسئولا عن قضية غرفة عمليات اعتصام رابعة، والتي حكم فيها بإعدام مرشد الإخوان محمد بديع، لتهديدات بالقتل هو وأسرته.
وكان شحاتة، قد صرح بأنه تعرض لمحاولة إغتيال بعبوة ناسفة بعد خروجه من آخر جلسات محاكمة "غرفة عمليات رابعة"، وبعد استقلاله سيارته على الطريق الدائري، إثر انفجار عبوة ناسفة عقب مروره بخمس دقائق.
وزير العدل السابق المستشار "أحمد الزند"، كان أكثر القضاة عرضة ليد الإخوان الإرهابية، حيث تعرض لإحدى محاولات الاغتيال، ردًا على مواقفه ضد مخطط جماعة الإخوان الإرهابية، والتيارات الإسلامية لأخونة القضاء المصري.
ففي عام 2012 ، قام المتهمان برصد موقع نادي القضاة النهري، بدخول القاعة التي تعقد بها مؤتمرات المستشار أحمد الزند، ووضع المتهمان خطة لاغتيال الزند، بتفجير قاعة النادي خلال وجوده بها، لكن تم القبض عليهم قبل تنفيذ تلك العملية.
وللمرة الثانية على التوالي يستهدف الزند بعدها بأقل من شهر، حين قام مجهولون بوضع قنبلة بدائية الصنع أمام منزله بطنطا، وأخرى كانت داخل سيارته، كل ذلك بسبب مواقفه المعادية للجماعة الإرهابية.